شاطئ سيدي عكاشة بشطايبي

لوحة سياحية عذراء تستحق الاستكشاف

لوحة سياحية عذراء تستحق الاستكشاف
  • القراءات: 717
سميرة عوام سميرة عوام

يتميز شاطئ سيدي عكاشة، الواقع عند الحدود الشرقية لبلدية شطايبي بعنابة، بنقاء وصفاء مياه البحر، واخضرار الجبال، التي تمتد على طول السواحل المحاذية للولاية الجارة سكيكدة، ولانفراده باللوحة الجمالية المتعلقة بغروب الشمس من مكان واحد، تحول شاطئ سيدي عكاشة إلى وجهة سياحية بامتياز، يفضلها كل المتوافدين من الولايات المجاورة والسياح الأجانب، وكذلك ملاذا للعائلات الجزائرية.

يمتاز هذا الموضع، باخضرار الغابات وزرقة البحر التي تشكل لوحة جمالية من توقيع الطبيعة، هذه المكنونات التي هندسها الخالق، ساعدت بنسبة كبيرة على استقطاب سنويا، الآلاف من المصطافين، رغم الغياب الكلي لوسائل الاستقبال اللازمة.

وما يميز منطقة سيدي عكاشة، هو المسالك الوعرة التي تمتد  وسط محيط غابي محاط بأشجار الصنوبر البحري، وغابات الدفلة وافرة الظلال، والجزر التي تحيط بالمكان، منها جزيرة قلقميس. وعليه يتوجه الصيادون إلى هذه الجزيرة التي تتوفر على ثروة هائلة من الكنوز الداخلية، منها الأسماك، والمحار وغيرها، ناهيك عن تسييج المحيط الخارجي لسيدي عكاشة بالأشجار، والفواكه البرية منها البلوط، والهندي المعروف بـ«كرموس النصارى"، حيث يسترزق سكان القرى القريبة من هذا المكان السياحي الرائع من جنانه، حيث يتم قطف سلال كثيرة من البلوط والهندي، على طول الطريق التي يقصدها السياح والمواطنون، خاصة الباحثون عن الطبيعة، من أجل المصروف اليومي وتغطية الحاجيات اليومية.

في سياق متصل، تحيط بهذا الموقع الغابي الرطب، أشجار الصنوبر البحري والغابات الكثيفة، ورغم تشابك التضاريس، إلا أن العائلات العنابية تفضل قضاء وقت ممتع بين الصخور وغابات الريحان دائمة الاخضرار، كما أن روعة المكان تكمن في أن شاطئ سيدي عكاشة الذي يقع عند الحدود الشرقية لشطايبي السياحية، يشكل هو الآخر إضافة منها، يستلهم الشعراء المفردات، وكل طقوسها لرسم لوحات فنية جميلة، إضافة إلى أن العديد من العائلات تتبرك بالمزار، خلال إقامة الأفراح والولائم، وحفلات الزواج وغيرها.

يعتبر المكان فضاء طبيعيا ساحرا في فصل الصيف، حيث كان في وقت مضى، ملجأ لهروب أطفال المخيمات من مراكز الإيواء، ومواقع التخييم بالمدينة، بفعل الأجواء المناخية الحارة المصحوبة برطوبة عالية، كما يعد سيدي عكاشة مكمنا حقيقيا للصيادين المحترفين والباحثين عن الوجه الآخر للسياحة، بسبب الثراء الذي يكتنزه في أعماقه.لم تشفع كل هذه الإمكانيات الطبيعية الهائلة للمنطقة، من التملص من عزلتها أو حتى لتبقى فضاء مفتوحا للسياحة، لانعدام الأمن وصعوبة التضاريس.وقد تم تزفيت الطريق الرابط بين شطايبي بعنابة والحدود الشرقية لولاية سكيكدة، في انتظار إنشاء قرية سياحية تتلاءم مع تضاريس المنطقة، نظرا لعذرية سيدي عكاشة واختياره كمحمية طبيعية، من شأنها تفعيل الاستثمار السياحي.الجدير بالذكر، أن سيدي عكاشة رهين صراعات بين شطايبي بعنابة والمرسى بسكيكدة، ورغم عزلته، يبقى الشاطئ الصخري  نمطا سياحيا فريدا من نوعه، بفضل طبيعته ومروجه الغابية المميزة.