مواقع التواصل الاجتماعي

محاسن التكنولوجيا قد تتحول إلى سلبيات

محاسن التكنولوجيا قد تتحول إلى سلبيات
  • القراءات: 2736
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أكدت سميرة بلعربي، أستاذة في علوم الإعلام والاتصال بجامعة البويرة، أن تأثيرات العولمة بصفة عامة ومواقع التواصل الاجتماعي بصفة خاصة، ظهرت أكثر على الشعوب النامية، بسبب التعامل «الساذج» لتلك الشعوب مع كل ما هو جديد في تلك التكنولوجيات، مما يخلق «الإفراط» في الاستعمال، ثم «الإدمان» عليها، بالتالي تحويلها من وسيلة إيجابية فعالة إلى وسيلة سلبية.

عمدت الأستاذة على هامش إلقائها مداخلة بعنوان؛ تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تغيير توجه الملتقى الوطني الأول حول الشباب بين الهوية الوطنية والعولمة الثقافية، مبدية أن كثيرا هي الدراسات التي أجريت في هذا المنحى، أثبتت أن العديدين من الأفراد المشتركين عبر تلك المواقع يحسنون استعمالها، وعلى هذا لابد من إرشاد مجتمعنا حول الاستعمال الحكيم لتلك المواقع حتى لا ننجر مع سلبياتها وتجعلنا نغض البصر على إيجابياتها.

فقد تغير في الألفية الجديدة بسبب تلك المواقع، تعريف تفاعلية الأصدقاء وسط المجتمع وتحولت بذلك عبر المواقع إلى تفاعلية شعوب،  حيث كسرت شبكة الأنترنت كل الحواجز التي تضعها الحدود الجغرافية وجعلت من العالم قرية صغيرة يمكن فيها تبادل الأفكار والثقافات والإبداعات..

وعن محاسن تلك الشبكة، تقول المتحدثة؛ نجد الاتصالات ذات الطابع الاجتماعي التي نجريها عبر تلك المواقع، سمحت بتعزيز أواصل الروابط الاجتماعية التي لا يمكن أن نفصلها عن الواقع الاجتماعي، فلها بذلك دور فعال في تعزيز العلاقات الاجتماعية وتسمح لكل فرد بالانخراط في البيئات الاجتماعية.

كما أن لتك المواقع تأثيرات تعليمية، حيث كثيرا ما لفت انتباه أنظار القائمين على التربية في العالم على بيداغوجية التربية عبر الأنترنت، وذلك ما خلق تعريف التعليم المنفتح الذي يتيح التواصل والتعليم عن بعد، ويعطي آفاقا أوسع في تبادل الخبرات ورفع الابتكار لدى الطلاب، وهو بيئة مناسبة لتطوير الفكر. وقالت المتحدثة بأن الصين أكبر دليل على ذلك، خصوصا أنها تبنت هذه الطريقة في التعليم منذ سنوات.

من جهة أخرى، حصرت المتحدثة سلبيات التكنولوجيا الحديثة في بعض النقاط، مشيرة إلى أن الدراسات أثبتت أن الذكور أكثر إدمانا  على مواقع التواصل الاجتماعي والأنترنت بصفة عامة مقارنة بالإناث، وأكدت أنه كلما زاد الإدمان زادت التأثيرات النفسية، كالعزلة الاجتماعية التفاعلية غير الحقيقية مع الغير في العالم الافتراضي، التعرض للاكتئاب بسبب الوحدة، الخداع والكذب والصور المزيفة في ذلك العالم الذي يمكن أن يكون مجرد «خيال».

إلى جانب بعض المشاكل الصحية، كمخاطر الإصابة بأمراض العيون، التهاب الأوتار والمفاصل بسبب الجلوس المطول أمام شاشات الكمبيوتر وغيرها، إلى جانب أمراض قد تظهر أعراضها مع الزمن بسبب الإشعاعات المنبعثة من تلك الشاشات والتعرض اليومي والمستمر لها.