قرية إفترونن بأكملها تتقن فن السلالة

ماسينيسا يطوع الخيزران في إبداعات مختلفة

ماسينيسا يطوع الخيزران في إبداعات مختلفة
  • القراءات: 751
حنان. س حنان. س
شارك ماسينيسا بلعباس حرفي في السلالة، في المعرض الوطني الأول للسلالة المنظم مؤخرا بولاية بومرداس، وضم جناحه العديد من الأشياء التي أبدع الحرفي في صناعتها من الخيزران، هذه المادة "الذهبية" بالنسبة لحرفيي هذا الفن الجميل، وأشار إلى أن تأثير قريته عليه هو من جعله يحترف السلالة، فتقريبا كل القرية برجالها ونسائها وشبابها يحترفون فن السلالة، "وهو الفن الذي أجزم بأنه "لن يندثر في قريتنا بفضل توريثه للأجيال الصاعدة"، يقول ماسينسيا.
وتعلم الحرفي فن السلالة كغيره من شباب قرية افترونن (بترونة) بولاية تيزي وزو، مؤكدا أنها تحصي بين 700 و800 حرفي في السلالة من مختلف الشرائح العمرية ومن الجنسين، مضيفا أن الجميع أراد أن يكون خير خلف لخير سلف، وبذلك تم الحفاظ على إرث تقليدي لعشرات السنين.
وكغيره من أبناء المنطقة، لم يشأ ماسينيسا أن يذهب إرث الأجداد سدى، وإنما آثر تعلمه مثل الكثير من أقرانه، وبعد أن تعلم حرفة الحلي التقليدية التي لها عشاقها في كل مكان وزمان، إلا أنه عاد مجددا إلى حرفة السلالة التي قال عنها بأنها تشكل بالنسبة إليه متنفسا وملاذا عن هموم الدنيا ومشاغلها الكثيرة.
وأبدع الحرفي في صناعة الكثير من الأشياء بالخيزران، هذه المادة "الذهبية" التي بها وبفضل إبداعات الحرفيين، يتم تحويلها إلى أشياء جميلة تستعمل في الكثير من مناحي الحياة اليومية. ويوضح الحرفي أن الخيزران يتم استيراده من إسبانيا بأسعار غالية نوعا ما "ولكننا غير مخيرين في هذا إذ لا بد من اقتناء هذه المادة للإبداع في السلالة"، وهو الإبداع الذي يعد البصمة التي تميز كل حرفي عن الآخر، يشير المتحدث، مبينا أن بعض الأشياء يتم صناعتها من أجل البيع، مثل سلال الخبز، والقفف وغيرها "إلا أن كل حرفي يمتاز عن غيره من الحرفيين ببصمته الخاصة في الابتكار والإبداع، ومن إبداعي الشخصي أنني أصنع كراس صغيرة ‘بوف’ توضع في أطراف الغرفة للتزيين ولا أصنع منها إلا حسب الطلب".
ويشير الحرفي إلى أن الصيف يعتبر الموسم الذهبي للحرفيين في السلالة، ليس بفضل المعارض المقامة هنا وهناك، وإنما أيضا بفضل انتعاش الموسم السياحي بوجود المغتربين والسياح في الولاية الساحلية، معتبرا معارض الصناعة التقليدية فرصة ذهبية لكل حرفي يريد التعريف عن نفسه وإظهار إبداعاته، حتى وإن كان الزوار يكتفون بالسؤال عن الأثمان أحيانا دون الشراء؛ "المعارض عبارة عن إشهار للحرفي وحرفته، بوضعها على مرأى من كل شرائح المجتمع، فالحرفي في ورشته يكون بعيدا عن الناس، لكن المعارض تفتح أمامه آفاقا جديدة للاحتكاك بغيره من الحرفيين، بالتالي تبادل التجارب، وتجعل أعماله معروفة لدى الزوار والناس عموما حتى وإن لم يشتروا".
وعموما، تقِل أعمال الحرفي في السلالة كثيرا في فصل الشتاء نظرا لخصوصية هذا الفصل البارد والممطر، لكنه في المقابل، يؤكد أنه لا يركن للراحة بل يعمل ويجتهد ويحضر لموسم الصيف الذي تنتعش فيه حركة البيع كثيرا.
من جهة أخرى، يؤكد الحرفي أنه علّم بعض الشباب تقنيات السلالة التي يشير إلى أنها غير متعبة إطلاقا، بل يكفي أن نحب شيئا حتى نتعلمه ونتقنه، وأشار إلى أن أغلب الشباب ممن كونهم في الحرفة اليدوية ينتمون إلى ‘دشرة’ أخرى، "فكل أهل قريتي مبدعون في السلالة، لذلك فإنه من النادر أن يتقدم إلى ورشتي شاب يريد تعلم هذه الحرفة الفنية"، مضيفا أنه لن يغير هذه الحرفة، يقول: "صحيح أنني تعلمت فنون حرف يدوية أخرى ومنها صناعة الحلي التقليدية، لكنني لن أهجر حرفة أبي وأجدادي أبدا".