طباعة هذه الصفحة

غابة "بوشاوي"

متنفس طبيعي يضمن الهدوء وراحة البال

متنفس طبيعي يضمن الهدوء وراحة البال
  • القراءات: 2537
❊أحلام.م     ❊أحلام.م

احتضنت غابة "بوشاوي"، غرب العاصمة، طيلة فصل الصيف، خاصة بعد الظهيرة، العائلات القادمة من العاصمة والولايات المجاورة، الباحثة عن الراحة النفسية والهدوء بين أحضان الطبيعة الغناء، حيث وجد زوارها راحة منقطعة النظير عبر مساحتها الممتدة على أزيد من 140 هكتارا، بين أشجار الصنوبر والضرو، لتؤمن لمرتاديها البرودة والظل والهواء العليل وراحة البال التي ازداد الطلب عليها في الأيام الأخيرة التي تفصلنا عن الدخول المدرسي، إذ استفاد الصغار من الألعاب الموزعة بين أرجائها، والتي تضمن بدورها الترفيه للصغار بأثمان زهيدة.

أكدت العديد من العائلات التي تربعت في أرجاء الغابة يمينا وشمالا وفي قلبها، أنها من أهم الكتل الغابية في العاصمة، تضمن جرعة أوكسجين نقية لزوارها، وتمثل رئة ثانية للعاصمة بعد غابة باينام، إذ استطاعت أن تحافظ على محبيها لسنوات طويلة، فهناك من يراها الأجمل بلا منافس، خاصة أنها تضمن الترفيه والجلوس في طمأنينة وأمان، لوجود فرق الدرك الوطني بها ولساعات متأخرة من الليل، إذ تعمد الكثير من العائلات إلى جلب قهوة فترة العصر أو الشاي، لتجلس إلى الطاولات الموجودة بكافة أرجاء الغابة، أو تفترش الزرابي البلاستيكية التي تصطحبها في كل زيارة لهذا الفضاء الغابي الفسيح.

في هذا السياق، أشارت سيدة جاءت للتنزه رفقه أبنائها وأحفادها، إلى أنها وجدت فيها راحة البال التي تنشدها، كما تسمح الألعاب الموزعة هنا وهناك للصغار باللعب بكل أريحية وأمان، إذ يمكن للطفل اللعب كما يشاء وتغيير لعبته أمام مراقبة الأهل، تقول "في وقت سابق، لما كنت أقيم ببوزريعة، كانت غابة بينام الأقرب لي، أما الآن وبعد أن غيرت مكان إقامتي، أصبحت بوشاوي الأقرب إلى قلبي، بعد أن اكتشفت جمالها الساحر، إذ يستمتع أبنائي وأحفادي بركوب الخيل واللعب، بينما أرتشف قهوتي أو أتناول العشاء على ضوء المصابيح المنيرة ليلا، في أجواء من السكينة النفسية، كما سبق وأن تناولنا العشاء في المحلات الموجودة في المكان، والتي تضمن الشواء والبيتزا وأنواع أخرى مختلفة من الطعام ولساعة متأخرة من الليل".   

أشار بعض الشباب الذين قدموا للترفيه عن أنفسهم جماعات، إلى أن توفر حظيرة كبيرة لركن السيارات أزاح مشكلا كبيرا كان يعيقنا، يقول سفيان "غالبا ما آتي خلال الفترة المسائية رفقة أصدقائي، لنستمتع بتناول البوظة أو الشاي في أجواء من الهدوء، خاصة أنه توجد في المكان مختلف الخدمات، كمحلات بيع الأكل السريع والمشروبات بمختلف أنواعها الباردة والساخنة، مما يسمح لزائر المكان بالترفيه والاسترخاء خلال المدة التي يقضيها بين أحضان الغابة، التي يطبعها صهيل الخيول والاستمتاع بمنظرها الجميل، وهي تركض في الفضاء الفسيح مزهوة بجمالها".

إذا كانت العائلات تبحث عن الهدوء والسكون، فإن الصغار يجدون في مملكة الألعاب المبسوطة هناك من أرجوحات، "طوبغون"، البركة المائية والكرة العملاقة واللعبة المربعة مطاطية الفراش التي تسمح للطفل بالقفز بكل قواه بين أرجائها وتقذفه إلى الأعلى، فرصة لتفريغ الطاقة الزائدة، ومنه الاستعداد لأيام الدراسة وإعطائهم فرصة الحصول على العلم والتقدم في سلمه، من خلال التدرج في السنوات الدراسية، وهو ما أكدته الأمهات اللائي جئن رفقة أبنائهن للترفيه عن النفس والاستعداد للتمدرس، إلى جانب الحضور القوي لأبناء المخيمات من مختلف مناطق الوطن، إذ زينوا المكان بلباسهم الوردي الموحد بالنسبة للبنات والأزرق للذكور، بقبعاتهم زاهية الألوان التي تقيهم حر الشمس، خاصة القادمون منهم من ولايات الجنوب، الذين عبروا عن سعادتهم بالتعرف على غابة بوشاوي التي كانوا يسمعون عنها فقط.