ينعش أعمالهن كمتعهدات طعام
ماكثات بالبيت يروجن لفن الطبخ عبر مواقع التواصل
- 749
نور الهدى بوطيبة
انتشرت ظاهرة إدارة المشاريع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل ملفت للانتباه، وباتت الكثير من الفتيات والنساء الماكثات بالبيت خاصة، يدرن أعمالهن ويتنافسن في المجال التجاري، من خلال تقديم الخدمات بمختلف التخصصات، لاسيما في الطبخ وتحضير الحلويات في مؤسسات صغيرة تحت اسم "محضر" أو "متعهد طعام"، يحضرن الطلبيات عبر الأنترنت، وتزدهر أعمالهن خلال المناسبات، لاسيما في فصل الصيف، حين تكثر الأعراس والأفراح.
أتاح عالم مواقع التواصل الاجتماعي، الفرصة للكثير من الماكثات في البيت، للحصول على فرصة الربح وتحقيق مداخيل تحفظ كرامتهن، حيث صارت تلك الأنشطة بمثابة المشاريع المربحة لهن، وتدر عليهن مالا وفيرا، الأمر الذي شجع الكثيرات على التخصص في المجال والتفرغ للعمل، حتى وإن كان ذلك تضحية براحة البيت والوقت مع العائلة.
تزايد الطلب على نشاط تلك النسوة اللواتي يوفرن الخدمة السريعة، التي تسهل للزبائن التعامل وفق ما يخططون له من برامج وتحضيرات لمناسبات مختلفة، حتى وإن كان للقاء أعمال أو عيد ميلاد أو زفاف أو حفل ختان أو تخرج، وغيرها من الأفراح والمناسبات، خصوصا أن عملهن يتماشى مع الحداثة، ويمكن التعامل وفق ما يريده الزبون بدقة. وقد تزايد الطلب على خدمات هؤلاء اللواتي لا يحتجن لمحل أو سجل تجاري، بل يكفيهن العمل من البيت، بالاستعانة بهواتف لتصوير عروضهن وطرحها في شكل صور وفيديوهات، للترويج لها، وما يعكس مدى ارتفاع الطلب على تلك الخدمات؛ عدد متتبعي تلك الصفحات التي تعد بالآلاف، وتحول بعضها من صفحات خاصة إلى صفحات أعمال، لها إدارتها.
اقتربت "المساء" من بعض النساء اللواتي يعملن في هذا المجال، تحت خدمة "متعهدات طعام"، مبدأ العمل تحضير حلويات ومقبلات حلوة وأخرى مالحة، تقدم في المناسبات، خصوصا أن الكثير من العائلات اليوم، لا تتكبد عناء تحضير مثلا الفطور أو العشاء، بل تكتفي بمقبلات مالحة، وهي نوع من الأطباق الشهيرة في حجمها الصغير، مثلا "البيتزا، الهمبرغر، الشوارما، كريات الدجاج، سلطات"، ومختلف المقبلات بعجينة المورقة، وغيرها من الحلويات التي لا تعد ولا تحصى، حتى أن صناعا تخصصوا في صناعة أوان بلاستيكية وأخرى فخارية و حتى خشبية بأشكال مصغرة، خصصت لهذا النوع من الأعمال.
تحدثنا إلى فراح، إحدى الناشطات في المجال، انطلقت في عملها خلال فترة جائحة "كورونا"، حيث فقدت عملها بسبب الأزمة، لتسخر ما لديها من موهبة في الطبخ وعرض عملها عبر مواقع التواصل، ثم تدريجيا باتت ترغب في تكوين معمق في مجال الطبخ، حينها التحقت بمدرسة لتعلم الطبخ وتحضير الحلويات، وتلقت أول أكبر طلبية لها من طرف فتاة كانت تحضر لخطبتها، وتلك المناسبة كانت نقطة انطلاقتها، بعدما تم النصح بعملها وإتقانه، ومن ثمة أصبح عدد زبائنها يزداد سنة بعد أخرى، ما جعل عملها يزدهر تدريجيا.
من جهتها، قالت أم نسيم، مديرة صفحة طبخ كذلك، إن هذا النشاط الذي بدأته قبل ست سنوات بوسائل بسيطة، أصبح اليوم مشروعها الخاص، الذي ساعدها على تغطية الكثير من التكاليف، بما في ذلك اقتناء معدات مطبخ كبيرة تساعدها على العمل، كما أنها تستعين بعاملات عند ارتفاع عدد الطلبيات، لاسيما خلال موسم الصيف، حين تكثر عدد المناسبات والاحتفالات، مشيرة إلى أن عملها جيد، إلا أن المنافسة أصبحت شديدة وشرسة جدا.