لفائدة مرضى السرطان

مبادرة ‘’تنوين" الثقافية الإنسانية تستحق التشجيع

مبادرة ‘’تنوين" الثقافية الإنسانية تستحق التشجيع
  • القراءات: 648
زبير .ز زبير .ز

بادرت مجموعة من الشباب بولاية قسنطينة، وكلهم حركة ونشاط، ينتمون إلى نادي "تنوين"، إلى ربط العمل الخيري والتضامني بالفعل الثقافي، من خلال اغتنام فرصة تنظيم معارض بيع الكتب، على هامش التظاهرات الثقافية والأدبية المقامة بعاصمة الشرق أو بالولايات المجاورة لها، وتحويل أموال البيع لإعانة مرضى السرطان، خاصة من الأطفال الذين يعانون في صمت.

حسب الآنسة شيماء جعفر، أحد أعضاء نادي "تنوين"، فإن المبادرة كانت في الأول عبارة عن فكرة لمساعدة مرضى السرطان بطريقة من الطرق المتاحة، والتخفيف عنهم ولو بشكل قليل عناء المرض، مضيفة أن الفكرة تجسدت في مبادرة تمثلت في جمع عدد من الكتابات الأدبية بمساعدة عدة كتاب وأدباء، في كتاب أطلق عليه "الكتاب الجامع"، بجزأيه الأول والثاني، ليكون ثمرة اجتهاد مكن من وضع الأدب والثقافة في خدمة المرضى.

أكدت الآنسة شيماء في دردشة مع "المساء"، على هامش تظاهرة "سيرتا تقرأ"، المنظمة مؤخرا بدار الثقافة والفنون "مالك حداد"، بالتنسيق بين مديرية الثقافة ونادي "تنوين"، أن أعضاء النادي ساهموا في مساعدة مرضى السرطان، خاصة الأطفال منهم، من خلال تخصيص عوائد مبيعات "الكتاب الجامع"، الذي خصص له مبلغ رمزي قدر بـ300 دينار، من أجل ـ على الأقل ـ توفير ثمن تحاليل لطفل مريض بالسرطان.

اعتبرت عضو نادي "تنوين"، أن هدف رسم بسمة على محيا شخص واحد يبقى هدفا نبيلا لا يقدر بثمن، مضيفة أن الإقبال من طرف القراء  على هذه المبادرة لم يكن كبيرا بالشكل المنتظر، ويبقى متوسطا بشكل عام، لكنه مشجع، خاصة أن عددا كبيرا من الذين يقبلون على شراء "الكتاب الجامع"، يضعون في الدرجة الأولى مساعدة مرضى السرطان، ثم في المرتبة الثانية الاستفادة من مطالعة الكتاب.

ومن منطلق أن في الكلمة شفاء وزع للأمل، أكدت الآنسة جعفر شيماء  أن أعضاء نادي "تنوين" اعتمدوا، خلال عمليات البيع المقامة على هامش المعارض المنظمة، إنشاء جسور تواصل بين القراء والمرضى، من خلال تخصيص قصاصات ورقية بالألوان، تحمل رسائل من زوار جناح النادي، توجه بعد ذلك للمرضى، تكون عبارة عن رسائل دعم وتشجيع، لأن هذا الاختلال العضوي في الجسم يحتاج بشكل كبير إلى دعم نفسي كبير لتقوية المناعة، وبذلك محاربة هذا المرض.

ترى الآنسة جعفر أن هناك خصوصية لمرضى السرطان، خاصة من الأطفال، وهو ما جعل النادي يبادر لمساعدة هذه الفئة، معتبرة أن هذا المرض الخبيث يظهر جليا على المرضى، ويغير من ملامحهم، خلافا لأمراض أخرى، وقالت إن رؤية طفل شاحب الوجه وفقد كل شعر رأسه بسبب العلاج الكيمائي، يؤثر كثيرا في نفسية أي شخص سوي.

اعتبرت محدثة "المساء"، أن هذه المبادرة المتمثلة في بيع الكتب الأدبية وتحويل أموالها لفائدة مرضى السرطان، قد ربطت الفعل الثقافي بالفعل التضامني، وهو ما يجعل الثقافة، حسبها، أكثر إنسانية، حتى تتجسد الأحاسيس التي يترجمها الكاتب أو الشاعر في شكل كتب، إلى عمل إنساني على أرض الواقع، يمكنه من مساعدة فئة هشة.

وجهت شيماء نداءها، ومن ورائه نداء كل أعضاء النادي، إلى ذوي القلوب الرحيمة من أجل تذكر المصابين بالسرطان، ومساعدتهم ولو بزيارة وكلمة طيبة، للرفع من معنوياتهم، كما وجهت نداءها إلى كل الأدباء والمثقفين، للمساهمة في إنجاح هذه المبادرة الطيبة، حتى تكون الثقافة في خدمة الإنسانية.