سيف الحق يحي يعبّر عن أحاسيسه تجاه أبناء فلسطين

ليس لعيد المعاق طعم والأطفال يُقتلون أمام مرأى العالم

ليس لعيد المعاق طعم والأطفال يُقتلون أمام مرأى العالم
  • القراءات: 411
عبد السلام بزاعي عبد السلام بزاعي

يعود العيد العالمي للمعاقين هذه السنة، ويتجدد معه الأمل نحو مستقبل أفضل لهذه الشريحة، التي حظيت في برامج الدولة باهتمامات خاصة، بإمكانها تغيير النظرة إلى هذه الفئة التي حققت ما عجز عنه الأسوياء من بني جلدتهم في شتى المجالات. والأمثلة كثيرة. والقطاع الرياضي كفيل بترجمة هذه الإنجازات. 

اخترنا نموذجا مميزا لعيّنة من الأطفال المعاقين الذين تحدوا الواقع؛ إنه الطفل سيف الحق يحي في 10 من عمره، وهو يعاني مرض النخاع الشوكي، وضعف البصر علاوة على إعاقته؛ إذ إن إعاقته لم تحد من عزيمته لمزاولة دراسته رغم ظروفه الاجتماعية والصحية. وهو من نجباء مدرسة الشهيد بلقاسم خبري بن مسعودة بمنطقة حملة بمدينة باتنة. كما لم تمنعه إعاقته المزدوجة عن تحديها؛ فرغم صغر سنه تحدى الواقع، وتغلّب على إعاقته؛ رزقه الله ذكاء، عوضه عن حاسة البصر والحركة، فجعله متميزا بين أصدقائه في الدراسة.

وأكد يحي موسى والد الطفل المعاق والذي يرافقه يوميا، أن مشاكل هذه الفئة ستذوب تلقائيا مادامت الإرادة قوية، خصوصا بعد سن القوانين الجديدة التي ستعمل بنسب كبيرة، على تذليل العقبات. وهو يحصي المشاكل الاجتماعية التي يعيشها المعاق؛ سواء كان متمدرسا انطلاقا من الظروف الاجتماعية التي يعيشها ابنه؛ أملا في تغيير الذهنيات والنظرة إلى هذه الشريحة بإيجابية.

ويطمح سيف الحق أن يصبح صحفيا معلقا رياضيا؛ لما يمتاز به من مهارة تقليد العديد من أصوات المعلقين الرياضيين؛ منهم عبد الحفيظ دراجي والشوالي، مضيفا أنه يعشق مهنة المتاعب. ويمتاز هذا الطفل المبدع الناجح، بشغفه بالنهل من الكتب وقراءتها لكسب المعارف بنظرة مختلفة خاصة به.

ويقر بذلك والده موسى قائلا: "إن نظرة الإبداع تميزه عن الآخرين، وتترك بصمته؛ مما تجذب الجميع بالتمعن في صورة الإبداع عند هذا الطفل النابغة، الذي كان نموذجا حيا للطفل المميز الذي يفيض وطنية منذ صغره، وهو ما تمت ملاحظته عند وقوفه لتحية العلم".

ولم يُعر سيف الحق اهتماما، هذه السنة، بالاحتفال بالعيد العالمي للمعاقين، متأسفا لوضع أقرانه بغزة، الذين يتعرضون للموت في صمت رهيب، قائلا لم يعد للعيد طعم والأطفال يُقتلون على مرأى العالم!".       

كما اغتنم المناسبة ليقدم شكره لمصالح الحماية المدنية بباتنة، التي حققت حلمه؛ حيث قضى يوما رفقة مصالح أعوان الحماية المدنية بوحدة حملة 3، بزي رسمي برتبة ضابط، خُصص له شخصيا، وفُصل على مقاسه بأمر من المدير الولائي للحماية المدنية بباتنة؛ إذ شعر الطفل "ضابط الحماية المدنية"، بسعادة وهو يمارس مهام الحماية المدنية الإنسانية، محققا بذلك حلمه الذي راوده طويلا ولو ليوم واحد.

وأدى، وقتها، حسب الضابط زهير نكاع قائد الوحدة في ذلك اليوم، أدواره بإتقان، وسط إعجاب الأعوان، الذين تلقوا منه تعليمات صارمة بتنفيذ هذه المهام النبيلة. واستطاع توزيع المهام باحترافية، تبعا لتوجيهات مسؤولي الوحدة، الذين لم يبخلوا عنه لأداء واجبه.

ولم ينس الطفل جريدة "المساء" بالثناء، بالنظر إلى الجهد المبذول في سبيل تنوير الرأي العام. كما أثنى سيف الحق على جهود معلمته براهيمي أمينة بمدرسة خيري بن بلقاسم حملة 2، التي ـ بحسبه ـ تشجعه على تحسين نتائجه الدراسية. كما تمكنه في المناسبات من الهدايا الرمزية التحفيزية. وشكر الطبيبة النفسانية نسرين سلطاني، التي خصصت له حصصا طبية، لمساعدته في الاندماج بسهولة في الوسط المدرسي، بفضل الرعاية الطبية النفسية التي يتلقاها منها.

كما شكر مدير مدرسته الأستاذ بومقران الصالح، والطاقم الطبي بمستشفى بني مسوس؛ حيث أجرى عملية على عينيه، مشيدا بالدور الإنساني للممرضين، وخص بالذكر الممرض رضا بشير، ورئيسة المصلحة نبيلة.