أمحمد إسماعيل بوهاري لـ»المساء»:

لابد من إشباع الأطفال بالوجبات العاطفية

لابد من إشباع الأطفال بالوجبات العاطفية
  • القراءات: 502
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أكد أمحمد اسماعيل بوهاري، مستشار نفسي تربوي، أن العديد من الأطفال يعانون سوء التغذية العاطفية، مشيرا على هامش مشاركته في المعرض الدولي للكتاب في الجناح الخاص بالأطفال، إلى أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو الجفاء الذي يتميز به أحد الوالدين أو كلاهما، مما يجعل الطفل يمضي يوما كاملا دون أن يحظى بأبسط اهتمام كحضن، قبلة أو أية عبارة تحمل معاني الحب والتقدير.

أكد المتحدث أن ثقافة التغذية السليمة منتشرة كثيرا لدى غالبية الآباء، إذ يحرصون حرصا شديدا على تنمية وحماية صحة أجسام أبنائهم وتقويتها، لكن في المقابل يهمشون الصحة العاطفية، والكثير يجهل وجودها أصلا، فالتغذية العاطفية للأبناء ـ حسب المختص ـ تبدأ من طبيعة العلاقة بين الوالدين.

أوضح  بوهاري أن من أسعد اللحظات التي يعيشها الطفل، تلك التي يرى فيها والديه متناغمين، مثل تبادل ابتسامة بينهما، وكلمة طيبة واحترام متبادل، إلى جانب حسن المعاملة، كلها تفاصيل يولي لها الطفل اهتماما خاصا ويلاحظها رغم بساطتها، فالتغذية العاطفية تكون كذلك من خلال العلاقة الإيجابية مع الأبناء، والتي تمثل 70 بالمائة من التربية. فعدم وجود علاقة إيجابية بين الآباء والأبناء لا يعني انعدامها وفقط، إنما يتعدى الأمر إلى وجود علاقة سلبية.

من أشهر الممارسات التي تؤدي إلى سوء التغذية العاطفية؛ مقارنة الآباء أبناءهم فيما بينهم أو بغيرهم، لما لذلك من عدم احترام لذات الابن وترسيخ لروح المنافسة السلبية وزرع الحقد والبغضاء بينهم.

كما تحدث بوهاري عن السلوكات التي تندرج ضمن سوء معاملة الأبناء سواء معنويا أو جسديا، والتي قد يعتمدها الأب أو الأم أو بعض المربين أو المعلمين كوسائل لتعديل السلوك أو تربية الطفل، في حين تعتبر إفرازات لتوتراتهم، ووصف المتحدث تلك الوضعية بالمفرغة العمومية لجميع الضغوطات النفسية.

كما نبه المستشار النفسي إلى أن الممارسات الخاطئة للمربين في مواجهة السلوكيات المزعجة للأطفال تنتج عنها أعراض غير مرغوب فيها، مثل الانطواء والتبوّل اللاإرادي والعنف والضعف في التحصيل الدراسي، قد تصل بالمراهقين إلى مراحل أكثر تعقيدا  كالتمرد والعزلة والجنوح لاستهلاك المواد المضرة، كالتدخين والكحول وكذا المخدرات، وعادة ما يكون ذلك التمرد عبارة عن تطور لمشاكل نابعة منذ الطفولة.

نصح بوهاري بتبني بعض الأساليب الإيجابية لضمان تغذية عاطفية سليمة، وتبدأ تلك الأساليب من مرحلة ما قبل الولادة، والمقصود بها  الرغبة في الحمل، إذ أن العديد من الدراسات تربط بين الرغبة في الحمل والنمو النفسي والعضوي السليم للأبناء وفي مرحلة الرضاعة، فضلا على احترام الأبناء وتقديرهم من خلال احترام قدراتهم وعدم مقارنتهم بالآخرين ومنحهم الحب غير المشروط والتعبير لهم عن الحب بكل الأساليب، وليس الاكتفاء بالتعبير غير المباشر الذي يعتمده الكثيرون، عن طريق الكلمة الطيبة وحسن المعاملة حتى مع أخطاء الأبناء.

ولم يهمش المختص الحديث عن دعوة الخير للأبناء بالصلاح والفلاح وتخصيص وقت لهم للعب والاستمتاع معا.

وفي الأخير، أكد بوهاري أن خروج الطفل صباحا دون تناول أي شيء أمر يسهل تعويضه، وإنما القلق لابد أن يكون بخصوص نقص الاهتمام العاطفي، وعدد الوجبات العاطفية التي تناولها الطفل في يومه.