احتفاءً بليلة القدر المباركة

محلات تتخصص في بيع العطور والبخور الشرقية

محلات تتخصص في بيع العطور والبخور الشرقية
  • 858
رضوان. ق رضوان. ق

تشهد مختلف أسواق ولاية وهران الشعبية وبعض محلات بيع العطور والألبسة التقليدية، عرض أنواع من البخور، والعود القماري، والروائح الشرقية، وأنواع آخرى من الروائح التي تستخدم تقنيات جديدة بآلة تعمل بالكهرباء؛ احتفاء بليلة القدر المباركة؛ في عادة دأبت العائلات بوهران على تجسيدها في هذه المناسبة الدينية، داخل المنازل، وبالمساجد، وحتى بالساحات العمومية.

تُعد ظاهرة بيع "عود القماري" والبخور من الظواهر المنتشرة خاصة بالأسواق الشعبية بوهران، على غرار أسواق المدينة الجديدة، والحمري، ومحيي الدين، وسوق الأوراسي "لاباستي سابقا" الذي زارته "المساء"، والذي يجعله موقعه بوسط مدينة وهران، محط إقبال وتركيز من طرف العائلات الباحثة عن كل ما يربطها بالأصالة والعادات والتقاليد.

وبمجرد دخولك السوق من مدخله الرئيس عبر ساحة المغرب والبريد المركزي، تصلك روائح زكية مختلفة الأذواق، تجذبك بطريقة خاصة نحو طاولات وُضعت بجوار طاولات بيع الفواكه، وهو ما يجعلها تتناسق وسط ديكور يرتاح له الصائمون، خاصة أن روائحها الزكية تريح النفس، وتشرح الصدر، وبأنواع بخور كثيرة، وبأذواق مختلفة؛ بين أذواق الفواكه؛ من توت وكرز وموز وعنبر وورد، وتشكيلات، عبارة عن خليط من الفواكه، وأذواق لعدة أنواع من الزهور؛ بين ياسمين، وتوت العليق، والوردة الحمراء، وعود القماري؛ ما يجعل الزبون حائرا بين اختياراته وتفضيله لذوق على آخر، ولفاكهة على أخرى.

كما يعرض الباعة تجهيزات وضع البخور والمساحيق الزكية. وهي عبارة عن مواقد صغيرة أو ما يُعرف بـ«المجمر" من صنع يدوي من مادة الطين الأرجواني، وأنواع أخرى مستوردة، عبارة عن "مجمر" يعمل بالطاقة الكهربائية، فضلا عن تجهيزات حديثة تعمل بالكهرباء والروائح السائلة؛ ما يجعل الزبون يضيع بين اختياراته.

ويوضح الباعة أن الطلب على البخور وعود القماري يشهد ارتفاعا سنويا، خاصة حاليا باقتراب الاحتفال بليلة القدر المباركة؛ حيث تستخدم العائلات البخور في المنازل وداخل المساجد. ويتم تقديمه كهدية أيضا حسب أحد الباعة، الذي أكد أن السنة الجارية ورغم الطلب الكبير على البخور، إلا أن كمياته قليلة بسبب نقص استيراد بعض أنواعها القادمة من الهند، وحتى من الصين وبعض دول الشرق الأوسط؛ إذ تتراوح أسعاره بين 100 دج و400 دج حسب النوع بالنسبة لعود القماري مختلف الروائح، وما بين 200 و500 دج لأنواع أخرى من عود القماري والبخور، غير أن بعض الأنواع الأخرى تُعرض بالمحلات بأسعار مرتفعة، تصل إلى حدود 2000 دج للعلبة الواحدة. وأكثر من ذلك توجد أنواع أخرى من عود المسك المعروضة بسعر يتجاوز 5000 دج، وهي محدودة الطلب، ولا تُعرض سوى ببعض المحلات المتخصصة في بيع العطور الشرقية. وزبائنها محدودون، يضيف البائع.

الزبائن، من جهتهم، ممن كانوا بصدد شراء البخور، رأوا أن التطيب بالبخور وعود القماري من العادات التي بقيت راسخة في سكان وهران، والمتوارَثة منذ أجيال، والتي عات بقوة بظهور أنواع جديدة من البخور وعود القماري. ويوضح الحاج يحيى البالغ من العمر 76 سنة من أبناء مدينة وهران، أن البخور سابقا وفي سنوات مضت، كانت تُجلب من المملكة العربية السعودية من طرف الحجاج والمعتمرين، وتقدَّم كهدية للأهل والحيران.

وكانت أنواعها محدودة، وتكاد تقتصر على عود القماري الأسود برائحته المعروفة والتي يمكن تمييزها بمجرد دخولك أي مسجد أو منزل، ولكن حاليا تتوفر عشرات الأنواع وبكل الروائح والأذواق وكل ما يرغب فيه الشخص. والأكثر من ذلك، يضيف الحاج يحيى، وجود أنواع من العطور والبخاخات بأذواق تشبه أذواق البخور، وعود القماري، والتي ما يمكن تمييزها، غير أن طريقة إشعال عود القماري وتركه يشتعل له وقع خاص، وهو ما أكدته الحاجة هوارية صاحبة 65 سنة، التي أوضحت أن البخور من المتطلبات الأساسية من العائلات الوهرانية، التي تستعمله في المناسبات الدينية خصوصا؛ على غرار ليلة القدر المباركة، ويوم العيد، وفي الأعراس والولائم. وهي دليل على الترحيب بالضيوف، والتطيب، والنظافة؛ حيث يرتاح كل شخص يشم هذه الروائح الزكية. وهي دلالة على نقاء الأجواء، وتكريم الضيف، والراحة النفسية.