جمع أزيد من 200 متسول في 26 خرجة

متسولو وهران يرفضون المساعدة

متسولو وهران يرفضون المساعدة
  • القراءات: 581
❊ج. الجيلالي ❊ج. الجيلالي

أظهرت مختلف التحقيقات الميدانية التي تقوم بها مصالح مديرية النشاط الاجتماعي في ولاية وهران، بالتنسيق مع مصالح الأمن والهلال الأحمر الجزائري، أن الكثير من المتسولين أو محترفي التسول يرفضون فكرة التنقل إلى «ديار الرحمة» أو دور العجزة، بسبب وجود الكثير من الشبكات المتخصصة في عملية استغلالهم، لاسيما بشارعي «العربي بن مهيدي» و»محمد خميستي»، وسط المدينة، رغم أن مصالح مديرية النشاط الاجتماعي تقوم يوميا بعمليات إجلاء المتسولين والاهتمام بهم وتوفير الرعاية اللازمة لهم.

يذكر أن عددا كبيرا من المتسولين بمختلف شوارع وهران، تم نقلهم من طرف الأعوان المعنيين بالعمل ليلا، إلى مصلحة المساعدة الاجتماعية، في إطار مختلف الخرجات الميدانية التي كانوا يقومون بها، ووصلت في مجملها إلى 26 خرجة منذ بداية العام الجاري، ليتم إحصاء ما لا يقل عن 220 متسولا، غير أن الأمور الميدانية أظهرت أن ما يقوم به الأعوان خلال خرجاتهم الميدانية لا ينفع تماما، من منطلق أن الكثير من المتسولين الذين تم رفعهم، عادوا من حيث أتوا، وأعيد رفعهم والتكفل بهم ثانية، ليجدهم الأعوان مرات كثيرة في أماكن مختلفة من المدينة، يتسولون ليل نهار، بالتالي أصبحوا من محترفي التسول، يدخلون إلى مختلف الأماكن والمحلات التجارية طلبا للنقود، وهو ما أدخل مسيري هذه المحلات التجارية في حيرة، لأنهم لم يجدوا تفسيرا لمثل هذه الممارسات المشينة.

حسب الإحصائيات التي تملكها مديرية النشاط الاجتماعي بولاية وهران، تم إحصاء ما لا يقل عن خمس شبكات تقوم بطريقة ممنهجة بتنشيط عمليات التسول في المدينة، أعضاؤها قادمون من ولايات بعيدة عن وهران، من أجل الاسترزاق وتحصيل المال السهل عن طريق التسول، كما أن المتسولين يستغلون الأطفال باعتبارهم أبناءهم، رغم أنه لا تربطهم بهم أية صلة بالمتسول، فقط يقومون باستجداء المواطن المسكين الذي يرأف ويشفق على الأطفال، وهو ما يعمل المتسولون على تحصيله، لأن المهم في نهاية الأمر، المبالغ المالية المحصل عليها في نهاية اليوم، وتتم عملية استجداء المواطن من خلال عملية توزيع المتسولين على عدد من الأماكن، كالمطاعم والمساجد ومفترق الطرق، وغيرها من الأماكن الأخرى التي تكثر فيها حركة المواطنين، مثل الأسواق الشعبية وغيرها، من أجل تحصيل المال بأسرع وأسهل طريقة ممكنة.

وضعت مصالح مديرية النشاط الاجتماعي على مستوى المصالح الطبية الاجتماعية القائمة السوداء للمتسولين المعتادين، حتى يتم التعرف عليهم، كونهم يفرون دوما من المكان إلى المواقع التي يفضلونها ويختارونها من أجل الكسب الذي يرونه ممكنا وسهلا وممتعا أيضا.

في هذا الصدد، لا بد من الإشارة إلى التكفل الفعلي بـ47 عائلة كانت تمارس التسول بمختلف المناطق، لتجد في المصلحة الطبية الاستعجالية الملاذ الآمن الذي مكنها من التخلي عن التسول، ما دام هناك جهة اجتماعية تتكفل بهم وأصبحت توزع عليهم بشكل مستمر ومتواصل، إعانات خاصة بالغذاء والأغطية وغيرها من المواد الصحية التي تمكنها من العيش بعيدا عن عالم التسول.