اِختتام المخيّم الصيفي لأطفال الصحراء الغربية بتلمسـان
لحظات وداع مؤثرة محمَّلة بذكريات المرح

- 108

غادر الفوجان الأخيران للأطفال المخيّمين من أبناء الجمهورية الصحراوية العربية (فوج هنين) و(فوج الغزوات) والمقدّر عددهم بـ 165 طفل ومرافـق من الصحراء الغربية، تاركين وراءهم ذكريات ستظل محفورة في الذاكرة، وعـيونا امتلأت بالدموع.
مشاهد الوداع لم تكن عادية؛ كانت دموعهم أصدق من الكلمات، وعناقهم أطول من الزمن. ففي أيام المخيم لم يلتقِ هؤلاء الأطفال فقط بأصدقاء جدد، بل وجدوا صدورا حانية، وضحكوا من القلب، وتعلّموا، ولعبوا، وشعروا ولو للحظات أنهم أطفال كباقي أطفال العالم.
وقـد شهـد هؤلاء الأطفال قبيل مغادرتهم المخيم، حفلا ختاميا على شرفهم بالمخيم الصيفي الصداقة لأطفال الصحراء الغربية بمدينة هنين الساحلية، حضره ممثلون عن قطاع الشباب والسلطات المحلية، تتويجا لأيام من الأنشطة التربوية والثقافية والترفيهية، إذ تضمّن برنامج الحفل عروضا مسرحية عن قضية الصحراء؛ آخر مستعمرات إفريقـيا، أبدع من خلالها أطفال الصحراء الغربية في إيصال رسالة التعلق بالقضية، والأمل في التحرر، إلى جانب أداء أناشيد وطنية تتغنى بالبلدين، ساهمت في ترسيخ روح الانتماء والاعتزاز للبلدين عند الأطفال المشاركين، فضلا عن تقديم رقصات شعبية من التراث الصحراوي، ورقصات بطابع جزائري، تعلّمها الأطفال في المخيم على أيدي منشطين ومؤطرين، رافقوا الأطفال طيلة شهر في ضيافة البلد.
وشهدت الأمسية لحظات مؤثرة وممتعة، أضفت على الحفل أجواء من الفرح والتفاعل بين الأطفال ومنشطيهم ومؤطريهم، في صورة تعكس عمق الروابط بين البلدين الشقيقين. وفي ختام المناسبة، تم تكريم المؤطرين والمنشطين والمنظمين بشهادات رمزية؛ عرفانا بجهودهم الكبيرة في إنجاح هـذه المخيمات الصيفية التربوية التي جمعت بين المتعة والتعليم. وحققت أهدافها في تعميق الصلة بين أبناء البلدين، حيث أشاد مسؤول الوفد الصحراوي في كلمته بالمناسبة، بمواقف الجزائر الثابتة في نصرة القضايا العادلة، ودفاعها عن الشعوب المستضعفة.
ومن جانبه، مدير مخيم الصداقة السيد صور محمد، أثـنى على مجهـودات جميع الطاقم المسيّر للمخيم؛ من أجل إخراج سهرة الختام بهذه الجمالية، معرّجا في ذات السياق، على مبادرة الجزائر في تخصيص 17 مخيما لفائدة أكـثر من 1900 طفل من أبناء الصحراء الغربية على مستوى الولايات الساحلية.
مدير الشباب والرياضة بالنيابة السيد فتروسي إبراهـيم، أشاد، بدوره، بالدعم الكبير لوالي ولاية تلمسان، والسلطات المحلية لدائرة هنين؛ من أمن وحماية مدنية، الذين رافقوا الأطفال منذ بداية المخيم وإنجاحه، حيث قال بالمناسبة لــ "المساء" : " في إطار تكفل الدولة الجزائرية بأطفال الجمهورية العربية الصحراوية خاصة خلال الحملة الصيفية 2025 التي انطلقت منذ 10 جويلية وتنتهي يوم 10 أوت، شهدت ولاية تلمسان تنظيم مخيمين صيفيين لأطفال الجمهورية العربية الصحراوية؛ المخيم الأول على مستوى ثانوية الإخوة مزرعي بهنين، حيث تم استقبال في الفترة الأولى 71 فردا من بينهم 59 طفلا و12 مرافقا من كلا الجنسين. وتم في الفترة الثانية استقبال 94 طفلا ومرافقا. إضافة إلى هذا المخيم، تكفّل السيد والي تلمسان باستقبال فوج ثالث، سُخّرت له مدرسة الصيد البحري بالغزوات لدائرة الغزوات؛ حيث عـرف استقبال فـوج من 71 طفلا ومرافـقا.