طباعة هذه الصفحة

الخبيرة في البرمجيات الذكية والترجمة الآلية، وفاء بن التركي لـ«المساء”

لابد من إعطاء الكفاءات حقها ونبذ البيروقراطية

لابد من إعطاء الكفاءات حقها ونبذ البيروقراطية
الخبيرة في البرمجيات الذكية والترجمة الآلية، وفاء بن التركي
  • القراءات: 789
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

استطاعت وفاء بن التركي، المختصة في مجال البرمجيات الذكية والترجمة الآلية للغات، أن تفتك منصب مدير إقليمي في مايكروسوفت العالمية على مستوى إفريقيا، لتكون أول جزائرية وعربية وإفريقية تطرح أقوى البرامج الذكية، وتوصف بأفضل المحترفين في مجال التكنولوجيا في جميع نواحي العالم. كما تدير المؤسسة الناشئة للبرمجيات الذكية التي تحمل في جوهرها الكثير من البرامج الآلية، التي يمكن الاعتماد عليها في نظم الحماية، خاصة أن الجزائر مقبلة على نظام الدفع الإلكتروني، إذ أوضحت في تصريحها لـ«المساء، أنها تملك براءة اختراع نظم حماية قوية تقتفي الأثر أيضا.

أكدت المديرة التنفيذية للمؤسسة الناشئة، الأولى من نوعها في الجزائر للبرمجيات الذكية في مجال الذكاء الاصطناعي ومعالجة البيانات الضخمة والترجمة الآلية، وفاء بن التركي رئيسة فرع الجزائر للمنظمة العربية للنساء المتخصصات في التكنولوجيا، ورئيسة جمعية الترجمة الآلية بالجزائر، من المهتمين بمشروع المدينة الذكية، تقول كنت عضوا في الفريق الذي قام بدراسة مشروع الجزائر مدينة ذكية، وأعرف جيدا نظامها  البيئي، كما أن الذكاء الاصطناعي في صميم تكويني وتخصصي، وفضلت أن أختص في معالجة البيانات الضخمة للمؤسسات التي لديها ثروة معلوماتية، وتبحث في سبل تسيير المعلومات بطريقة ذكية، فهناك مؤسسات لم تنجز بعد رقمنة للمعلومات وتحاول المرور إلى البرمجية الذكية. ما نقدمه من خدمات على مستوى أرضيتنا، يسمح باستغلال النظم الخبيرة لمساعدة أصحاب القرار على اتخاذ القرار، ولدينا عدة طرق للعمل، فالجزائر مثلا، مقبلة على الدفع الإلكتروني، ولابد من التفكير في طرق التأمين لهذا الدفع باستغلال تقنية البلوك شاين.

أضافت محدثتنا قائلة، إن تقنية البلوك شاين لا تسمح فقط بتنظيم الدفع الإلكتروني، فيمكن استغلالها في معالجة الصور وتأمين البيانات، وهي من أكثر النظم المؤمنة ضد الاختراق، لأن كل من يدخلها يترك أثرا، ومنه يمكن إيجاده، فهذا النظام يمكننا اقتراحه في القضاء الذي أصبح يستعمل المحاكمة الإلكترونية، ومن خلال نظام البلوك تشاين يمكن مساعدة القضاء على حفظ الأرشيف،  فاستعماله ممتاز لضمان مستوى عال من الأمان.

المساهمة في الاقتصاد الوطني والفلاحة

بالنسبة للتكنولوجيا التي يمكن للجزائر أن تستفيد منها من مؤسسة بن التركي، قالت صاحبتها هناك الكثير من المجالات التي يمكننا خوضها تكنولوجيا، على غرار مجال معالجة الصور عن طريق الساتل التي تسمح بتطوير مجال الزراعة، أي تساعد المختصين على التعرف على نوعية التربة، مكوناتها وما يمكن غرسه فيها، مع الأماكن التي يمكن استغلالها في الزراعات المختلفة، حسب الفصول، ومنه المردود القوي.

فيما يخص تقنيات الذكاء الاصطناعي، قالت محدثتنا، إنه يمكّن المؤسسة من المساعدة أيضا على التواصل بدون تدخل الإنسان، إذ لاقت رواجا كبيرا عالميا، مشيرة إلى أن 90 بالمائة من تطبيقات 2020، ستعتمد عليها، على غرار التواصل الآلي، أي بالروبوت الذي يرد على المتصل عبر الأنترنت ويعطي كل الأجوبة المتعلقة بالشركة، وهي من التكنولوجيا السهلة التي يمكن استغلالها.

لدينا الكثير ونريد المساهمة في بناء الوطن

أضافت السيدة وفاء بن التركي أن الوقت الطويل الذي أمضته في الانتظار، لتمويل المشروع عن طريق الكناك عطل مشروعها، وقالت سنة 2013، وضعت ملف المشروع ولم أنجزه حتى سنة 2019، بسبب البيروقراطية، فرغم أن المشروع لاقى رواجا عالميا، وكان سنة 2015 ضمن الـ20 مشروعا مبدعا في بود كانب الأمريكية، وكان عام 2016 من بين الخمسة مشاريع وطنية الناجحة من خلال  برنامج فياتيك 2” الأمريكي الجزائري، من تنظيم وزارة التعليم العالي ووزارة الخارجية الأمريكية، وكنت المرأة الوحيدة التي مثلت الجزائر في أمريكا كمؤسسة رائدة في مجال التكنولوجيا، وفي 2017، كنت المرأة الوحيد التي مثلث الجزائر في القمة العالمية لرياضة الأعمال في الهند، وفي عام 2018، وجهت لي دعوة إلقاء محاضرة بفلوريدا وتكلمت عن المشروع والذكاء الاصطناعي، وأتحسر على مشروع لقى كل هذا الرواج عالميا، لم يجد متنفسا له في الجزائر إلا في 2019، هناك حلقة مفقودة لابد أن نجدها، فالمشاريع المبدعة لا تجسد في الجزائر.

تواصل السيدة بن التركي مسألة الكفاءة أمر مفروغ منه، في عام 2012، عند تخرجي في مجال الترجمة الآلية، كنت رائدة فيها، وكنت أول جزائرية تتخصص في الترجمة الآلية الإحصائية، تخرجت في ديسمبر 2011، وفي ديسمبر 2012، تم تكريمي في أمريكا بصفتي رائدة في المجال، وأرى الآن أنه حان الوقت لإعطاء الكفاءات حقها والسماح لها بالعمل وعدم ربطها بالملفات والبيروقراطية، ففي الوقت الذي تعمل كل الدول بالأنترنت، لابد من العمل على معالجة المعلومة، فإذا كنا نبحث عن مدينة ذكية، لابد من التخلص من الملفات التي تعطل حياة الأفراد. نحن مؤسسة ناشئة مبدعة على مستوى العالم، أعد من ضمن أفضل الاختصاصين في مجال المعلوماتية، ومن المفروض أن هذا اللقب يجلب الكثير للجزائر.

في الأخير، قالت الخبيرة في المعلوماتية دول كثيرة تطلب استشارتي، لكنني لم أجد طلبا من بلدي، وهذا ما يحيرني.