تلبية لرغبة الباحثين عن الانتعاش خلال الحر

محلات بيع المثلجات.. عروض وتنافس شديد

محلات بيع المثلجات.. عروض وتنافس شديد
  • 1259
 نور الهدى بوطيبة  نور الهدى بوطيبة 

يلجأ الكثيرون خلال أيام الصيف، إلى محلات بيع المثلجات والعصائر، بحثا عن الإحساس بالانتعاش وترطب الأجسام، هروبا من حرارة الجو العالية، الأمر الذي جعل الإقبال على تلك المحلات مثيرا للاهتمام، وهو ما دفع ببعض التجار إلى التخصص في هذا المجال، حيث انتشرت محلات بيع المثلجات، أو كما يعرف عند المشارقة بـ"البوظة"، في السنوات الأخيرة، وهذه السنة على وجه الخصوص بشكل لافت، ما ميز بعضها بعرض ألوان وأذواق تفننت في استقطاب عشاق هذه المبردات.

انتشرت بالعاصمة، العديد من محلات بيع المثلجات والعصائر، بعضها اشتهر بالمثلجات "التقليدية" التي تحضر يدويا، وليست من الخلطات المحضرة مسبقا، أو تلك المستوردة في شكل بودرة. وحيال مدى انتشار تلك المحلات في العاصمة، ودرجة إقبال المواطنين عليها، ارتأت "المساء" الانتقال بين عدد من تلك المحلات المتخصصة في بيع المثلجات، والتي باتت اليوم تتنافس فيما بينها بشكل مثير للاهتمام.

الأصالة.. سر جذب الزبائن

محطتنا الأولى كانت محل "آيس بارغ" أو ما يعرف بالجليد، والمتواجد بوسط مدينة برج الكيفان، أحد أشهر وأقدم محلات بيع المثلجات، الذي يعود تاريخ تواجده هناك لأكثر من 30 سنة، وهو محل واسع بسيط، لا يزال صاحبه محافظ على نفس ديكور أيام زمان، بلاط أبيض على الحائط ومرآة كبيرة تغطي جزء كبيرا من المحل، الذي توجد في واجهته، الثلاجة التي تعرض الأذواق التي اعتاد عليها الزبائن بألوانها المثيرة للشهية.

في حديثنا مع السيد عمر، أحد مسري المحل، أشار إلى أن المحل "كنز" متوارث عن جيلين، ولا يزال إلى يومنا هذا يقاوم من أجل البقاء، في ظل المنافسة الشرسة في هذا المجال، مشيرا إلى أنه عمل على "كلاسيكية" الجو هناك، وحفاظا على الذوق الأصلي لـ"البوظة، وحتى على الأسعار التي هي في متناول الجميع، وهو ما جعل الكثير من الزبائن أوفياء للذوق الأصيل وللمحل، حسب المتحدث.

وعن أسعار تلك المثلجات، قال عمر: "لا تزال أسعار كرة ثلجية لذوق واحد 60 دينارا، وكؤوس المثلجات المزينة تتراوح أسعارها بين 200 و450 دينار، حسب الأذواق وكمية الفواكه الطازجة الموجودة بها".

مثلجات برج الكيفان بلا منازع

من جهة أخرى، كانت لنا وجهة ليست بعيدة، تتمثل في المحلات البسيطة على الواجهة البحرية، بمحاذاة شاطئ "عروس البحر"، أين اصطفت محلات المثلجات التي يديرها شباب ومراهقون، غالبيتها أكشاك بسيطة، تحوي ثلاجة لعرض مثلجات تباع في شكل كرات من مختلف الأذواق، وأخرى توزع من آلة تصنيع البوظة. وحدثنا الشاب فارس هناك قائلا: اليوم تتوفر البوظة في أذواق مختلفة، يتم تصنيعها بهذه الآلة، التي تعطي الشكل المخروطي للبوظة التقليدية، حيث يتم مزج بودرة الحليب الخاص بالمثلجات، والذي يتوفر في أذواق عديدة وهي؛ الفانيليا، الشكولاطة والفراولة، وهي أكثر الأذواق المحبوبة لدى الزبائن، إلى جانب "الكريبوني"، الذي يعد مزيجا من الماء وعصير الليمون مع كمية من السكر"، مردفا: يتوفر اليوم مزيج على شكل شاربات، وهو بودرة تمزج مباشرة مع الماء وتوضع في خزان الآلة، الذي يحولها إلى مثلجات تنعش متذوقيها".

