مبادرة قامت بها فتاتان في العقد الثاني من العمر

مخادع لإيواء القطط الضالة بالعاصمة

مخادع لإيواء القطط الضالة بالعاصمة
  • القراءات: 2764
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أقبلت شابتان من العاصمة على بناء مخادع لإيواء القطط الضالة بالعاصمة، لحماية المتواجدة منها في الشوارع من البرد والأمطار، وهي المبادرة التي تريد ليلى وسارة تعميمها في عدد من شوارع العاصمة تعبيرا عن حبهن الكبير لتلك المخلوقات الضعيفة والظريفة والرفق بها.

اختارت كل من ليلى وسارة القيام بأعمال تطوعية خيرية من خلال الاعتناء بمجموعة من القطط الضالة التي تجوب شوارع العاصمة، بتقديم لها كل ما تحتاجه من أكل وشرب وسقف يحميها من الأمطار والبرد في هذه الأيام التي تتزامن وحلول فصل الشتاء، حيث قامتا ببناء عدد من المخادع في إحدى أزقة شارع موريتانيا بالعاصمة.

هذه الفكرة بادرت إليها الآنسة ليلى في العقد الثاني من العمر، التي أوضحت لنا صديقتها سارة عشقها «غير عادي» للحيوانات الأليفة الظريفة، حيث تركز كثيرا في حياتها على البحث عن سبل تضمن فيها حياة أفضل لتلك الكائنات التي لا يولي لها عادة المارة اهتماما، مما قد يجعلها تمضي أياما في البرد أو دون الأكل والشرب. لذا تسعى الآنستان إلى الإحسان لتلك الحيوانات بدافع حبهن الكبير لتلك الكائنات التي أوصانا الله ورسوله بالرأفة بها. 

اقتربنا من الآنسة سارة التي وجدناها منهمكة في تنظيف المخادع، داعية كل القطط التي كانت تحوم حولها إلى الأكل، حدثتنا بحسرة عنها... لم تكمل جملتها حتى شرعت في البكاء عنها، فحبها لتلك الحيوانات الأليفة يفوق الخيال، أوضحت لنا قائلة: «في بداية الأمر لم أكن أي اهتمام خاص بقطط الشوارع، فرغم حبي الكبير لها إلا أنني اكتفيت باقتناء قط وربيته في البيت، إلا أن صديقتي ليلى أعطتني فكرة الاهتمام بتك القطط الضالة كنوع من العمل التطوعي، رأفة بها دون طلب مساعدة من الغير بهدف الاعتناء بها.

وتواصل سارة حديثها: «يوجد أكثر من 40 قطا يحظى باهتمام خاص منا، علما أن العديد من المواطنين يقبلون على مد يد المساعدة لنا، سواء بتوفير المال لشراء الأكل، أو باقتناء لتلك القطط الأكل مباشرة، أو الماء والحليب، في حين هناك من يقدم التشجيع ويثمن عملنا ويشكرنا على ما نقوم به دون مقابل.

خلال تواجدنا بالمكان، لاحظنا النظرات الفضولية للعديد من المارة الذين كانوا يشاهدون ما تقوم به البنتان. 

وبين أناس طلبوا مساعدتها في إنجاز ذلك العمل الخيري، منهم النساء والشباب، كان هناك من جهة أخرى فئة عارضت ذلك العمل وانتقدته بشدة رغم حسنه. بهذا الخصوص، قالت الآنسة سارة؛ منذ إنشائنا للمخادع من حوالي 5 أشهر، تلقينا حالات عديد من الانتقادات، نسمع من خلالها أحاديث لا محل لها من التحضر أو الإنسانية، حيث يقول بعضهم «ما تقمن به تافه»، أو عليكم مساعدة الإنسان المحتاج وليس الحيوان، أو غيرها من الألفاظ الهجينة التي تجعلنا نصد أفواهنا لعدم الدخول معهم في مناوشات، لاسيما أن ذلك الشارع يقطن به العديد من السكان الذين لا يتفهم بعضهم ما نقوم به ويتهموننا بأننا نحاول نشر الفوضى في الحي تفرض فيه «القطط» منطقها، إلا أن الأمر خاطئ، والدليل على ذلك إقدامنا كل صباح وأحيانا مرتين في اليوم لتنظيف ذلك الشارع حتى نتفادى الإساءة للجيران أو المارة والحي عامة.  

أكدت الفتاة أنها لم تفكر هي وصديقتها في إنشاء جمعية خاصة للقطط الضالة، وإنما يقمن بهذا العمل حبا فقط لتلك الكائنات.

وحول ثقافة الرفق بالحيوانات في الجزائر، تقول المتحدثة، إنه لمن المؤسف مشاهدة بعض الحوادث وسماع بعض الواقعات التي يكون البشر فاعلها وضحيتها حيوانات لا حول لها ولا قوة لها، ففي الكثير من الأحيان، نأتي إلى تلك الشوارع لإطعام القطط، لنجد عددا منها ميت، حيث يقبل البعض على وضع «مكونات سامة» في أكلها لقتلها عمدا، وكأنه انتقام من تواجدها في الحي، فهذا الأمر يبعث بالخوف والقلق فيما آلت إليه قلوب البعض من إساءة إلى كائنات غير مسيئة وغير مضرة لا للإنسان ولا للمحيط، بل العكس.