سكيكدة
لعنة غلاء المهور تطارد العزاب

- 104

تختلف بسكيكدة، قيمة المهر من منطقة إلى أخرى، ومن أسرة إلى أخرى، حتى وإن كان القاسم المشترك بينهم، أنه لم يعد كما كان في الماضي، فالعديد من العائلات السكيكدية، أصبحت اليوم تعتبر المهر نوعا من البريستيج والتمظهر، حتى وإن كان الصداق حقا شرعيا للمرأة، فإنه تحول مع الوقت، إلى نوع من المزايدة، إن صح التعبير على ذلك. وتسبب في تفاقم العزوبية والعنوسة.
قالت السيدة فاطمة، أم لثلاثة أطفال، ماكثة بالبيت، لـ"المساء"، بأن المهر اليوم، حتى وإن يصعب تحديد قيمته من عائلة إلى أخرى، إلا أنه مبالغ فيه كثيرا، والفتاة اليوم، كما أضافت، لم تعد تصمد أمام لمعان الذهب بكل تشكيلاته، بالخصوص "لمحزمة"، بغض النظر عن الهدايا النوعية التي لا يقل ثمنها إجمالا عن 20 مليون سنتيم، بعد أن سكن العديد من الأسر، كما أضافت: "الفوخ والزوخ"، متأسفة عن هذا الوضع الدخيل الذي أرجعته إلى المسلسلات التي غيرت الكثير من الطباع والعادات.
وأكد العديد من الشباب ممن تحدث إليهم "المساء"، عن موضوع المهر، على أهمية تسقيفه وطنيا، وعلى الدور الذي تلعبه المؤسسة المسجدية، وحتى الجمعيات، من أجل توعية المجتمع بضرورة عدم الإسراف في المهر، مع تسهيله حتى يتمكن الشباب من إتمام نصف دينه، فالعزوف عن الزواج، وما ينجر عنه من فساد الأخلاق والانحلال، وتفضيل البعض الزواج من أجنبيات، له تأثيرات جد سلبية على المجتمع، وعلى استقراره مستقبلا، بالخصوص أمام ارتفاع نسبة العنوسة والعزوبية.