هروبا من المشاكل التي يعانيها الحرفي

متربصون يقبلون على تعلم فن الرسكلة

متربصون يقبلون على تعلم فن الرسكلة
  • القراءات: 2529
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

تعتبر الرسكلة من بين التوجهات الجديدة التي تبناها بعض الحرفيين في السنوات الأخيرة، لعدة أسباب أهمها الهروب من مشاكل البحث الدائم عن المادة الأولية، خاصة أن ما يجري رسكلته موجود في الطبيعة، سواء كان مواد مصنعة، مثل العلب أو ما تخلّفه الطبيعة من أغصان وأوراق وأصداف.

يعد هذا التوجه نتيجة لانتشار الوعي، بضرورة المساهمة في الحفاظ على البيئة من خلال استرجاع ما يمكن استرجاعه، والاستفادة منه في الحياة اليومية، ولعل هذا ما جعل السيدة مليكة كترب، التي التقتها "المساء" مؤخرا، على هامش مشاركتها في معرض بالعاصمة، تقبل على طلب تعلم فن الرسكلة من حرفية برعت في رسكلة كل ما يقع عليه بصرها، وقالت "بحكم أنني ماكثة في البيت، وبعد أن تعرفت على حرفية تمتهن فن الرسكلة أعجبت بأعمالها، عرضت عليها فكرة تعليمي، فما كان منها إلا أن وافقت، تردف؛ "اليوم أتربص على يديها وكل يوم تعلّمني بعض التقنيات التي تساعدني على تحضير تحف يصعب على الناظر إليها  تصديق أنه أعيد تدويرها".

من جملة ما كانت تعرض السيدة كترب من إبداعات معلمتها الحرفية، مجموعة من العلب البلاستيكية والمعدنية وحتى الزجاجية التي برعت في تحويلها من قمامة إلى علب صالحة،لإخفاء أي شيء أو تزيين المنزل به، تقول "رغم أن الأدوات المستعملة جدّ بسيطة ممثلة في خيوط الخيش والغراء وبعض القشور، مثل قشر الفول السوداني وقشر الفستق وقشور الجوز، إلا أنه لا يخطر على بال أحد أن يقوم بجمعها وتزيين العلب بها بطريقة تجعلك لا تكتشف حتى شكل العلبة"، مشيرة إلى أن معلمتها لم تعلمها استرجاع العلب فحسب، بل حتى الحلي، إذ تقوم باسترجاع تلك التي لم تعد صالحة للاستعمال وتعيد تشكيلها من أجل تحضير حلي بأشكال مميزة.

حول مدى الإقبال على اقتناء التحف المرسكلة، تشير محدثتنا إلى أنها تمارس الرسكلة من باب الهواية وليس الاسترزاق، ومشاركتها في المعرض من باب الكشف عما يمكن للرسكلة أن تقدّم لصاحبها، من إبداعات لا تخطر على بال وبأدوات جد بسيطة.

رشيدة بلال