رئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب لـ«المساء»:

لدينا مليون مدمن ولابد من التفكير في استراتجية وطنية للوقاية

لدينا مليون مدمن ولابد من التفكير في استراتجية وطنية للوقاية
  • القراءات: 1964
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

كشف عبد الكريم عبيدات، الخبير الدولي والمستشار في الوقاية  الجوارية، ورئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب، في حديث لـ«المساء»، أن المخدرات الصلبة باتت تهدد الصحة النفسية لأبنائنا، خاصة أنه يوجد في الجزائر 6 ملايين طفل تقل أعمارهم عن 16 سنة في خطر معنوي، مما يستوجب تكثيف العمل الميداني لحمايتهم، مع ضرورة التفكير في استراتيجية وطنية للوقاية. مشيرا إلى أن المنظمة ستستقبل الشباب المدمن للعلاج بالمركز الإفريقي التابع لها ببوشاوي.

قال رئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب بلغة تحمل الكثير من المرارة؛ علينا أن لا نكتفي باللقاءات النظرية فقط في تشريح الظواهر التي تنهش أجساد شبابنا، على غرار الأخطار المحدقة بهم بفعل المخدرات والتشرد، في ظل انتشار المخدرات في كل الأماكن، ويشرح؛ «لدينا 600 ألف مدمن تتراوح أعمارهم بين 15 و35 سنة، 2 بالمائة منهم من الفتيات، وهي أرقام أعدها المركز، وفي الأصل لدينا مليون مدمن، وإذا لم نفكر في استراتجية للوقاية، فإن العدد سيتفاقم مع السنوات القادمة».

أضاف السيد عبيدات بأن العاصمة تفتقر لمراكز حماية الشباب، مشيرا إلى أن القضاة يقعون في حيرة حيال هذا الأمر، مما يضطرهم إلى إرسال الأطفال إلى المدينة، وهي المسافة التي يصفها بالبعيدة، خاصة إذا كانت العائلة فقيرة، ويصعب على الأم التواصل مع ابنها، مما يجعله يفكر في الهروب. مشيرا إلى أنه كان هناك مركزان ببئر خادم أغلقا أبوابهما، وهو ما يجعلنا نفكر في ثقافة الوقاية وليس الاكتفاء بالعلاج فقط.

تحدث السيد عبيدات عن ميلاد مركز طبيعي لعلاج المخدرات ببوشاوي، سيدخل حيز الخدمة في نهاية شهر ديسمبر، قائلا «نشكر وزارة الفلاحة التي تبرعت بـ2000 متر مربع في غابة بوشاوي لفائدة أبنائنا، والتي سيكون بها أول مركز إفريقي للعلاج الطبيعي».

أشار محدثنا إلى أن المركز يتبع آلية علاج جديدة تجعل المدمن مرتاحا في العلاج، ويقول «الطفل المدمن يحب العلاج من المخدرات والخروج منها، لكنه يرفض العلاج بالمستشفيات، لهذا فكرنا في العلاج الطبيعي، وقمنا بشراء الآلات من فنزويلا لتصفية الدم من المخدرات وحتى من نيكوتين السجائر، حيث يخضع الطفل للعلاج بطرق طبيعية تتخللها ممارسة الرياضة، إذ يقدم الشاب أو الطفل للعلاج من الساعة التاسعة صباحا ويبقى بالمركز حتى الرابعة،  يعمل خلالها المختصون على تنقية جسمه من السموم، دون أن يشم رائحة الدواء، لأنه موجود بقلب الغابة التي تريح الأعصاب. كما يوجد برنامج خاص لتشغيل اليدين، خصوصا أن المدمن يستعمل أصابعه للف سيجارة الكيف أو تحضير المخدرات، لذا هناك ورشات عمل بالمركز الإفريقي سيتعلم فيها حرفا مختلفة، وفق ميولاته، يشرف عليها مختصون».   

وفيما يخص العدد الذي يمكن للمركز استيعابه، قال محدثنا؛ «نستقبل يوميا حتى 200 شخص بالمركز، علما أننا لا نعالج به مدمني الكوكايين، لأنهم يحتاجون لمستشفيات خاصة، وإنما مدمني المخدرات من الكيف والاكستازي»، مضيفا أن مركز المحمدية يستقبل 30 حالة يوميا. كما أن المستشفى المتنقل بين الأحياء الذي دشنه السنة الماضية، المدير العام للأمن الوطني، للتكفل بشباب الأحياء الشعبية، ما زال يجوب مختلف أحياء العاصمة ويوجد على مستواه مرب، أخصائي نفساني وطبيب. مشيرا إلى أن العاملين به سيدات يتحدثن مع المدمنين ويعمدن لمساعدتهم، إلى جانب نشاط الخلية المتنقلة لحماية الأطفال في خطر.

وفيما يخص النشاطات التي تحضر لها المنظمة، قال السيد عبيدات «نحن بصدد التحضير لملتقى دولي حول الحراقة باسم «البحر يتغذى من قلق الشباب»، خلال ديسمبر المقبل. إلى جانب تواصل الخرجات الميدانية للمدارس، التي يتم خلالها الحديث إلى الأطفال والشباب، وحتى الجامعيين الذين تبدأ عملية مساعدتهم فور حديثهم عن مشكلاتهم، مؤكدا أن «مصيبة المخدرات» مست القطاع التربوي بنسبة 15 بالمائة.

أشار السيد عبد الكريم عبيدات، إلى أهمية التكثيف من اللقاءات العملية والتحسيسية لمساعدة الصغار والمراهقين والشباب، مضيفا أنه يعمل بمعية وزارة الشؤون الدينية على نشر الوعي لدى الشباب وتحريك الوازع الديني ونشر الفطنة، بالمشاركة في دروس الجمعة مع الأئمة، من خلال مناقشة مختلف المشاكل التي تعترض حياة الشباب وتفسدها، على غرار المخدرات والحراقة، حيث يهتم الإمام بمعالجة القضية من الجانب الديني ويشرحها عبيدات علميا.