لم تعصف بها رياح العصرنة ولا الغلاء

لم تعصف بها رياح العصرنة ولا الغلاء

لم تعصف بها رياح العصرنة ولا الغلاء
  • القراءات: 1109
أحلام.م أحلام.م

لا تزال العديد من العائلات الجزائرية تحافظ على عادة التواصل مع خطيبة الإبن، وإعطائها هدية خاصة خلال المناسبات الدينية، على غرار عيدي الفطر والأضحى، يطلق عليها اسم «المهيبة»، حيث تحرص العائلات على الحفاظ عليها رغم الغلاء الذي تشكو منه المعوزة منها بصفة دقيقة، إذ ترى فيها نوعا من الدلال الذي لا ترغب في حرمان عروس المستقبل منه.

خلال الجولة التي قادتنا إلى زنقة العرايس بباب عزون، شدت  انتباهنا القوافل النسوية التي كانت تصول وتجول وسط المحلات الخاصة ببيع ملابس تصديرة العرائس وفساتين السهرات والمناسبات، وأخرى مختصة في العطور ومواد الزينة والأحجبة وكذا  المناشف مختلفة الأحجام، فقد اختلفت الأفواج الوافدة على المحلات بين سيدات من نفس العائلات خرجن لاختيار هدايا خطيبة الأخ،  وأخرى فضلت أن تصطحب معها الفتاة لاختيار هديتها بنفسها، وفي هذا الصدد حدثتنا السيدة مريم التي كانت رفقة ابنتها وكنتها المستقبلية، وأكدت لنا أنها تضع فرحة ابنها في الأولويات، لهذا خرجت رفقة خطيبته التي ستدخل عش الزوجية خلال شهر ماي المقبل، حتى تختار بنفسها الهدايا التي ستحول إلى بيتهم لاحقا لدى زيارتهم لبيتها خلال أسبوع العيد، وتقول: «تعد المهيبة من التقاليد الجزائرية العريقة التي ورثناها ابنة عن جدة، حيث تحرص فيها عائلة الخطيب على تقديم هدايا قيمة للعروس، كل حسب استطاعته، فإذا كانت العائلة مقتدرة ماديا تتضمن المهيبة قطعة ذهبية قد تكون عبارة  عن أقراط أو خاتم أو سلسلة أو زوج من الأساور تضاف إلى الهدايا الأخرى، على غرار العطور ومواد الزينة، قطعة قماش تخاط في ملابس التصديرة أو طقم جاهز للخروج وعباءة، وخلال عيد الأضحى يضاف إليها فخد الأضحية إكراما لأهل البنت»

وأشارت عروس ستزف إلى بيت الزوجية في أواخر نوفمبر، إلى أن هذه آخر مهيبة لها، وأنها خرجت رفقة شقيقة خطيبها لاقتناء الهدايا التي كانت قد اتفقت عليها مسبقا معه لأنه عامل بسيط، تقول: «أنا مخطوبة منذ سنتين، ولم يبق الكثير على زفافي، أعتبر نفسي جد محظوظة لأن عائلة زوجي جد بسيطة، لكنها لم تحرمني يوما من حق أي عروس أي من المهيبة، وفي كل مناسبة يسألني ما الذي أريده وكم من المال أحتاج، إلا أنه يشير إلى أن لا أثقل كاهله بمتطلبات كثيرة، لهذا نتفق على الأشياء المهمة وأخرج رفقة شقيقته أو أمه لاختيارها والأكيد أنها سترافقني في جهازي».   

وإذا كانت العرائس يجدن متعة في استقبال المهيبة، على أساس أنها تحمل معها شيئا من الحب والمادة، فإن هناك من الأسر، خاصة ذات الدخل المحدود، من تجد فيها عبئا يضاف إلى مصاريف العرس، تقول أم يحي: «منذ سنة خطبت لابني الأكبر وبعدها بستة أشهر خطبت للثاني وتجدني الآن مضطرة لتقديم مهيبتين في نفس الوقت، وهذا يجهدني ماديا، خاصة أن كل واحدة ستحصل على خاتم ذهبي بسعر 30000 دج، علاوة على الهدايا الأخرى، لهذا شخصيا لو أوكل الأمر لي ولولا سعادة إبناي لما وضعت المهيبة في خانة الحسبان بسبب كلفتها، صراحة «.