استطلاع للرأي مس حرفيين

لماذا يرفض الشباب تعلم الحرف التقليدية؟

لماذا يرفض الشباب تعلم الحرف التقليدية؟
  • القراءات: 838
رشيدة بلال رشيدة بلال
يميل عدد كبير من الشباب إلى رفض تعلم الحرف التقليدية لأسباب عدة حاولت "المساء" رصدها من خلال هذا الاستطلاع، في الوقت الذي يمد فيه أغلب الحرفيين أيديهم مرحبين بالراغبين في تعلم حرف الأجداد التي تعد من الآفاق المتاحة للحصول على مناصب شغل.
في جولة استطلاعية ببعض أحياء العاصمة، احتكت "المساء" بعدد من الشباب البطال بعضهم حامل لشهادات جامعية، وآخر لشهادات في التكوين المهني في الاختصاص، وآخرون غادروا مقاعد الدراسة باكرا. طرحنا عليهم السؤال التالي: ما رأيكم في تعلم بعض الحرف التقليدية كصناعة الجلود أو النحاس أو السلالة؟ فكانت الإجابات متباينة، غير أنها تصب في وعاء واحد، وهو أن الصنعة اندثرت بزوال الصناع، وأن العولمة وجهت الشباب نحو آفاق جديدة تعتمد على كل ما هو إلكتروني، ومن ثمة لا مجال للحديث عما هو يدوي، فهذا الشاب وليد التقته "المساء" بساحة البريد المركزي، بطال دون مستوى تعليمي يقول: "أفضل البطالة على تعلم صنعة لا يمكن التسويق لها، ولا محلا أمارس فيه النشاط"، مشيرا إلى أنه سبق له أن فكر في الأمر، وبعد احتكاكه بالحرفيين كشفوا له عن المشاكل التي يعانيها قطاع الحرف وتحديدا فيما يخص التسويق وندرة المادة الأولية.
بينما يرى سعيد، طالب جامعي، أنه وجد صعوبة في العثور على عمل في مجال تخصصه، الإعلام الآلي، ومع هذا لا يفكر مطلقا في تعلم حرفة أو صنعة لأن المنتوج المحلي مهما كان نوعه يطرح مشكل التسويق، وبالتالي ما الفائدة من تعلم حرفة لا تجد من يهتم بها؟، بينما يرى فاتح من الأبيار، أن الحرف التقليدية لا تصلح إلا للعرض لإبراز ما تزخر به الجزائر من موروث تقليدي، أما أن يتم تعلمها واعتبارها مصدر رزق فهذا غير وارد في تفكيره، خاصة أن أغلب الحرفيين يشتكون من قلة المادة الأولية، وغياب أسواق تباع فيها. بينما أرجع البعض الآخر من المستجوبين عزوفهم عن التعلم لكونها حرف يدوية تتطلب الكثير من الجهد، خاصة إذا تعلق الأمر بصناعة الجلود، أو النحاس وبعد أن تحضر يكون من الصعب تسويقها لعدم ثقة المستهلك في الإنتاج المحلي...