بعد أن أنهكت "كورونا" قطاع السياحة

محاولات لمحو آثار الأزمة

محاولات لمحو آثار الأزمة
  • القراءات: 452
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

استقبل مهنيون في السياحة، قبل فترة، قرارات السلطات، الخاصة بإعادة فتح الحدود الجوية في وجه الجالية الجزائرية المقيمة في المهجر، وتحرير الحركة الداخلية بكثير من السرور والابتهاج، بعد أكثر من سنة من الركود التام الذي شهده القطاع السياحي، بسبب جائحة "كورونا" التي تحولت إلى كابوس للمهنيين، لاسيما خلال موسم الاصطياف الماضي، بعد قرار غلق الشواطئ ومنع الأنشطة السياحية، مما جعلهم يدخلون في دوامة للموسم الثاني على التوالي. لكن يبدو أن في هذه السنة، تنفس مسيرو الوكالات السياحية، وحتى أصحاب الفنادق ومختلف مهني القطاع السياحي الصعداء، بعد أن تمكنوا من العودة للحياة المهنية، إثر "البطالة" التي فرضت عليهم.

أكثر الأنشطة المروج لها خلال هذه الأيام، حسب ما شهدته المساء؛ السياحة الأجنبية، مع تسجيل تراجع كبير في مجال الترويج للسياحة المحلية، حيث اكتفت بعض الوكالات، أو بالأحرى صفحات فيسبوكية رائدة، في تنظيم الخرجات ضمن مجموعات، بتنظيم رحلات تخييم لا يتعدى عدد أيامها ثلاثة أو أربعة ليال، لاسيما خلال عطل نهاية الأسبوع. وللاستفسار حول كل ذلك، كان لنا لقاء مع بعض المهنيين في القطاع، لمعرفة سبب غياب وكالات تروج للسياحة المحلية.

في هذا الصدد، حدثنا خالد خنيش، المدير التجاري لدى وكالة سياحة وسفر بالعاصمة، وقال إن ارتفاع أسعار الفنادق ومختلف الملاحق السياحية وراء غياب عروض تروج للسياحة المحلية، مشيرا إلى أن الكثير من الفنادق أو بالأحرى غالبيتها، شهدت ارتفاعا محسوسا في تكاليف خدماتها، الأمر الذي دفع الوكالات إلى العزوف عن اقتناء منتج محلي "خدمات فندقية" والتوجه نحو المنتج الأجنبي، ببيع بعض العروض التي تحتوي على تذكرة طيران والمبيت في فندق، تلك العروض مربحة أكثر مقارنة بعروض الوجهات المحلية، مشيرا إلى أنه بعد الأزمة التي عاشها القطاع السياحي، لا سيما الوكالات السياحية، أكثر ما يفكر فيه مسير الوكالة؛ محاولة مواكبة النقص الذي سجله طيلة الفترة الماضية خلال انتشار الوباء.

أسعار الفنادق زادت بنسبة 40 بالمائة

من جهته، قال محمد لعروسي، من نفس الوكالة، إن أسعار الفنادق زادت بحوالي 40 بالمائة، إلى جانب مختلف الملاحق السياحية، مما أدى إلى العزوف عن هذا المنتج، وأصبح صاحب الوكالة يوجه اهتمامه نحو الوجهات الأجنبية التي يوفر بعضها عروضا مغرية لإعادة ترويج وإنعاش سياحتها، بسبب كثرة الطلبات عن المنتج الأجنبي، مشيرا إلى أنه بعد غلق الحدود الذي دام حوالي السنتين، دفع بمعتادي السفر إلى البحث عن وجهات أجنبية للسفر والعودة إلى الحياة الطبيعية التي اعتاد البعض عليها.

كما أرجع لعروسي عزوف الوكالات عن الترويج للمنتج المحلي لهذا الموسم، إلى ضيق الوقت، حيث قال: "حقيقة، بعد اللقاء مع وزير السياحة مؤخرا، الذي منحنا فرصة الحديث عن مشاكل القطاع خلال هذه الفترة، فقد منح الكثير من التسهيلات لمهني القطاع من أجل إنجاح الموسم والترويج للمنتج المحلي، أي الوجهات الداخلية، إلا أن ضيق الوقت لم يسمح لنا بتنظيم عروض جيدة بالتنسيق مع الفنادق، فتلك الحيرة وعدم التأكد من الوضعية التي عاشها مسيرو القطاع خلال الفترة السابقة بين غلق وفتح، جعل الكثيرين يعزفون عن المغامرة، وفضلوا بذلك أخذ الحيطة والحذر وعدم المخاطرة".

في الأخير، أكد لعروسي أن الطلبات الوحيدة لبعض العائلات، تبقى البحث عن شقق للكراء على ضفاف الشواطئ في المناطق الساحلية، والبحث عن أقلها تكلفة، نظرا للضيق المالي الذي تتخبط فيه العائلات بسبب الغلاء الفاحش، مشيرا إلى أن الجزائر لا تزال تسجل نقصا فادحا في تلك المرافق المؤطرة، ليبقى كراء الشقق "سوق موازية"، تتم من صاحب الشقة مباشرة للراغب في الكراء، أو تتم عن طريق سماسرة، وهذا لا يمكن التركيز عليه لتوجيه العائلات، ولا يمكن تقييم "السياحة المحلية" من خلاله.