الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين تحمل المواطنين المسؤولية

ماء المكيفات مرجعه التركيب العشوائي وغياب حس المواطنة

ماء المكيفات مرجعه التركيب العشوائي وغياب حس المواطنة
  • القراءات: 989
رشيدة بلال رشيدة بلال

تعود مع كل صائفة المعاناة اليومية للمارة جراء المياه المتسربة من المكيفات الهوائية، وعلى الرغم من أن الإجراء الكفيل بمنع تسرب المياه بسيط، غير أن الأغلبية تحبذ فكرة إخراج أنبوب المياه المتسربة من المكيف إلى الشارع، الأمر الذي أثار حفيظة المواطنين الذين عبروا عن سخطهم لهذه اللامبالاة، وطالبوا في المقابل بفرض غرامات لوقف الظاهرة. 

سمحت الجولة الاستطلاعية التي قامت بها "المساء" في شوارع العاصمة، بالوقوف على الحالة الكارثية لطريقة تركيب المكيفات الهوائية بصورة عشوائية، حيث تبين لنا أن بعض العمارات مزودة بعدد كبير من المكيفات، غير أن الإشكال لم يكن في العدد، وإنما في طريقة التركيب غير المنظمة، وكلها تسرب مياهها إلى الشارع الذي يعتبر ملكية جماعية ولا يحق لأي أحد الاعتراض، الأمر الذي أشبه بالمرور عبر بعض الشوارع بمثابة المار تحت قطرات المطر.

قدم بعض المواطنين اقتراحات وحلولا حول المياه المتسربة مع وصفها بالتصرف غير حضاري، حيث اقترح البعض مقترحا أصدر تعليمة تمنع  إخراج أنابيب تسريب المياه إلى الشارع. من جهتها مواطنة، أكدت أن المياه المتسربة من المكيفات الهوائية تدل على قلة وعي صاحب المنزل أو المؤسسة وعدم مسؤوليته، مقترحة في الإطار فرض غرامة مالية على كل من يتسبب في إزعاج الغير بالمياه المتسربة، مشيرة إلى أن تردي الأوضاع بشوارع العاصمة راجع إلى عدم قيام الجهات المعنية بواجبها الرقابي، الأمر الذي أساء للجانب العمراني.

من جهته، سلط صاحب محل لبيع الأكسيسورات الخاصة بالهواتف النقالة الضوء على مشكل آخر، حيث قال؛ "إلى جانب المياه المتسربة نعاني أيضا مع حلول كل صائفة من دخول حرارة المكيفات المركبة بالقرب منا إلى محلاتنا، مما يجعلنا نباشر عملنا في وضعيات صعبة خاصة، إن لم تكن محلاتنا مزودة بالمكيفات، مشيرا إلى أن التركيب العشوائي هو المتسبب الرئيسي في حالة الفوضى التي يمكن أن تتسبب في كوارث خاصة، إن وصلت المياه الخارجة عن المكيفات إلى بعض الأسلاك الكهربائية". 

مياه المكيفات مسؤولية المواطنين

حمّل حاج الطاهر بولنوار، رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين تسرب المياه الناجم عن المكيفات الهوائية إلى المواطنين بالدرجة الأولى،  الذين يبادرون عند اقتناء أجهزتهم إلى تركيبها بأنفسهم، ومنه يقول: "غياب المختص المؤهل في عملية التركيب شجع على وجود مثل هذه التصرفات غير المسؤولة"، مشيرا إلى أن أكثر النتائج السلبية المترتبة عن مياه المكيفات الهوائية، هي حالة الانزعاج التي تتولد عند المواطنين نتيجة لهذا التصرف غير الحضاري، خاصة بالأحياء التي يفترض أنها تمثل عاصمة الولاية".

من جهة أخرى، يرى محدثنا أن خطورة قطرات المكيفات لا تنحصر فقط في إزعاج المارة، وإنما خطرها قد يمتد إلى أبعد من ذلك، حيث يمكن أن تتسبب في إحداث كارثة نتيجة وصولها إلى الأسلاك الكهربائية، لاسيما أننا نعرف ـ يقول ـ "أن تركيب الأسلاك هو الآخر يتم بصورة عشوائية، بالتالي احتمال وصول المياه المتسربة وارد".

المطلوب اليوم لوضع حد لهذه الظاهرة التي تنتشر بشكل ملفت للانتباه مع كل صائفة، هو التحلي بحس المواطنة والتبليغ عن مثل هذه التصرفات للجهات المعنية ممثلة في مصالح البلدية التي يقع على عاتقها إلزام صاحب المكيف بأخذ الاحتياطات اللازمة، لمنع تسرب المياه من جهة أو الاتصال بمصالح الحماية المدنية إن تمت ملاحظة وجود مكيفات بالقرب من الأسلاك الكهربائية.