ظاهرة دخيلة على المجتمع الجزائري
متسولون يطرقون الأبواب لحجز زكاة الفطر

- 920

❊ أئمة المساجد يؤكدون على التحري قبل إخراج "الفطرة"
لفتت زكاة الفطر، أو ما يعرف عند الجزائريين بـ"الفطرة"، اهتمام عدد من المتسولين، حيث شرعوا تزامنا وانقضاء النصف الأول من شهر رمضان، في طرق أبواب المنازل ومطالبة أصحابها بأن يحجزوا لهم الزكاة، على أن يأتوا لأخذها في موعدها المحدد لإخراجها، وهو الأمر الذي دفع بعدد من الأئمة بخطبهم عبر المساجد إلى التحذير منها، خاصة أن مثل هؤلاء محسوبون على المتسولين من الذين حولوا التسول إلى مهنة.
انتشرت في المجتمع البليدي مؤخرا، ظاهرة جديدة، تتمثل في قيام سيدات متقدمات في السن، بعد انقضاء النصف الأول من شهر رمضان، بالتجول في بعض الإحياء لحجز زكاة الفطر، وهي الحادثة التي وقعت مع السيدة "بهية. م" من سكان بلدية العفرون، "والتي أكدت في حديثها لـ"المساء"، بأنها تلقت طلبا من سيدة كبيرة في السن لا تعرفها من المتسولين، من أجل أن تحتفظ لها بزكاة الفطر، على أن تأتي لأخذها في موعد إخراجها، وهو، حسب المتحدثة "أمر لم نعتد عليه في تقاليدنا، إذ يفترض أن أصحاب البيت هم من يبحثون عمن يستحق زكاة الفطر"، وتعلق المتحدثة بقولها: "يبدون أن القاعدة قد انقلبت بعدنا أصبح يجري حجزها مسبقا". والسؤال المطروح؛ هل يجوز حجز زكاة الفطر لمثل هؤلاء المتسولين؟ وهل يقوم هؤلاء بحجز أكثر من زكاة واحدة؟ أو أن العمل ذاته يقومون به مع عدد من العائلات؟
يقول الشيخ بن يمينة، إمام بمسجد الكوثر بولاية البليدة، بأن ظاهرة حجز زكاة الفطر من الظواهر الدخيلة على مجتمعنا، والمرفوضة شرعا، والتي تنبه إليها المتسولون، موضحا أنه سبق أن نبه الأئمة المصليين إلى وجوب أخذ الحذر منهم، وعدم منح الزكاة لهم، لأنهم يصنفون في خانة المتسولين. وقال محدث "المساء": السؤال الذي أطرحه في كل مرة على المصلين، حول هؤلاء المتسولين الذين يأتون لطلب الزكاة، هل يعرفونهم حقيقية بأنهم محتاجين؟"، والجواب يقول: "يكون بالنفي وعليه، في رأيي، فإنه لا يجوز منح زكاة الفطر لمثل هؤلاء، في الوقت الذي تكون عائلات في الظل تعيش أوضاعا مزرية وتأبى أن تمد يدها للصدقة".
وحسب الشيخ بن يمينة "فإن ظاهرة التسول من الظواهر التي تفشت كثيرا في المجتمع البليدي، من أجل هذا قال: "دعوت المصليين إلى التحري عند تقديم زكاة الفطر لمن يستحقها من العائلات المحتاجة، وعدم تقديم الزكاة لمثل هؤلاء الذين يطرقون الأبواب، ويطلبون حجز الزكاة" ، متسائلا: وما أدرانا أنها تقوم بنفس العمل مع عدد من العائلات لجمع أكبر قدر من أموال الزكاة"، بالتالي يؤكد "هو أمر نرفضه وليس من شرعنا، وتجنبا للشبهات عند إخراج زكاة الفطر، يفترض التحري أولا ومنحها لمن يستحقها من المقربين الذين نعرفهم، أو من خلال التوجه إلى صناديق الزكاة بالمساجد، أو بالتواصل مع الجمعيات المعروفة التي تنشط في مساعدة المعوزين والفقراء.
من جهته، أكد مدير الشؤون الدينية والأوقاف، كمال بلعسل، حول ظاهرة حجز بعض المتسولين لزكاة الفطر، بأن العبرة ليست في الإسراع بمنح زكاة الفطر، إنما في التحري لوضعها في يد من يستحقها، وتحقيق الغاية منها وليست لمن يطرق الباب، مشيرا إلى أنه تجنبا لمثل هذه التصرفات التي أصبحت تطال زكاة الفطر، فإن الطريق الصحيح لتصريف زكاة الفطر يكون عبر وضعها بصناديق الزكاة، الموزعة في المساجد، لضمان توزيعها توزيعا عادلا وتحفظ كرامة المحتاج "، مشيرا في السياق، إلى أن مديرية الشؤون الدينية سبق لها في زكاة المال وأن وزعتها لفائدة 3600 عائلة فقيرة على مستوى ولاية البليدة، بالتالي فإن أفضل طريق وصول زكاة الفطر لمستحقيها تكون عبر وضعها في صناديق الزكاة.