نوارة جعفر، عضو مجلس الأمة تؤكد:

لابد من تقييم المخطط الوطني واعتماد برنامج وقائي

لابد من تقييم المخطط الوطني واعتماد برنامج وقائي
  • القراءات: 607
❊أحلام.م ❊أحلام.م

أكدت السيدة نوارة سعدية جعفر، عضو مجلس الأمة في مداخلة لها، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لإمضاء اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، على أهمية مرافقة الأطفال في عالم الأنترنت ومضاعفة الأمن السبيراني على المستوى الدولي، مع وجوب اعتماد برنامج وقائي  وطني في مسألة تنظيم «الفضاء الأزرق»، بإشراك مختلف الفاعلين في مجال الطفولة من مختصين ومجتمع مدني وعائلات. كما تطرقت إلى المخططات الوطنية في مجال حماية الطفولة وترقيتها، على غرار الإستراتيجية الوطنية لحماية الطفولة، مشددة على ضرورة وضع وسائل متابعة وتقييم لآليات تجسيد هذه البرامج.

أشارت السيدة جعفر إلى أهمية تعزيز أطر التشاور مع المجتمع المدني، حول قضايا الطفولة وتشجيع برامج البحث في هذا المجال، مع تحديد الأولويات وإقرار الوسائل الجديدة وإمكانيات العمل لصالح الطفل، مع وضع آليات مؤسساتية لترقية حقوق الطفل وتوعية أفضل للمواطنين بهذه الحقوق، مضيفة أن الآلية موجودة حاليا وتتمثل في الهيئة الوطنية لترقية الطفولة.

أوضحت السيدة نوارة جعفر أن المخطط الوطني للطفولة بحاجة إلى تقييم، لإعداد خطة أخرى بعد سنوات من اعتماده، خاصة بعد صدور نتائج التقرير الوطني متعدد المؤشرات الذي يتضمن معلومات حول وضعيات النساء والأطفال، ومعلومات محينة حول وضعية الأسر، الذي يبين التقدم الذي أحرزته بلادنا في التنمية والنقائص الواجب تداركها، مشيرة إلى أن التحديات التي تواجه العالم اليوم وتخص الطفولة كثيرة، وهي على درجة عالية من الخطورة، العنف الأسري، الجريمة، التحرش الجنسي، العنف في الفضاء العام وسوء استعمال «الفضاء الأزرق»، وهو حديث الساعة. وقد ضربت مثلا  بحادثة انتحار الطفل عبد الرحمان بسبب لعبة «الحوت الأزرق» على الأنترنت، والتي اهتز لها المجتمع، ودعت إلى التفكير بجدية في إيجاد آليات للحد من خطورة عالم الأنترنت، خاصة أنها أصبحت في وقتنا الحاضر مصدرا للمعرفة والتواصل والمعلومة، وكل يوم تزداد المصادر ونشر المعلومات والتعارف والتعليم، مما جعل العالم على بعد نقرة على الهواتف الذكية للأطفال وحواسيبهم، لكن مع غياب الآليات الفاعلة لمراقبة ما يحدث في الشبكة العنكبوتية، كان الأطفال وفي حالات كثيرة، ضحية الاستدراج والممارسات غير الإنسانية، ومنه تبين أن عنصر الحماية أو الأمن السبيراني، ليس مسألة مهمة على عاتق المعلمين والمربين والأولياء فحسب، بل لابد أن تتكفل به كل الدول، بسبب خطورته.

قدمت السيدة جعفر إحصائيات جديدة عن المركز الدولي للاتصالات، مفادها أن 90 بالمائة من الأطفال يستعملون الأنترنت و60 بالمائة من الأطفال والمراهقين يدخلون غرف الدردشة ويتحدثون مع مجهولين، ومن 3 إلى 4 أطفال لا يجدون مانعا من الإدلاء بمعلومات شخصية عن أنفسهم وعائلاتهم، مقابل الحصول على معلومات كتحليل الألعاب، وفي فرنسا 90 بالمائة من الأطفال يدخلون الأنترنت  بدون مراقبة الأولياء، وفي كوريا الجنوبية 90 بالمائة من المنازل موصولة بالأنترنت والأطفال دون 18 مدمنون عليها. أما في بريطانيا، فنجد 54 بالمائة بين 9 و18 سنة  يشاهدون بها مواد إباحية.

نبهت السيدة جعفر إلى أن المطلوب من الجميع كمجتمع مدني وقطاعات وزارية ومنتخبين، المساهمة في ترقية ثقافة اللاعنف في الأسرة، لأن قضايا الطفولة بحاجة إلى تضافر كل أفراد المجتمع، مما يستوجب تقييم المخطط الوطني للطفولة والعمل على تقديم مخطط جديد يتبنى احتياجات المجتمع الجزائري الجديدة للأطفال، من خلال  ترقية نظرة مشتركة بين مختلف القطاعات الوزارية. ونظرا للمهام الواسعة بالعمل مع الهيئة الوطنية لحماية الطفولة التي تحمل مقاربات جديدة، ستعمل من خلالها على تعزيز العمل المشترك من أجل فهم وتحليل أفضل لمشاكل الطفولة ومعالجتها بفعالية أكبر.

أحلام.م