فيما دعا المختصون إلى ضرورة علاجه في مرحلة مبكرة
للتوتر قابلية التحول إلى اكتئاب نفسي خطير

- 1531

حذرت فورار صارة، النفسانية العيادية بمديرية الحماية المدنية، من مضاعفات التوتر، مشيرة إلى أن هذا الاضطراب النفسي يمكنه التحول إلى "الاكتئاب" الذي صنفه المختصون في خانة الأمراض النفسية الجديدة وجد الخطيرة التي يجب التكفل بها. وللوقاية منها لابد من علاج التوتر والقلق في مراحله الأولى، وعدم تهميش المصابين به حتى لا يتحول إلى أزمة تعود بأموال كبيرة وتعتبر عبئا على ميزانية الدولة في علاجها.
أكدت المتحدثة على هامش اليوم الدراسي لأعراض التوتر في الوسط المهني، أن التوتر له أعراض عديدة، أهمها الأعراض المعرفية، حيث أن الشخص المعرض للضغط دائما يفقد التركيز، الانتباه، الاستيعاب، كما تضعف ذاكرته، ويصبح غير قادر على اتخاذ القرارات، الأمر الذي يجعل مردوديته في العمل تضعف بشكل واضح، إلى جانب أعراض فيزيولوجية تتمثل في إفراز هرمون الأدرينالين المتسبب في الخفقان السريع للقلب، التعرق، فقد التوازن والارتعاش..
إلى جانب ذلك، تقول المتحدثة بأن هناك أعراض أخرى سلوكية تتمثل في الانعزال، وإظهار العدوانية تجاه النفس وتجاه الغير، حيث يفقد الشخص في تلك المرحلة السيطرة الكلية على ذاته وعلى نفسيته، يصعب له التحكم بها، مما يجعله يقوم بأمور متهورة وغير رشيدة قد تجعله بعد فترة لا يصدق أنه قام بها، هذا ما يبرر غياب الوعي الكلي في تلك المرحلة في اتخاذ القرارات الصحيحة..
كما أن تراكم وديمومة تلك الأعراض، تضيف المتحدثة، قادرة على التحول إلى أمراض نفسية جدية، فضلا على الجسدية. ومن أهم الانعكاسات على الصحة النفسية، تقول فورار؛ الاكتئاب، وهي حالة نفسية يصعب علاجها إذا ما بلغت تلك المرحلة المتقدمة أقصى الدرجات، لذا يعد من الضروري الوقاية منه قبل فوات الأوان.
وعن ثقافة العلاج تقول المتحدثة بأنه بالحديث ـ كمثال ـ على أعوان سلك الحماية المدنية، فإنه تم تسجيل حالات عديدة لتوتر وقلق بدرجات متفاوتة، نظرا للأحداث المتواصلة المقلقة لعون الحماية المدنية، من دقيقة تلقيه إنذار التدخل، إلى إسعاف الأشخاص المصابين، أو إخماذ الحرائق وغيرها، فضلا على إبلاغ مثلا عائلات الأشخاص المصابين، والتي تعد هي الأخرى من المهام الصعبة للقيام بها، إلى جانب كل ما يشاهده في موقع عمله وتدخله، مما يجعله يعيش ضغطا على مدار 24 ساعة دون توقف، كل هذا يخلق أزمة تعرف بـ«الوارك أوت"، أي التفكير في ترك العمل وهي مرحلة متقدمة من التوتر، وهنا تظهر فئتان؛ فئة تبحث عن العلاج وأخرى تستسلم وتفكر في ترك العمل.
وفي هذا الصدد، تقول الخبيرة بأن ثقافة العلاج واستشارة طبيب نفساني كانت من الأمور التي لا يتقبلها الفرد، ويعتبرها بأنها إهانة في حقه، وكأنه يعترف أنه مصاب بمشكل نفسي يعتقد الكثيرين أنه "جنون" أو هستيريا، إلا أنه في السنوات الأخيرة انتشر الوعي حول أهمية تلك الاستشارات لتفادي تعقد الحالات النفسية وتحولها إلى أمراض حقيقية، الأمر الذي جعل ضروريا أمر تبني العديد من المؤسسات طب عمل به مختص نفساني يوضع تحت تصرف عمال المؤسسة.