هجرها الأطفال والمراهقون نحو فضاءات الخواص

"مؤسسات الشباب".. دور للتربية والتثقيف بحاجة إلى مواكبة الوقت

"مؤسسات الشباب".. دور للتربية والتثقيف بحاجة إلى مواكبة الوقت
  • القراءات: 423
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تشهد "دور الشباب" أو ما يعرف بـ "مؤسسات الشباب"، هجرة كبيرة نحو الفضاءات الرياضية التي أنشاها الخواص، حيث لم تعد تستقطب اهتمام هذه الفئة، رغم رمزية التكاليف التي تدفع من قبل ممارسي مختلف النشاطات الرياضية، وفي هذا السياق، تعالت أصوات بعض المختصين، لإعادة بعث الروح في مؤسسات الشباب، وتكون ملاذا لفئات كثيرة لم تجد ضالتها في الشارع. 

دعا في هذا السياق، موسى صبراوي، أستاذ الرياضة، إلى ضرورة إعادة الاعتبار للمؤسسات الشبابية، أو ما يعرف بدور الشباب الجوارية، مشيرا إلى أن الكثير من ولات الأمور لا يولون أي اهتمام بهذه المؤسسات، بالرغم مما تقدمه من أنشطة جيدة وبأسعار رمزية لفائدة أطفالهم، موضحا أن المؤسسات الخاصة، طغت على التفكير العام لهذه المؤسسات التي لم تعد تستقطب الشباب، بل أصبح هذا الأخير يتوجه نحو صالات الرياضة الخاصة، التي انتشرت بشكل مثير للدهشة في السنوات الأخيرة، خاصة بعد الازمة الصحية لـ"كوفيد 19".

أوضح محدث "المساء"، أن الكثير من دور الرياضة المنتشرة عبر غالبية البلديات بالعاصمة، تعاني هجرة المنتسبين، خاصة من الأطفال والمراهقين، لأسباب تختلف بين عزوف عن الالتحاق بأحد الأنشطة الرياضية أو الترفيهية أو حتى التعليمية، أو بسبب توجه البعض نحو المؤسسات الخاصة، من قاعات رياضية، أو حتى الجمعيات، والمؤسسات الثقافية،  بسبب جهل البعض ما يمكن أن تقدمه تلك المؤسسات الشبابية الجوارية، من أنشطة ممتعة للطفل ومفيدة في آن واحد.

وأضاف المتحدث، أن مسيري دور الشباب يتحملون هم أيضا مسؤولية هجرتها، لعدم مواكبتهم ما يتطلع إليه شباب اليوم، من أنشطة تتماشى وحداثة تفكيره، مشيرا في نفس السياق، إلى وجود إرادات كبيرة ورغبة في النهوض بهذه المؤسسات الشبابية، لما تمنحه من إمكانات باستحداثها للوسائل التي تسمح بتنظيم أنشطة مختلفة ومتنوعة لفائدة الاطفال والشباب.

وقال أستاذ الرياضة، إن ميزة تلك الدور، قربها من أماكن السكن، خاصة بالنسبة للأطفال، الذين يمكنهم الالتحاق بالأنشطة الترفيهية أو الرياضية، بعد المدرسة، دون عناء التنقل من بلدية لأخرى.

وأكد المختص، تسجيل عزوف كبير للأطفال على قاعات الرياضة بشكل عام، وهو ما أرجعه إلى التفكير الخاطئ لدى بعض الأولياء الذين يركزون على الدراسة دون نشاط رياضي، ويفضلون تفرغ طفلهم لدراسته دون انشغاله بنشاط آخر، وقال: "هذا الاعتقاد خاطئ، لأن النشاط الثانوي خارج القسم، يساعد الطفل كثيرا على بناء شخصيته، من جهة، والحفاظ على صحته، وكذا تطوير مهاراته التركيزية والمعرفية، من جهة أخرى"، هذا ما يجعل، حسب المختص: "الرياضة بالنسبة لهؤلاء بالغة الأهمية، بل يجب فقط التحكم في تقسيم الوقت بين هذا وذاك، وحسن ترتيب الأولويات، ومعرفة توجيه الطفل نحو ما ينفعه وما يحبه كذلك، وليس فقط ما يفرضه عليه المجتمع".

ودعا أستاذ الرياضة، في هذا السياق، إلى أهمية التعريف بدور الرياضة وبدورها كمؤسسة تنشئه، تكون انطلاقة للطفل لبناء واكتشاف مهارات، كما ينبغي تفعيل وإعادة الاعتبار لدور المؤسسات الشبانية في خدمة الشباب بالشكل الذي ينتظرونه منها، مع مواكبة التطورات الجديدة في مجالات الرياضة والترفيه والتثقيف كذلك، لأن شباب اليوم تأثر بتحولات في الاهتمامات والمطالب لا يمكن الاستجابة لها عبر الانشطة التقليدية، التي تنظم حاليا على مستوى بعض المؤسسات الشبانية، التي لا تستقطب الشباب ولا تساهم في علاج المشاكل التي قد يعانون منها.