رغم التعب والإرهاق وتراجع الرغبة في المراجعة :

مبدأ تكافؤ الفرص عزاء المرشحين في البكالوريا المكررة

مبدأ تكافؤ الفرص عزاء المرشحين في البكالوريا المكررة
  • القراءات: 710
رشيدة بلال رشيدة بلال

ردد أغلب المستجوبين من المترشحين لشهادة البكالوريا في دورتها المكررة من الذين احتكت بهم "المساء"، بمناسبة سحب استدعاءاتهم ببعض مقاهي الأنترنت، عبارة واحدة كانت بالنسبة لهم العزاء لإعادة اجتياز هذا الاختبار المصيري، مفادها "تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص" بعد حالة الغيض والغضب الذي انتابهم نتيجة سلسة التسريبات التي طالت أغلب أسئلة الامتحان".

بمعنويات أقل ما يقال عنها بأنها تكاد تكون منعدمة في ظل ضياع الرغبة في المراجعة والشعور بالأسف وخيبة الأمل من كارثة التسريبات التي حلت على بكالوريا 2016، حدثتنا المترشحة سيسيليا، شعبة العلوم التي تجتاز البكالوريا للمرة الثانية على التوالي بمقهى الأنترنت بعد أن سحبت استدعاءها قائلة: "لا أخفي عنكم، لقد وجدت صعوبة كبيرة في المراجعة في شهر رمضان بسبب حالة الفشل والتعب والإرهاق .. لا أغادر مطلقا المنزل وأراجع فقط من العاشرة صباحا إلى غاية الرابعة مساء، بعدها أخلد للنوم وبعد الإفطار لا أملك أية رغبة في تصفح كراريسي. وتعلق "رغم أن مردودي لم يكن في المستوى بسبب صعوبة الأسئلة بالمقارنة مع الدورات السابقة، إلا أنني آمل أن تكون أسئلة هذه الدورة في المستوى، مشيرة إلى أن هذه الدورة رغم كونها فرصة ثانية لتدارك الأخطاء، غير أنني تقول؛ "أتوقع أن تكون الأسئلة صعبة". وغير بعيد عنها، حدثتنا الشابة نجيبة التي تجتاز بكالوريا علمية قائلة؛ "لم أطلع على أية وثيقة سربت، بل على العكس حاولت أن أكون صادقة مع نفسي وأعتمد على مراجعتي التي خصصت لها كامل جهدي، الأسئلة كانت نوعا ما صعبة،  لذا أعتبر الدورة الثانية فرصة لي حتى أحصل على أحسن إجاباتي وأجتهد أكثر ولا أخفي عنكم أنني لا أراجع بنفس الوتيرة التي كنت أراجع بها للدورة الأولى، بسبب الفشل الذي ينتابني بحكم الصيام، حيث أجد صعوبة في التركيز، لذا أكتفي بالمراجعة بعد الإفطار إلى غاية موعد السحور.

محمد هو الآخر، شعبة تسير واقتصاد، ردد عبارة واحدة مفادها "أن تنظيم امتحان مماثل في شهر رمضان صعب للغاية، لأن المراجعة في النهار تتطلب الكثير من الطاقة وبحكم الصيام نؤجلها إلى ما بعد الإفطار، ورغم ضيق الوقت في الليل والجو العائلي الذي لا يسمح،  أكتفي فقط بمراجعة سطحية ويعلق: "حقيقة هذه الدورة هي فرصة ثانية تجعلنا نشعر بنوع من العدالة الاجتماعية ونتدارك بعض الأخطاء،  خاصة المتعلقة بالتأخر لتجنب الاقصاءات، إلا أن تحقيق معادلة المراجعة في شهر رمضان صعب، أتمنى فقط أن تكون الأسئلة في المتناول لتكتمل فرحتنا".

عرضنا ما يعاني منه الطلبة من صعوبة المراجعة والتركيز بسبب  الصيام والحر على المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ التي أعربت عن تضامنها وتفهمها لكل ما يعانيه المرشحون، والذي كان يمكن تفاديه لو لم تحدث جريمة التسريبات، وعلى لسان علي بن زينة، رئيس المنظمة قال؛ "نعيش كأولياء تلاميذ ومنظمة كابوسا حقيقيا، لأن الأمر يتعلق بمستقبل أبنائنا، لأننا ملزمون على التكيف مع الأوضاع الراهنة خاصة أن مطالبنا لم تؤخذ بعين الاعتبار، إذ كنا قد اقترحنا إعادة البكالوريا في شهر أوت، قدمنا في المقابل جملة من المقترحات التي نتمنى أن يتم  العمل بها على مستوى مراكز الامتحانات لدعم المرشحين، ممثلة في  توفير قسط كبير من المروحيات في المراكز التي تقع بالجنوب بعد أن تحققنا من أن أغلب المراكز لا تحوي مكيفات هوائية، إلى جانب توفير المياه بكميات كبيرة ليتسنى للممتحنين أن يغسلوا وجوههم، للحد من الشعور بالضغط أو التوتر، وأخيرا السماح لهم بالتردد على دورات المياه لأن الصائم، وكما تعلمون، يحتاج إلى استعمالها، خاصة إن كان معدل القلق لديه كبير، وفي الأخير نتمنى ـ يضيف ـ "أن تكون الأسئلة  في المتناول وأن تكون خالية من الأخطاء.