طباعة هذه الصفحة

ساحة مسجد ”الكوثر” بالبليدة

متنفس جديد للعائلات الباحثة عن الراحة

متنفس جديد للعائلات الباحثة عن الراحة
  • القراءات: 1063
ق. م ق. م

تحولت ساحة وحديقة مسجد ”الكوثر” الأثري، الموجود بقلب مدينة البليدة مؤخرا، إلى متنفس جديد للعائلات، بعد فتحها من طرف السلطات المحلية أمام المواطنين الذين استحسنوا كثيرا هذه الفكرة، وحسب مدير الشؤون الدينية والأوقاف كمال بلعسل، في تصريح لـ«وأج”، فإن هيئته قررت بعد موافقة السلطات الولائية، فتح ساحة وحديقة مسجد ”الكوثر” العتيق أمام العائلات، سعيا منها إلى المساهمة في توفير الراحة للمواطن.

قال نفس المسؤول ”بأن فكرة فتح هذا الفضاء الذي يعد أول مبادرة من نوعها على  المستوى الوطني، جاء بعد ملاحظة جلوس العائلات أمام المسجد في الفترة المسائية، عندما يكون مغلقا في غير أوقات الصلاة. تستقبل ساحة المسجد العائلات وأطفالهم بعد صلاة العصر مباشرة، إلى غاية  الساعة الحادية عشرة ليلا، حيث يكون الإقبال كبيرا ويزداد بعد صلاة المغرب، و يبلغ ذروته بعد صلاة العشاء، مما يجبر الحراس على تمديد غلق أبواب الساحة إلى منتصف الليل.

أشار السيد بلعسل إلى أنه تم فتح هذا الفضاء للراحة والترفيه، بفضل عملية  إعادة تهيئة المسجد التي انطلقت منذ ثلاث سنوات، وتجاوزت نسبة تقدم الأشغال  بها الـ95 بالمائة، علما أنه رصد لها غلاف مالي قدره 200 مليون دينار.

وجه هذا الغلاف لإعادة تهيئة حديقة وساحة المسجد، وتزيينهما من خلال  تزويدهما بمقاعد مريحة و أعمدة مزخرفة وملفوفة بأسلاك الإنارة الملونة، مما  زادها رونقا، وغرست أشجار النخيل في الحديقة كأنها ترسم طريق الدخول و الخروج، كما زود المسجد بقاعة للمحاضرات ذات معايير دولية، وملحقة لقاعة  المحاضرات ومكتب لإصلاح ذات البين والفتوى.

بهذا، أصبح هذا المعلم التاريخي والديني الذي بني سنة 1533 على يد مؤسس  المدينة سيدي أحمد الكبيري، منارة للسياحة الدينية ومقصد الوفود الأجنبية التي  تزور المدينة، والتي تهتم بالبنايات الأثرية القديمة، وهو يقع في قلب مدينة   البليدة، ويمكن رؤية قبته المشهورة من أية جهة من جهات المدينة.

من ناحية أخرى، أوضح السيد بلعسل أن الفكرة لقيت ”استحسانا كبيرا” من طرف العائلات البليدية التي تتوافد بكثرة على هذا الفضاء، لافتا إلى أنه يجري حاليا البحث  عن محسنين لتقديم هبات توجه لإنجاز ألعاب للأطفال داخل الساحة.

كما قررت المديرية تعميم هذه المبادرة على معظم مساجد الولاية، حيث يتم اشتراط من هنا فصاعدا، إضافة ساحات للمساجد الموجودة في طور الإنجاز، بالإضافة إلى تهيئة ساحات جديدة في المساجد القديمة، حسب نفس المصدر.

عائلات بأكملها تقضي ساعات طويلة في ”منتزه” الكوثر 

في جولة مسائية لـ«وأج” إلى هذا الفضاء الذي أصبح ”منتزها عائليا” بامتياز، لوحظ  إقبال كبير على ساحة الكوثر، حيث يكاد الزائر له أن لا يجد مكانا للجلوس فيه، حيث  تأتي عائلات بأكملها لقضاء ساعات طويلة في هذا المكان.

الملاحظ أن الأطفال يجلبون لعبهم ودراجاتهم الهوائية ودراجاتهم الدافعة وألواح التزلج التقليدية والكهربائية، ويتسابقون فيما بينهم، مما يصنع الفرجة لمرتادي المكان، فيما تجلس النساء فيما بينهن، لتجاذب أطراف الحديث ويستمتعن بنسمات الهواء المنعشة.

جعل موقع مسجد ”الكوثر” بالقرب من ”ساحة التوت” المعروفة بوسط المدينة، قبلة  للعائلات التي عادة ما تقوم بتناول المثلجات والمرطبات بالمحلات الموجودة في المنطقة، ثم تقصد ساحة المسجد العتيق للجلوس، خاصة في هذه الأيام التي تسجل خلالها ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، ولأن المسجد يقع قبالة مرتفعات الشريعة، فإن هواءه منعش.

ولم تخف السيدة حدة (68 سنة) التي كانت رفقة زوجها وأحفادها الصغار، استحسانها لهذه المبادرة التي وصفتها بـ«الطيبة”، معتبرة أن فتح ساحة مسجد ”الكوثر” بمثابة متنفس للمواطنين، خاصة أن المدينة تفتقر إلى مثل هذه الساحات.

من جهتها، أشارت السيدة خديجة (45 سنة) التي كانت تجلس مع زوجها، وهما يراقبان طفلهما الذي كان يلعب في الساحة، أن استحداث مكان للعائلات ”أسعدهم كثيرا بسبب غياب فضاء للعب في الأحياء السكنية، حيث أصبحنا ـ تقول ـ ”اليوم نأتي هنا ونجلس ونسهر إلى ساعات متأخرة من الليل دون حرج”.