الصالون الوطني الأول للمؤسسات المصغرة المبتكرة

مبدعون حولوا الأفكار إلى ابتكارات

مبدعون حولوا الأفكار إلى ابتكارات
  • القراءات: 732
رشيدة بلال رشيدة بلال
سمحت الجولة التي قامت بها «المساء» في صالون المؤسسات الصغيرة المبتكرة، الذي نظم مؤخرا، بالوقوف على طاقات إبداعية كبيرة يتمتع بها الشباب الجزائري الذي وجد في الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب «أونساج» حافزا لتحويل الأفكار إلى ابتكارات، خلقوا من ورائها مؤسسات استثمرت في مجالات مختلفة.
وقد ساهمت هذه المؤسسات إلى حد كبير في امتصاص البطالة من خلال تأمين مناصب شغل، وهو ما أكده «محمد زكريا هدام»، مبتكر أدوات تقويم الأعضاء، حيث قال: اهتمامي بالأدوات الخاصة بتقويم الأعضاء بدأ مع الحذاء، ففي أول الأمر كنت أتطلع إلى تصميم الحذاء المناسب للقدم بالمقاييس الصحية، أي «النموذج والتصميم»، ومنه توجهت إلى التفكير من أجل العمل مع الفئة المريضة التي تحتاج في مجتمعنا إلى أحذية مكيفة، انطلاقا من هذا فكرت في الاستثمار بهذا المجال، ولأن المشروع يتطلب ميزانية معتبرة، فكرت في الحصول على قرض من» أونساج» وعن طريق هذا الأخير تمكنت من فتح مؤسسة مصغرة.
مبلغ القرض الذي تحصلت عليه ، يقول محمد، سمح لي بإنشاء مؤسسة مصغرة وهو يعكس اهتمام الدولة بإطاراتها المبدعة، غير أنه يظل غير كاف، لذا حبذا لو تولي الجهات المعنية مزيدا من العناية للمبتكرين، ليتمكنوا من تقديم الأفضل ووضع حد بذلك للاستيراد، بجعل المنتوج الوطني محل ثقة المستهلك.
وإذا كان المبتكر محمد يبحث عن المزيد من الدعم، فإن الشاب أحمد بن عامر، ماجستير في الإلكترونيك وصاحب مؤسسة مصغرة في تكنولوجيات التحكم الرقمي، يرى أنه لا مجال مطلقا للحديث عن تقصير أجهزة الدولة في دعم الشباب، بدليل أن قيمة القرض الذي حصل عليه من وكالة «أونساج» سمح له بتطوير بعض التقنيات على شاشات التحكم الرقمي باللمس، إذ جعلها أسرع وتستجيب لاحتياجات الزبون من حيث الحجم والمكان الذي تستعمل فيه.
يعتقد المبتكر أحمد أن الامتيازات التي تمنحها مؤسسة «أونساج» تمكن المبتكر من الشروع في عمله، لكن عليه في المقابل أن يجتهد لتحقيق ذاته من خلال العمل الجاد واغتنام فرصة العرض في الصالونات لتعزيز المعارف، وإبرام عقود شراكة، وبالحديث عن العقود، يضيف: «تمكنا بفضل جودة منتجنا الإلكتروني من إبرام بعض عقود الشراكة مع المكتبة الوطنية الحامة التي طلبت تزويدها بشاشة تحكم من إنتاجنا، وهذا محفز لنا، كما تمكنا أيضا من التعاقد مع بعض الشركات الوطنية التي أولت اهتماما لابتكارنا الذي يضمن خدمات مماثلة للمنتوج الأجنبي وبأثمان تنافسية.
من جهته، شارك حكيم أقمون، تخصص صناعة ميكانيكية، بابتكار جديد يعتبر الأول من نوعه في الجزائر، بدعم من وكالة «أونساج»، يتمثل في جهاز رفع عجلات السيارات لتغييرها، قال بأن السبب الذي دفعه إلى اختراع هذا الجهاز العملي وقوفه على الصعوبات والعراقيل التي يواجهها سائق المركبة لتغيير العجلات، من أجل هذا فكر في تطوير آلة تمكن سائق المركبة من تغييرها في وقت قياسي دون بذل مجهود كبير، ولقي ابتكاره الذي حاز على براءة الاختراع إعجاب زوار الصالون الذين طلبوا منه تمكينهم من اقتناء هذا المنتوج الوطني.
في رصيد حكيم 9 ابتكارات موجهة بالدرجة الأولى لتقديم خدمات مختلفة وتسهيل حياة الناس، غير أنه يعتقد بأن المبتكر يحتاج دائما إلى المزيد من الدعم، خاصة أن المبلغ المقترض يعتبر قليلا بالنظر إلى الأفكار المختلفة التي يتمنى تجسيدها، لذا نأمل، يقول محدثنا أن توسع الجهات الوصية من المنافذ المالية التي تمنح المزيد من الدعم للمبتكرين، وتضمن لهم مساحات للعرض ليتسنى تقريب ابتكاراتهم من المواطنين وتشجيعهم على اقتناء الإنتاج المحلي.