معرض الصناعات التقليدية بالشلف

محطة للتعريف بالموروث الثقافي المحلي

محطة للتعريف بالموروث الثقافي المحلي
  • القراءات: 656
ق.م ق.م

يُعدّ معرض الصناعات التقليدية الذي احتضنته ساحة التضامن بالشلف، أحد أهم الفضاءات الاقتصادية والتسويقية لمنتجات الحرفيين، ومحطة للتعريف بمختلف عادات وتقاليد المنطقة بالنسبة للعديد من الوافدين عليه.

ويوفر هذا المعرض المنظم بساحة التضامن منذ 18 من شهر فيفري بمبادرة من غرفة الصناعات التقليدية والحرف، العديد من الفرص التسويقية لمنتجات الحرفيين؛ على اعتبار أن موقعه قريب من وسط المدينة ومحطات المسافرين التي تشكل مركز عبور نحو العديد من الولايات الوسطى والغربية، وهو ما ساهم في استقطاب عدد كبير منهم.

واعتبر مدير غرفة الصناعات التقليدية والحرف محمد لخضاري، أن هذه التظاهرة الاقتصادية ذات البعدين الثقافي والسياحي، أضحت ”موعدا مهمّا بغية ترويج وتسويق منتجات الحرفيين؛ بما يسمح بإنعاش الحركة التجارية والاقتصادية المحلية”. وأبرز السيد لخضاري أن هذا المعرض الذي يشارك فيه ما يربو عن 34 عارضا محليا ومن بعض الولايات المجاورة، ساهم في ”التعريف بالموروث الثقافي للمنطقة، فضلا عن بعث العديد من التخصصات التقليدية، وتقريبها من مختلف شرائح المجتمع بمن فيها الأجيال الجديدة”.

وأكد عدد من الحرفيين لوأج على أهمية مثل هذه التظاهرات الاقتصادية التي تُعد حاليا أهم محطة لتسويق منتجاتهم، خاصة إذا ما نُظمت بساحة التضامن، التي تعرف إقبالا كبيرا من المواطنين من مختلف المناطق. وقال في هذا الصدد ”أحمد” (حرفي) إن مبيعاته عرفت انتعاشا وتزايدا في الطلب مقارنة بأماكن عرض أخرى، آملا أن تسمح السلطات الولائية ببرمجة هذه التظاهرة دوريا.

من جانبها، اعتبرت ”خيرة” (حرفية) أن ”تنظيم هكذا معارض يسمح باستمرارية نشاط الحرفيين في ظل الحركة النشيطة والإقبال الكبير للزوار عليها، سيما أنها تمتّ بصلة للهوية الثقافية المحلية، وتبرز عادات وتقاليد المنطقة”.

وتنوعت منتجات الحرفيين المعروضة ما بين تخصصات الفخار والأواني الطينية وصناعة سلال الدوم وصناعة الحلويات التقليدية والتحف الفنية، بالإضافة إلى الأزياء التقليدية التي تعكس التنوع الثقافي وأصالة وعراقة منطقة حوض الشلف.

وفي هذا السياق، أبدى عدد من زوار المعرض إعجابهم بمعروضات الحرفيين، خاصة ما يبرز الهوية المحلية والعادات والتقاليد التي تنمّ عن تنوع ثقافي كبير تزخر به الجزائر عامة والشلف خاصة، فيما أشار عبد القادر (زائر من مستغانم) الذي اقتنى العديد من التذكارات، إلى أهمية هذه المعارض المحلية في الترويج للسياحة الداخلية وبعث نشاط الصناعة التقليدية.

الجدير بالذكر أن فعاليات معرض الصناعة التقليدية لازال متواصلا. ويأمل الحرفيون أن تعكف السلطات المحلية على تسهيل إجراءات الاعتماد من أجل عرض منتجاتهم دوريا بساحة التضامن، التي يرتبط تاريخها بتضامن السكان المحليين خلال زلزال 1980 ويمثل حاضرها فسيفساء ثقافية من خلال هكذا تظاهرات جديرة بالاهتمام والاستمرارية.