“تنسيقية حماية المجتمع” تحث على العمل الخيريّ:

مجتمع بلا تطوع.. هو مجتمع بلا حضارة

مجتمع بلا تطوع.. هو مجتمع بلا حضارة
  • القراءات: 907
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أكدت السيدة م. رشيدة عضو بالتنسيقية الوطنية لحماية المجتمع على هامش مشاركتها في يوم التبرع بالدم الذي نُظم مؤخرا بساحة البريد المركزي، على أهمية تشجيع وتعزيز العمل التطوعي لتكثيف جهود المجتمع المدني، مشيرة إلى أنها ثقافة، يغيب تلقين أسسها في المؤسسات التربوية رغم أهميتها الكبيرة داخل المجتمعات، ومضيفة أن تلقينها عبر برامج نظرية غير كاف، بل لا بد من تعزيز تلك الأسس من خلال العمل الميداني.

أشارت المتحدثة إلى أن أهم ما تحث عليه التنسيقية في كل مناسبة، الالتحاق بالهيئة من أجل تعزيز عملها التطوعي، وهذا ما جعلها قبل حوالي شهر، تنظم محاضرة تحت شعار مجتمع بلا تطوع.. مجتمع بلا حضارة، وهو الشعار الذي حمل المعنى العميق للعمل التطوعي، الذي رغم كونه عملا يُنجز لفائدة مجتمع أو بيئة بدون مقابل أو تقاضي أجر على تلك الخدمة وما يقدَّم من وقت وجهد، إلا أن مقابله عظيم عند الله سبحانه وتعالى، مضيفة: هذا الجزاء يجعلنا في خدمة فئات في حاجة ماسة إلى ذلك، أو حماية ما يعجز عن حماية نفسه؛ كحماية البيئة التي تُعد من الأشياء العظيمة بدون انتظار عائد مادي، واحتسابها لله كعمل في مجال البر والإحسان. وأضافت المتحدثة أن المسلمين سبّاقون إلى العمل التطوعي والعمل الخيري، ولهذا لا بد أن تكون القدوة في تطوير هذا المجال، وليس الاقتداء بدول أجنبية خطت خُطى عظيمة فيه، لا سيما أن مظاهره باتت، اليوم، تتجسد في العديد من المجالات، وتساهم، بشكل كبير، في تفعيل العديد من القطاعات الحساسة والحيوية؛ كالقطاع الصحي، وحتى الاقتصادي. فالتطوع، حسب المتحدثة، واجب ديني ومظهر حضاري، وهو ترجمة سلوكية لمعاني المروءة والإيثار والممارسة الحقيقية لأعمال الخير، ولهذا لا بد من تعزيز قيمها عند الفرد؛ بحثه على الانضمام لمختلف الأنشطة التي تعمل على مساعدة الفئات الهشة من المجتمع، وليس ذلك فقط، وإنما خدمة المصلحة العامة للمجتمع.

وقالت السيدة رشيدة: حسب شعار الندوة التي نظمتها التنسيقية قبل أيام بمشاركة خبراء وأساتذة وأئمة، فإن العمل التطوعي يعكس حضارة المجتمع، التي تُبنى بمشاركة مواطنيها، وعلى هذا لا بد، حسب تأكيدها، من رد الاعتبار لها؛ من خلال تلقين أسسها في المدارس التعليمية، وبتكثيف الحملات التحسيسية لتشجيع العمل بمبادئها، خصوصا أنها سلوك غير غريب عن أسلافنا، مضيفة أن لهذا السلوك أهمية عظيمة، كذلك، في بناء الفرد قبل المجتمع؛ فأهم خصلة قد يكتسبها الإنسان من خلال مشاركته في الأعمال التطوعية، هي طيبة القلب، والرغبة في مساعدة من هو في حاجة إلى ذلك. وفي الأخير قالت عضو التنسيقية إن طغيان التفكير المادي جعل الجمعيات، اليوم، تعاني من نقص اليد العاملة، وهذا غير طبيعي في نظرها؛ لا سيما في مجتمع يتسم أساسا بطيبة القلب، والذي غالبا ما يبدي أبناؤه رغبة في المشاركة في عمل خيري عند طلب ذلك منهم، وإنما الخلل في عدم حث هؤلاء بالطريقة الصحيحة من أجل التوجه نحو تلك الأعمال في أوقات الفراغ، وتشجيعهم بامتيازات تسمح لهم بمشاركة وقتهم بين العمل التطوعي، وبين إنجازات حياتهم اليومية، مضيفة في هذا الصدد: الدعوة إلى التطوع أو العمل الخيري لا تعني التفرغ 100 بالمائة لذلك والبقاء بدون دخل موضحة بقولها: إنما تخصيص وقت محدد لذلك؛ فالعمل الخيري أو التطوع له أوجه عديدة، ويتسع باتساع كلمة الخير، التي يمكن أن تكون لفائدة الأقارب أو الجيران، أو المصلحة العامة للمجتمع، أو المرضى بالمستشفيات، أو اليتامى، أو ذوي الاحتياجات الخاصة، أو كبار السن، أو البيئة التي نعيش فيها، أو حتى مساعدة الحيوانات الضعيفة، على أن يكون ذلك العمل مؤطَّرا ومحكَما حتى لا تعمه الفوضى، التي تحوّله من تطوع إلى فوضى قد تضر بالمجتمع.