وقد تعدت شهرة تلك المحلات حدودها بين المواطنين، نظرا للإقبال الكبير عليها، على غرار محل "المحروسة" بالمدنية، الذي تفنن في عرض مختلف انواع المرطبات والحلويات وحتى العصائر والمثلجات، والذي عج منذ الساعات الأولى من اليوم الصيفي، بالعائلات التي تحاول الظفر بمقعد داخل المحل، في تلك البلدية السياحية، التي تجاور مقام الشهيد، وكانت العائلات داخل المحل من طابقين محتارة بين اختيار هذا أو ذاك، نظرا لعدد ما يوفره المحل من أنواع المرطبات، وأكثر منتج شهرة في المحل؛ عصير الشمام، أو ما يعرف بالبطيخ، وهي العصائر المثلجة، التي تعطي للمارة الرغبة في تذوقها، بفضل رائحتها العطرة التي تستهوي النفوس، خصوصا مع حرارة الجو.

في هذا الصدد، حدثنا محمد، بائع بالمحل، أن المحل يوفر أذواقا عديدة من العصائر، منها الكيوي، البرتقال، الفراولة، الأناناس  والشمام، وكلها من العصائر المثلجة، التي تعد أكثر ما يقبل عليه الفرد، خصوصا الشباب، في مثل هذه الأيام، والتي تعرف بارتفاع  كبير في درجات الحرارة، وتتراوح أسعار تلك العصائر المثلجة، حسب محدثنا، بين 150 و200 دينار، حسب حجم الكوب.

"بوظة الياغورت" أو "مثلجات الأبيار"

بعدها، انتقلنا إلى محل آخر، شهير بقدر شهرة "بوظة الياغورت" لديه، محل عمي موح ببلدية الأبيار، محل محاذي للطريق الرئيسي للمدينة، فرغم عدم وجود مكان لركن السيارات هناك، إلا أن الجميع يغامر من أجل ركن السيارة لبضع دقائق، وشراء البوظة التي لا يقاوم ذوقها، على حد تعبير البعض ممن حدثناهم هناك. ومن أشهر مثلجات عمي موح؛ مثلجات بذوق "الياغورت"، التي كان من أولى المحلات التي اقتنت الوصفة واعتمدت على تحضيرها وجذبت المواطنين بشدة، حيث قال صاحب المحل، "هي وصفة خاصة، مادتها الأولية مستوردة، وتضاف إليها الكريمة السائلة والحليب، وليس الماء، وهو ما يعطيها ذلك المزيج الكريمي اللذيذ".

وأشار إلى أن أسعارها ثابتة، وهي 100 دينار للبوظة، سواء في مخروط البسكويت أو في العلبة، كما أن المحل يوفر الحجم الكبير بـ150 دينار، موضحا أن حفاظه على أصالة الوصفة، هو ما يجعله يشاهر بين زبائنه الأوفياء، لاسيما أن البعض من ولايات مجاورة لا يفوت فرصة زيارته عند مرورهم بالعاصمة، إذ أصبح معلما سياحيا بالنسبة لهؤلاء الذين أطلقوا عليه اسم بوظة الأبيار، ليكفي معرفة أن الحديث يخصه ولا غيره لينافسه بتلك البلدية. 

1000 دينار لبوظة بأعالي حيدرة

محطتنا الأخيرة تختلف عما سبق زيارته، خلال جولتنا الاستطلاعية، وكان محل بوادي حيدرة، "نور الهاني"، الذي اشتهر في بيع مثلجات تقليدية، كما يسميها، حسب صاحب المحل هي وصفات "المنزل" محضرة بمكونات محضرة مائة بالمائة في البيت، مزينة بمكونات مختلفة، على غرار المكسرات، والفوياتين التي تعطي قرمشة للبوظة، والنوغة، وحلوى الماكرون، وقطع الشكولاطة الداكنة، وغيرها من القطع التي لها ثمن خاص لكأس واحد من المثلجات داخل محل "نور الهاني".

وعن أسعارها، قال رمزي، عامل بالمحل، إن السعر ثابت بين كل الأذواق، وهي 950 دينار، ليصل سعر نوعين آخرين إلى 1050 دينار، نظرا لاحتوائهما على كمية أكبر من المكسرات أو مزيج بين أنواع عديدة، كالبندق واللوز، وعن تلك الأذواق، اختلفت بين الشكولاطة بأنواعها الداكنة، البندق أو بالحليب، النوغة، الفستق، أو المانغا، وغيرها من الأذواق التي تلبي كل الرغبات.

وبالرغم من ارتفاع أسعار تلك المثلجات، يقول العامل بالمحل، إلا أن له زبائنه الأوفياء الذين، على مدار السنة، صيفا وشتاء، يقبلون عليه، للجلوس هناك في أجواء عائلية ممتعة، سواء مع الأقارب أو الأصدقاء، ويوفر المحل، حسب المتحدث، خدمة تريح الجالس هناك.