الرياء في الصدقة بحثا عن تكريم الناس

لا نفع لها للفقير ولا لصاحبها

لا نفع لها للفقير ولا لصاحبها
  • القراءات: 747
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذّر عبد المؤمن فرحات، رئيس جمعية "الأماني للطفولة"، من التباهي والفخر عند تقديم الصدقة، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة ورغم استنكارها وسط المجتمع وتحذيرات علماء الدين بشأنها، إلا أنها تتواصل في البروز، لا سيما من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا مع اقتراب المناسبات الدينية التي ينتشر فيها  فعل الخير. وتتمثل الظاهرة في تسليط بعض الأفراد الضوء على أعمالهم الخيرية التي قاموا بها، معرّضين بذلك المستفيدين من تلك الأعمال الخيرية، للحرج.

تبرز تلك الظاهرة من خلال أشخاص يعرضون صورا وفيديوهات لهم خلال تقديم الصدقة، أو أي نوع من العمل الخيري. وهو نوع من التباهي والفخر أمام المجتمع، ينافي ما أوصى به ديننا الحنيف، خصوصا أنه لا يراعي خصوصيات الفرد، ويفضح أمره، ويضعه في وضعية حرجة، قد تسيء له أكثر مما تفيده.

وقال رئيس الجمعية إن إخفاء الصدقة أحسن ما يمكن أن يقوم به الفرد عند التصدق، مستدلا بحديث نبينا محمد، عليه الصلاة والسلام؛ إذ رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "سبعة يظلُّهم الله في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظله..."، وذكر منهم "ورجل تصدَّق بصدقة فأخفاها؛ حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه". ويشير فرحات إلى أن التباهي والرياء عند تقديم الصدقة، ظاهرة غريبة، انتشرت خلال السنوات القليلة الأخيرة، ولم تكن موجودة قديما، مرجعا بروزها إلى سهولة نشرها بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، وفايسبوك خاصة. وأضاف المتحدث أن إظهارها من أجل حث الناس على مواكبة عمل خيري والمساعدة فيه، لا مشكلة فيه، لكن إن كان ذلك من أجل الرياء، فلا يجوز، ولا يحافظ على كرامة الشخص، بل يسيء إليه كثيرا.

كما شدد على أن بعض الجمعيات تنشر صورا لما تمّ، مثلا، توزيعه، وهذا من أجل الشفافية أمام الناس، لتطمئن قلوب المتبرعين والمحسنين، لا سيما أن صدقاتهم قد بلغت مقصدها، ووصلت إلى المحتاجين والفقراء. وهنا لا حرج، كذلك، في نشر هذه الصور، لكن بدون كشف من استفاد منها، بل بتوضيح، فقط، مكانها مثلا.

وفي الأخير قال: "إن الجوهر الحقيقي لأي عبادة إنّما هو تزكية النفس، والارتقاء بها من مجرد عبادات تؤدَّى ولا ينتفع القلب بها، إلى عبادات ينتفع منها الإنسان والمجتمع كافة؛ فالفرد الذي لا يقصد من صدقاته سوى نظر الناس وتكريمهم له، لن ينتفع من صدقته، وسيتأذى الفقير منه، لتتحول تلك الصدقة من عمل خيري إلى عمل قد يسيء للفرد".