نكهة خاصة للعيد ببونة الساحرة

لا غنى عن الشواء و’’الشخشوخة" و’’الرقدة"

لا غنى عن الشواء و’’الشخشوخة" و’’الرقدة"
  • القراءات: 589
 سميرة عوام سميرة عوام

 أعطت التحضيرات الأخيرة التي تقوم بها العائلات العنابية لاستقبال عيد الأضحى بعنابة، لمسة خاصة، حيث تحرص ربات البيوت على تنظيف المنازل، مع تحضير أدوات الذبح، من خلال التسوق في بعض النقاط الخاصة ببيع المستلزمات، من سكاكين وغيرها من مواد التنظيف التي تساعد على مواجهة "طقوس" عملية الذبح وتنظيف الأحشاء وغيرها.

من بين التحضيرات التي تطبع تقاليد بونة، توفير كميات معتبرة من المعجنات كـ«الشخشوخة والثريدة وقرتلية"، فيما تحضر الكثير من الماكثات في البيت كميات معتبرة من "الشخشوخة" لبيعها، لكثرة الطلب عليها، إلى جانب طبق الكسكسي الذي يقدم للضيوف وأفراد العائلة في اليوم الثاني، كيف لا وسكان عنابة يبيعون كل ما لديهم لشراء كبش أقرن، وهناك من السيدات من ترهن ما لديها من مجوهرات أو تبيعها، لاختيار الكبش الذي يطلق عليها باللهجة العنابية "برقدة"، الذي يخضب رأسه بالحناء وتزين قرونه بالشرائط ذات الألوان الزاهية، وهناك من يبارز به مع أصحابه.

تهتم العائلة خلال اليوم الأول، بالشواء على الفحم الذي يعطي رائحة زكية تعبق أزقة المدينة الضيقة والمتراصة، ولا زال الجيران يتذوقون الشواء من عند أقربائهم وأهاليهم، وهي عادة راسخة تساعد على لم شمل الأهل والأحباب والأصدقاء، فزائر مدينة عنابة سيلاحظ وجود عدد معتبر من طاولات بيع الفحم الضروري في مثل هذه المناسبات الدينية ولمات العائلة، وهناك من تطهي الطعام على الجمر والقدر المصنوع من الفخار الذي يعطيه ذوقا لذيذا لا يقاوم.

في سياق متصل، تتزين القعدة العنابية خلال أول ليلة من عيد الأضحى، بصينية القهوة المصحوبة بالحلويات التقليدية، منها "القريوش والمقروض العنابي"، وتستمر السهرة حتى الفجر، حيث يتذكر المجتمعون أهاليهم في الغربة، ومن اختاروا الهجرة وراء البحر، هكذا هي مناسبة عيد الأضحى بمدينة عنابة وضواحيها، حتى الشوارع تستقبل هذا العيد بأجمل حلة، ناهيك عن تزيينها بالفوانيس والأضواء المتلألئة التي تزيد من بهجة بونة عذوبة.