تحتضنه جامعة مولود معمري بتيزي وزو

مؤتمر دولي حول "المشكلات المدرسية في ظل الجائحة"

مؤتمر دولي حول "المشكلات المدرسية في ظل الجائحة"
جامعة مولود معمري بتيزي وزو
  • القراءات: 1365
رشيدة بلال رشيدة بلال

تحتضن جامعة مولود معمري بتيزي وزو كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية قسم علم النفس، مطلع شهر سبتمبر المقبل، فعاليات المؤتمر الدولي الافتراضي الأول حول "المشكلات المدرسية ومستجداتها في ظل جائحة كوفيد 19، ودور الإدارة المدرسية في معالجتها، وذلك تحت شعار" أطفالنا مستقبلنا".

تناولت ديباجة الملتقى نظرة المجتمع الى المدرسة؛ حيث تعتبره مجتمعا متميزا نظرا لتركيبته الخاصة، فأفراده تربطهم علاقات خاصة، وتجمعهم أهداف موحدة، فالمدرسة هي مؤسسة تعليمية يتلقى فيها التلاميذ الدروس بمختلف العلوم، والعمل على رفع قدراتهم ومهاراتهم في شتى المجالات، وتكون الدراسة بها على مراحل (الابتدائية، والمتوسطة والثانوية)، وتسمى بالدراسة الأولية الإجبارية في كثير من الدول. وتنقسم المدارس إلى مدارس حكومية ومدارس خاصة، فهي تعمل على التنشئة الاجتماعية للفرد، وزرع القيم الإنسانية لديه.

إن كل مدرسة تريد أن تضمن للتلاميذ جودة تعليمية عالية، وهذا بالتأكيد هو الحق الطبيعي لكل تلميذ، غير أن الكثير من التلاميذ يعانون عدة مشكلات مدرسية، تعجز فيه قدرات التلميذ عن التصدي لها بفعالية مناسبة، مما يعوق أداءه الاجتماعي، ويحد من تفوقه الدراسي. ويعود سببها إلى عدة عوامل، منها ذاتية تعود للتلميذ نفسه مثل: شخصية التلميذ وتركيبته النفسية بما يملكه من استعدادات وقدرات وميول، والإعاقات والعاهات الصحية والنفسية الملازمة للتلميذ، والتي تمنعه عن مسايرة زملائه وتجعله موضع سخريتهم، إضافة إلى عدم قدرة التلميذ على استغلال وتنظيم وقته، والرغبة في الاستقلالية وضعف الدافعية للتعلم.

وعوامل مدرسية تعود لطبيعة الجو المدرسي، والظروف السائدة التي تحكم العلاقة بين عناصر المجتمع المدرسي، مثل: تأرجح النظام المدرسي بين القسوة والصرامة، وسيطرة العقاب كوسيلة للتعامل مع التلاميذ أو التراخي والإهمال، وعدم توفر الأنشطة الكافية والمناسبة لميول التلميذ واستعداداته، وكثرة الواجبات التي يعجز التلميذ عن الإيفاء بمتطلباتها، ووجود فجوة بين التلميذ وبين بقية عناصر المجتمع المدرسي. وعوامل أسرية تتمثل في: طبيعة الحياة المنزلية، والظروف المختلفة التي تعيشها، والروابط التي تحكم العلاقة بين أعضائها مثل: اضطراب العلاقات السرية، وضعف عوامل الضبط والرقابة السرية، والمعاملة الوالدية التي تتأرجح بين التدليل والحماية الزائدة، وبين القسوة والضوابط المتشددة، إضافة إلى عوامل مستجدة على المنظومة التربوية عامة والمدرسة خاصة، والتي جاءت نتيجة جائحة "كوفيد 19" مثل: التوقف عند الدراسة، والرجوع إلى مقاعد الدراسة بضوابط صحية مشددة مع تغيير الرزنامة الزمنية، والتخفيف من عدد ساعات التمدرس، والتخفيف من مدة الحصة الواحدة للمادة الدراسية، مقابل عدم التغيير في عدد الدروس أو التخفيف من محتواها.

ويتطلع القائمون على الملتقى لتسليط الضوء على أهم الصعوبات والمشكلات المدرسية التي يعاني منها التلميذ داخل المدرسة، وطرق تشخيصها وعلاجها، ومعرفة هل لجائحة "كورونا" تأثيرات إيجابية أم سلبية في حل بعض المشكلات المدرسية؟ وما هو دور الإدارة التربوية عامة والمدرسية خاصة في معالجة هذه المشكلات وجعل التلميذ يعيش حياة مدرسية هادئة، يركز فيها على التعلم فقط؟

ومن جملة الأهداف المسطرة من وراء تنظيم الملتقى الافتراضي، الوصول إلى تحديد ماهية المشكلات المدرسية ومستجداتها في ظل جائحة كوفيد 19، وتحديد أهم العوامل المسببة للمشكلات المدرسية، وعرض طرق تشخيص وعلاجها، وكذا معرفة ما إذا كان لجائحة "كورونا" تأثيرات إيجابية في حل بعض المشكلات المدرسية أو ترسيخها نتيجة العمل بطريقة التفويج، وتغيير أوقات وعدد ساعات التمدرس ومدة الحصة الدراسية.

ويعالج الملتقى إشكالياته من خلال عدد من المحاور، أهمها: المحور الأول: المشكلات المدرسية التي يعاني منها التلاميذ، التشخيص والعلاج. والمحور الثاني: الإدارة التربوية والمشكلات المدرسية، ودور الطاقم الإداري المدرسي في تسهيل تجاوز المشكلات أو ترسيخها. والمحور الثالث: المشكلات المدرسية ومستجداتها في ظل "جائحة كوفيد 19". والمحور الخامس: عرض تجارب دولية في مواجهة المشكلات المدرسية، وطرق التكفل الجيد بالتلميذ.