يلقب البعض أنفسهم بلاعبي السحر

محترف في الخدع البصرية يكشف حقيقة لاعبي «الخفة»

محترف في الخدع البصرية يكشف حقيقة لاعبي «الخفة»
  • القراءات: 4337
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أكد سليم بولفخار، متخرج من جامعة العلوم التكنولوجية بباب الزوار تخصص إعلام آلي، ومحترف في ألعاب الخفة، أن الفن الذي يمارسه منذ ست سنوات، يجد متتبعيه وعشاقه وسط المجتمع الجزائري، رغم تصنيف البعض لها في قائمة الألعاب السحرية «المحرمة» لاعتقادهم أن روادها يعتمدون على حيل سحرية، بتسخير الجن مثلا لتأديتها.

أكد المتحدث أن ألعاب الخفة التي يمارسها بعيدة كل البعد عن السحر، فكلها مبنية على الخدع البصرية، والبعض يظن أن ألعاب الخفة يستعان فيها بالجن، إلا أن ذلك ـ حسب المحدث- غير صحيح، ومهما كانت «العروض» التي يقدمها لاعب الخفة مثيرة ومدهشة وغير معقولة، إلا أنها في حقيقة الأمر لها تفسير، ولو كشف عنه ستبدو في غاية السهولة والبساطة، إلا أن دور اللاعب أثناء تأدية تلك الألعاب هو تشتيت ذهن المتفرج حتى لا يكشف هذا الأخير خدعته.

أكد الشاب سليم أن هذه المهنة تتطلب الكثير من البحث والاجتهاد للوصول إلى درجة الاحترافية، تلك الدرجة التي يقصد بها الوصول إلى مرحلة لا ينتبه المتفرج إلا ما يريده لاعب الخفة فقط،  أي يراه المشاهد أو يكشفه له، ليبقى ما وراء الستار لغزا أو سرا لا يكشف عنه، وذلك هو عنصر الإثارة الذي يثير سؤالا واحدا   يتبادر إلى ذهن كل متفرج وهو «كيف قام بذلك»؟ فتلك الدهشة ـ يضيف المتحدث ـ هي ما يثير اهتمام الفرد وما يدفعه إلى التوجه نحو لاعبي الخفة لمشاهدة تلك العروض.

يؤدي لاعب الخفة ألعابه باستخدام مهارات جسدية ـ يقول سليم ـ حيث تتضمن العروض التلاعب بالأشياء بهدف الترفيه والتسلية لإثارة الدهشة. وأشار المتحدث إلى أن هذه المهنة قابلة للتطور يوميا، وهذا ما تشهده قاعات العروض حول العالم، حيث يحاول كل لاعب خفة ابتكار عرض جديد بعدما يتم الكشف عن أسرار أشهرها، بهدف جذب اهتمام الفرد دائما.

إن أكثر أشكال ألعاب الخفة شيوعا، قذف الأشياء كالكريات والقضبان الخشبية والأطباق، إلى جانب ألعاب أخرى، كالورق، مثل إخفائه أو «التكهن مثلا بما اختاره المشاهد الذي يعتبره اللاعب ضحية خدعته التي هي في حقيقة الأمر حسابات رياضية دقيقة يجريها اللاعب في ثوان قليلة ليبهر بها المشاهد.

وقد تتخطى مهارة اللاعب تلك الألعاب البسيطة من كريات وورق، لتصل بالبعض إلى إخفاء أشخاص، باستعمال أدوات أكثر خطورة كمشاعل النار والسكاكين، مثل تقطيع جسد شخص إلى قسمين، أو فصل الرأس عن الجسد، أو إخراج امرأة من العدم أو تحويل حيوان إلى تمثال، أو غيرها من العروض التي تذهل الحضور ويكون لها تفسير بديهي، يغيب عن تفكير المشاهد لتركيزه أكثر على التنشيط أو ما سيشاهده كعرض بدل التركيز على التفاصيل.

يؤكد سليم بقوله؛ إن سر نجاح فنان في الألعاب السحرية هو ممارسة عنصر «تشتيت الانتباه». «في البداية يكشف سره أمام الحضور، بسبب قلة خبرته في عملية تشتيت الانتباه، فلا يكفي أن يقوم بالعرض لوحده دون التفكير في طريقة تصرف انتباه المشاهد عما يريد إخفاءه، وبهذا فإن لكل محترف طريقته الخاصة، حيث تجد البعض يشتت الانتباه بكثرة الحديث أو جذب النظر نحو نقطة معينة من المسرح كإشعال النار المفاجئ أو أصوات سينمائية صادرة من هنا وهناك. كل ذلك بهدف لفت انتباه إلى آمر معين وإبعاده عما يريد اللاعب إخفاءه، كل هذا ـ يقول المتحدث ـ مرتبط بعامل أساسي، ليس خفة الحركة فقط، وهو القدرة على التلاعب بالعامل النفسي أو ما يسميه المختصون في هذا المجال «التلاعب بإدراك المشاهدين، من خلال بعض المبادئ النفسية كالإيهام النفسي عن طريق جعلهم بطريقه أو بأخرى، يركزون على ما يريد اللاعب أو يعتقدون ما يريد هو كذلك، فالمحترف ينجح في استغلال محدودية إدراك المشاهد بإضفاء خدعة والاعتماد على الخفة لخلق حركة سحرية تدهش المشاهدين..

وحول حقيقة اعتقاد الناس بأن ألعاب الخفة مرتبطة بالسحر أو الاستعانة بالجن، يقول محدثنا: «بالعودة إلى تاريخ قديم، كان بعض السحرة يمارسون الشعوذة في الهواء الطلق أمام المارة، من خلال تقديم عروض سحرية يستعين فيها الرجل أو اللاعب بالجن بهدف تقديم مشهد من الخيال، وهذا ما جعل مفهوميه ألعاب الخفة ترتبط بشكل مباشر بالسحر، مما جعلها تسمى بالحيل السحرية. إلا أن اليوم وبفضل التكنولوجيات الحديثة، يقول سليم: «هناك العديد من الأدوات التي توضع تحت تصرف اللاعب أو هاوي هذه الألعاب، يكون مثلا ببيعها حصريا للاعب خفة معين تحت طلبه وتكون خصيصا لعرض معين يريد القيام به، فهذا لا يستدعي «السحر»، كما يعتقد البعض.