مدير البيداغوجيا بالمدرسة العليا العسكرية للإعلام والاتصال البروفيسور باعزيز إبراهيم:

للإعلام دور كبير في ترجيح كفة المعارك العسكرية

للإعلام دور كبير في ترجيح كفة المعارك العسكرية
البروفيسور باعزيز إبراهيم، مدير الشؤون البيداغوجية بالمدرسة العليا العسكرية للإعلام والاتصال
  • القراءات: 711
 رشيدة بلال رشيدة بلال

قدم البروفيسور باعزيز إبراهيم، مدير الشؤون البيداغوجية بالمدرسة العليا العسكرية  للإعلام والاتصال على مستوى مركز الإعلام الجهوي بالبليدة، مؤخرا، بمناسبة تنظيم أبواب مفتوحة، محاضرة حول الإعلام العسكري، حيث أبرز دور الإعلام في الحروب العسكرية المعاصرة، إذ أصبحت الحروب الإعلامية تلعب دورا هامها في إضعاف العدو والتأثير عليه وإحباط معنوياته.

تحدث البروفيسور باعزيز إبراهيم، في بداية مداخلته، عما لعبه الإعلام منذ القدم، حيث عرف مع مرور الزمن تطورا كبيرا، ليواكب السرعة التي تشهدها التغيرات التكنولوجية التي يعرفها العالم اليوم، قائلا: "إن أهمية الإعلام برزت على مختلف الأصعدة السياسية والثقافية الاقتصادية الاجتماعية، بما في ذلك الجانب العسكري، بعدما أصبح لديها تأثير كبير على سير الحروب، مما يتطلب التأكيد على إيلاء الإعلام المزيد من الأهمية، خاصة في الجانب العسكري، وهو ما تجسد من خلال الدور الذي تعلبه المدرسة العليا العسكرية للإعلام، أو من خلال مديرية الإعلام والاتصال، بما في ذلك مؤسسات أخرى، التي فهمت بأن طبيعة الحروب الحالية، سواء في الجانب الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي، تعتمد في أدائها على الوسائل الإعلامية المتاحة، التي تجعلها ترجح المنتصر في الحرب من خلال تأثيرها".

من جملة الأمثلة التي استعرضها المحاضر، والتي كان فيها لاستخدام الأدوات الإعلامية تأثيرا كبيرا على سير مجريات حروبها، ذكر منها الغزو على العراق سنة 2003، حيث كانت هناك حملات إعلامية كبيرة لبث أخبار وأفلام سينمائية لمحاولة شيطنة العراق كبلد، ليتم إقناع الرأي العام الدولي بشرعية الحرب عليه، إلى جانب الحرب الروسية وجورجيا سنة 2008،  أين وظف الجانب الروسي لمختلف وسائل الإعلام، وكذلك الحرب الروسية الأكرانية التي كان فيها لمختلف أدوات الإعلام دور بارز في التأثير على سير مجرياتها، من خلال التأثير والتأثر، مشيرا إلى أن هذه الحرب العسكرية استهدفت منذ بدايتها، مختلف المقرات والمراكز الإعلامية للطرفين، إلى جانب شن حملة إعلامية بين الطرفين، وحجب مواقع إلكترونية ومنصات إعلامية، وإعادة إطلاق منصات بديلة، مما يوحي بأن الأدوات الإعلامية أصبح لها باع كبير في سير مجريات الحرب العسكرية الميدانية.

في السياق، تحدث المحاضر عن الأثر الذي تخلفه الحروب الإعلامية في جانبها النفسي  حيث أوضح بأن الأخبار المغلوطة وتزييف الحقائق وفيديوهات تم الترويج لها من اجل التأثير على الجانب النفسي وما له من تأثير على معنويات الرأي العام، مشيرا الى أن مفهوم القوة في العصر الحالي يتباين بين الجانب العسكري ممثلا في العتاد والأسلحة والمعدات و الجانب الناعم وهو الإعلام الذي لا يقتصر على نوع معين من أدوات الإعلام و إنما على مختلف الوسائل سواء أكانت  تسجيلات أو أفلام أو صور أو تصريحات. لافتا الى أن الأهداف الأساسية التي يبنى عليها الإعلام في حالات الحروب هو بالدرجة الأولى  تحطيم الروح المعنوية للخصم و التأثير على الرأي العام والتحضير والتمهيد للحرب المباشرة، وكذا الدفع بالدول الأخرى من أجل المشاركة في الحروب بالوكالة، وإثارة مشاكل اجتماعية واقتصادية، وهو ما يسمى بالحرب الباردة التي تغذيها مختلف وسائل الإعلام، مؤكدا أن الحروب الإعلامية يختلف مداها، حيث نجد الحروب القصيرة التي تستمر لمدة من الزمن، وحروب أخرى تتم على المدى البعيد، وبعضها يبدأ قبل الحرب العسكرية الميدانية، فيما تنطلق أخرى بعد انتهاء الحرب أو بالموازاة معها، غير أن الأكيد أن دورها، هو تعطيل الجانب العقلاني وجعل الطرف المستهدف يتخذ قرارات في لحظة انفعال، وهو ما تركز عليه مختلف وسائل الإعلام.