تعتبر بلدية زمالة الأمير عبد القادر التابعة إداريا لدائرة قصر الشلالة (162 كلم نحو الجنوب الشرقي من تيارت)، والمحاذية لحدود ولاية الجلفة، من بين أهم المناطق السهبية الرعوية بالولاية، التي يطبع عليها الطابع المحافظ واحتكام أهلها وقاطنيها لتقاليد وأعراف تداولها على مدار عقود.

طبيعة سكان البلدية وتقاليدهم الموروثة أبا عن جد، جعلت منهم سكانا محافظين مسالمين يتميزون عن غيرهم من التيارتيين، بالمحافظة على الأرض وخدمتها، وتكريس ذلك ميدانيا من خلال تعاملهم اليومي مما أفرز مشاكل كبيرة ومختلفة، تتعلق أساسا بحق امتلاك الأراضي الموروثة من قبل بعض العائلات في إطار العروشية، الشيء الذي أدى إلى نشوب خلافات وصراعات وحتى صدامات بين العديد من العائلات، وصل البعض منها إلى العراك والضرب وتدخل المصالح الأمنية والقضائية.

بالنظر إلى تكرار هذا المشكل، وبمبادرة من رئيس بلدية زمالة الأمير عبد القادر،  السيد دزيري وبعض أعيان المنطقة، تم إنشاء مجلس للأعيان يتكون من الإمام وشخصيات دينية واستشارية، وأخرى بارزة في الحركة الجمعوية، أوكلت له مهام التدخل لفض النزاعات والقضايا التي تنشب بين العديد من سكان البلدية وبعض المناطق الريفية المتاخمة، وتتعلّق بالدرجة الأولى بملكية الأراضي الفلاحية السهبية والمراعي، والتي غالبا ما أوصلت الأهالي إلى أروقة العدالة، دون إيجاد الحل النهائي والجذري لها، حيث غالبا ما تتجدد الصدامات.

حسب رئيس بلدية زمالة الأمير عبد القادر، السيد دزيري، تمّ منذ تشكيل مجلس الأعيان فض وحل أكثر من 150 قضية، البعض منها شائك ومعقد، دون اللجوء إلى مصالح الأمن أو العدالة، ويقتصر دور مجلس الأعيان على استدعاء المتخاصمين للمثول أمام أعضاء المجلس، ويتم إعداد مأدبة غذاء أو عشاء عند أحدهم، ومناقشة المشكل بين الأطراف المتخاصمة، لإيجاد حل نهائي وجذري لكل المشاكل العالقة. مكنت هذه المبادرة من عودة الود والصداقة والأخوة بين الأطراف المتنازعة دون تسجيل أي حادث يذكر، مما جعل مبادرة إنشاء مجلس للأعيان سابقة إيجابية في المنطقة وفي كل ربوع ولاية تيارت مثلا يقتدى به، مع تعميمه على مستوى عدة بلديات ومناطق الولاية، خاصة تلك التي تعرف البعض من المشاكل والنزاعات، وإدراجها كسبيل وطريقة أمثل لتنظيم المجتمع من خلال القيام بكل المبادرات المتعلقة بتحسين المحيط ونظافته والعمل الخيري والتطوعي الناجح.

❊ن.خيالي