فيما تشتكي جمعية "مرضى السكري" ضعف نوعية الأنسولين المسوق

مجمع "صيدال" تنتج خراطيش سيالات الأنسولين في مطلع 2018

مجمع "صيدال" تنتج خراطيش سيالات الأنسولين في مطلع 2018
  • القراءات: 1192
رشيدة بلال رشيدة بلال

يعرف داء السكري في الجزائر انتشارا كبيرا، حيث تحصي ثلاثة ملايين مصاب، الأمر الذي دفع ببعض الجمعيات إلى التجند من أجل توعية المرضى والبحث عن سبل أحسن للتكفل بهم، على غرار جمعية "مرضى السكري" لولاية الجزائر التي لم تفوت فرصة المشاركة في المعارض للاطع على الجديد في عالم الأجهزة والأدوية. وأعربت سهيلة فرحات، الأمينة العامة لجمعية "مرضى السكري" لولاية الجزائر، عن ارتياحها بشأن توفر مختلف أجهزة قياس داء السكري على مستوى الصيدليات. وقالت بمناسبة مشاركتها مؤخرا في صالون الصيدلة المنظم في العاصمة "أن الجمعية كوسيط تحسيسي، تعمل على توجيه المرضى من الباحثين عن هذه الأجهزة إلى تلك المناسبة، مع تلقينهم الطريقة المناسبة لاستعمال هذه الأخيرة، مشيرة "إلى أن الجمعية وبحكم تعاملها مع مختلف المخابر الناشطة في الجزائر، تعمل بصورة مستمرة على تزويد الجمعية ببعض أجهزة القياس بغية تقديمها للمرضى من الذين يتعذر عليهم اقتناء هذه الأجهزة، كونهم غير مؤمنين اجتماعيا ولا يقتصر دور المخابر على منح الجمعية لأجهزة القياس التي،  للأسف الشديد، لا يجري تصنيعها محليا من طرف مجمع "صيدال"، بل تقوم المخابر أيضا بتزويد الجمعية بالأدوية التي يحتاجها مريض السكري.وحول مشاركتها مؤخرا في صالون الصيدلة، أكدت محدثتنا "أن الصالون سمح لها بالاطلاع على أجهزة جديدة تساعد على التشخيص المبكر لداء السكري، من خلال تزويده بآلية تساعد على كشف أعراض المرض، هذا الجهاز تابع لمخبر يستعد لفتح فرع له في الجزائر والترويج له من أجل تشخيص الداء، إلى جانب الاطلاع على أجهزة قياس جد متطورة تساعد الأطفال وكذا المسنين على قياس معدل السكري بكل بساطة ومن دون عناء، كل هذا يساعدنا كجمعية على توجيه مرضانا.

وفي ردها عن سؤالنا حول المجهودات المبذولة في سبيل تحسين كل ما هو موجه لمرضى السكري والمعد محليا، أكدت محدثتنا أنه على الرغم من أن مجمع "صيدال" للآوية يبذل ما في وسعه لتأمين كل ما يحتاج إليه مريض السكري من أدوية، وتحديدا حقن الأنسولين، غير أن ما يعاب على ما يعده المجمع، أنه لا يزال تقليدي وتشرح "فمثلا الأنسولين لا يزال يقدم عن طريق الحقن المرفقة بعلبة الدواء التي تعتبر غير معوضة وتحتاج إلى بعض الإجراءات لحقن المريض بها، مما يعني أن إنتاجنا المحلي بحاجة إلى تحسين، خاصة عندما يتعلق الأمر بمرضى الأطفال الذين يصابون بالرعب لمجرد النظر إلى الحقن، بما في ذلك المسنين الذين يحتاجون دائما إلى من يساعدهم على أخذ الجرعة المناسبة من أجل حقن أنفسهم بجرعة الأنسولين، الأمر الذي يطرح حتمية تطوير الأنسولين على غرار ذلك المعد في الدول الأجنبية التي قدمت لمريضها حقن أنسولين على شكل أقلام جد عملية ومتطورة وسهلة الاستعمال، مشيرة إلى "أن من بين الانشغالات المطروحة بحدة أيضا، تلك المتعلقة بالأشرطة التي تؤخذ بها كميات الدم لقياس السكري، إذ نعاني ـ تقول ـ  "من نقص فادح في الأشرطة من النوع الثاني الذي يعتبر من أخطر الأنواع لأنه يدخل في خانة المضاعفات، هذا النقص راجع إلى سياسة التقشف التي تم انتهاجها، إذ أن مصالح الضمان الاجتماعي اشترطت على المرضى اقتناء علبة واحدة فقط لمدة ثلاث أشهر ولا يمكنهم اقتناؤها من الصيدليات، لأنها تباع بأثمان باهضة تصل إلى حد 1800 دج،  الأمر الذي قادهم إلى طلبها من الجمعيات، والخطير تضيف؛ "حتى يحصل مرضى السكري على علب إضافية، لابد أن يكون معدل السكري لديهم مرتفع، الأمر الذي يقود المرضى إلى تعمد رفع السكري حتى يصف لهم الطبيب ما يحتاجون إليه من الأشرطة. وحول واقع السكري في الجزائر، أكدت سهيلة "أن الجزائر تحصي أكثر من 3 ملايين مصاب، وهو رقم كبير ويرجع بالدرجة الأولى إلى سوء النظام الغذائي والاعتماد على كل ما هو مسوق، إلى جانب إهمال الرياضة، الأمر الذي ساهم في تفشي مرض السكري بشكل ملفت للانتباه. 

إنتاج عبوات الأنسولين جار وخراطيش  السيالات في مطلع 2018

وردا على انشغال الأمينة العامة لجمعية "مرضى السكري" حول ضعف نوعية الأنسولين المعد محليا من مجمع "صيدال"، قال مسعود بلعميري ممثل مجمع "صيدال"، بأن اتفاقية الشراكة التي تمت مؤخرا بين المجمع ومخبر "نوفونورديسك" الرائد عالميا في إنتاج الأنسولين سمح في المرحلة الأولى بإنتاج عبوة الأنسولين على مستوى مصنع قسنطينة، يجري تسويقه في السداسي الأول من سنة 2016، أما الأنسولين على شكل خراطيش موجهة لسيالات الأنسولين فسيكون متوفرا على مستوى الصيدليات بداية من سنة 2018. مشيرا إلى "أن الخراطيش والعبوات في الوقت الراهن يجري استيرادها من الخارج، في حين أن الإنتاج المحلي سيسمح بتوفير العملة الصعبة، حيث ينتظر أيضا أن يتم تكوين إطارات خاصة بالمجمع ليتمكنوا من إنتاج أنسولين بمقاييس عالمية. من جهة أخرى، أشار ممثل مجمع "صيدال" إلى أن إنتاج النوعين من الأنسولين من شأنه أن يسمح لفئة ذوي الدخل المحدود والضعيف من المرضى والذين لا يحوزون على تغطية اجتماعية بشراء الدواء والحصول على الأنسولين المعد محليا بأسعار جد معقولة، موضحا "أن من بين المجهودات التي تبذل في إطار تطوير المجمع، السعي إلى إنشاء مصنع خاص للأنسولين المنتج في شكل خراطيش".