الإبتسامة تريح النفوس

لغة تواصلية يحتاجها الجميع

لغة تواصلية يحتاجها الجميع
  • القراءات: 378
❊ أحلام محي الدين ❊ أحلام محي الدين

هل تبتسم في محيطك الأسري والمهني؟ هذا السؤال طرحته المساء على مواطنين من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، لمعرفة مدى التفاعل مع هذا الكنز الثمين الذي يعكس الخير الكثير، لما للابتسامة من آثار إيجابية على مقدمها ومتلقيها أيضا، علاوة على الخير الذي يتم جنيه منها، كونها تريح النفوس وتغرس فيها الطمأنينة والهدوء الذي ينشده أي فرد. كما يمكن أن تكون سببا في علاج جرح عميق أو المسح على قلب أثقلته الآلام، إلا أن المؤسف في الأمر، أنه رغم كونها غير مكلفة ماديا وعضويا، إذ لا تحتاج إلى جهد أو مادة، فهناك من حجبها على من هم في أمس الحاجة إليها من أهل بيته، مما يولد شعورا بالحرمان والأسى الذي يزول بمجرد رسمها على المحيا.

أشار الكثير من محدثي "المساء " الذين شملهم الاستطلاع، إلى أنهم يبتسمون رغم قساوة الظروف، فهم يجدون فيها حلاوة منقطعة النظير وطاقة إيجابية توزع على الآخرين وتستقبل منهم أيضا، وآخرون يرون أنها واجب يؤدى على أحسن وجه ليصل القصد منه. كما أكد بعض محدثينا أن الابتسامة في المحيطين الأسري أو المهني تغرس أجواء من التراحم والمودة، وتجعل التواصل والحديث مع الآخر سهلا بدون متاعب ولا برتوكولات.

في هذا السياق  تقول صارة عزوز طالبة جامعية؛ نشأت في محيط أسري يسوده الاحترام والود، وكانت ولازالت ابتسامة أمي الصباحية شمس تشرق على حياتنا. لقد تعلمت منها فن الابتسامة التي تأخذ مستقبلها إلى عوالم كلها راحة واستعداد لاستقبال ذلك اليوم بطاقة إيجابية كبيرة، وهو ما أريد أن أعلمه بدوري لأبنائي مستقبلا. كما أنها وصية المصطفى وأرى ثمارها في بيتنا وأتمنى أن أزرعها بدوري في بيت زوجي وأبنائي”.

إذا كانت الابتسامة مطلوبة في البيت والشارع وفي الأماكن العامة وعالم الشغل، فهناك من يرى أنه من الصعب تقاسمها مع الزملاء في العمل بعد أن تغيرت المعايير، يقول نورالدين.ج ـ موظف ـ صعب جدا المحافظة على الابتسامة في العمل، بسبب الكثير من الضغوط التي تحول دون ميلادها هناك، وقد يكون سوء التفاهم مع البعض أو القراءات المختلفة التي يقدمها الآخرون عنك بسببها، لأنهم يجهلون قيمتها، مما يجعلك تحبسها حتى تلتقي صديقا في الشارع أو الأبناء أو الزوجة في البيت”. وقال منصف صراحة لا أبتسم في العمل”. وقال بوحفص أبتسم أحيانا، في حين أشار أسامة ب ( تاجر) إلى أنه يبتسم كثيرا في محيطه الأسري، لكن مهنيا يقوم بذلك  مع من يرى أنه يستحق تلك الابتسامة، وقالت أم أسمهان (موظفة) أبتسم في كل وقت وبدون بخل”. في حين أشارت إيمان.ب ( مدرسة في الابتدائي) إلى أنها دائمة الابتسامة مع زميلاتها في العمل، لإيمانها الكبير بأن للابتسامة قدرة كبيرة على حفظ العلاقات لزمن طويل، كما أنها تبعد البغضاء والشحناء عن القلوب وتقول من الطبيعي التفاؤل والضحك والابتسامة مهما كانت الظروف، حتى أنني أتغلب على حزني بالابتسامة وأحب أن أتقاسمها مع زميلاتي في العمل، أمي وإخوتي في البيت. هناك من يسألني مازحا؛ ألا تضجرين دائما من الضحك والتبسم؟ أقول؛ نعم مادمت الشمس تشرق، فقلبي معها دائما مشرق”.