بلال حبيبي أصغر مجوهراتي بولاية سعيدة لـ "المساء":

لا بد من تطوير تجارة الفضة.. وخبرتي أكسبتني الكثير

لا بد من تطوير تجارة الفضة.. وخبرتي أكسبتني الكثير
  • القراءات: 1255
ح.بوبكر ح.بوبكر

وقف الارتفاع المذهل الذي عرفه معدن الذهب في السنوات الأخيرة، حاجزا أمام المقبلين على الزواج،  الأمر الذي تسبب بنسبة كبيرة، في ارتفاع قرارات صرف النظر عن الركن الديني الهام من طرف شبابنا، وهو الزواج، إلا أن آخرين فضّلوا الالتفات إلى بديل، وهو الفضة، لاسيما بعد بروز الأشكال والموديلات التركية التي عرفت إقبالا كبيرا، الأمر الذي أعاد قطار فكرة الزواج إلى مسارها، وقبول هذا المعدن في شروط الزواج. ومن بين أبرز بائعي الفضة بمدينة سعيدة الشاب بلال حبيبي، وهو في العقد الثاني من عمره، امتهن هذه الحرفة التي ورثها عن والده. ولمعرفة الكثير عن سر عودة اللجين إلى الواجهة والإقبال المتزايد عليها نقلت لكم "المساء" هذا الحوار.

❊ المساء: شكرا على الاستضافة، هل لكم أن تعرفونا بـ: حبيبي بلال؟

❊❊ بلال: حبيبي بلال هو شاب من ولاية سعيدة ومن عائلة محافظة. لم يسعفني الحظ لنيل شهادة البكالوريا، وكنت منذ صغري أرافق الوالد في ممارسته التجارة، خاصة بيع الحلي التي اختص فيها منذ عشرين سنة، كان هذا بمثابة تشجيع لي، وحافزا على مواصلة مسار الوالد في هذا المجال، إضافة إلى أنني كنت أعشق منذ صغري هذه التجارة التي شدتني إليها ولازلت فيها إلى اليوم. وأسعى بكل جهدي لتطوير هذا الفن، الذي أعتبره أنا كذلك بسبب خصوصيته الجمالية التي تحملها الحلي، خاصة الفضة التي أُعد مختصا فيها هنا في ولاية سعيدة.

❊ المساء: ما مدى إقبال المواطنين على الفضة كبديل للذهب؟

❊❊ الارتفاع المذهل وتذبذب السوق خلال السنوات الثلاث الأخيرة إضافة إلى انخفاض القدرة الشرائية التي أنهكت المواطن البسيط، جعل الكثيرين يتغاضون عن اقتناء الحلي الذهبية، حتى إن بعض العائلات كانت دوما تضطر لرهن وحتى بيع مجوهراتها التي اشترتها في السابق من أجل سد متطلبات شهر رمضان وعيد الفطر، وحتى مستلزمات الدخول المدرسي، ولكن يتحتم عليها بيعها بأثمان رخيصة؛ نظرا لمؤشر سعر السوق أو ما يُعرف بـ "الكاسي"؛ أي سعر الذهب بعد استعماله حتى ولو لم يتم استعماله، كل هذه الأمور دفعت بأكثر العائلات إلى التقليل من الشراء الدوري للحلي. ومن جهة أخرى، فإن رواج الفضة جعلها تفرض نفسها في السوق، وتصبح من متطلبات وزينة الزبائن خاصة النساء والشباب.

❊ إذن السبب الرئيس في عودة معدن الفضة والمجوهرات خاصة إلى السوق، يرجع إلى ارتفاع سعر الذهب؟

❊❊ هذا من جهة، ويبقى نسبيا فقط، لأن هناك أسبابا أخرى ترجع إلى درجة التفتح التي عرفها هذا المجال؛ من خلال انعكاس المجال الثقافي إثر عودة التظاهرات الأسبوعية في ميدان التراث والصناعة التقليدية، خاصة بولايات القبائل كتيزي وزو وبجاية التي لاتزال تحافظ على رواج هذا المعدن وعادات أهلها، لاسيما في مراسم الزواج؛ الأمر الذي ساهم في نشر هذا الحس الفني نتيجة احتكاك شباب ولاية سعيدة بهذه الوفود وتعلقه بجماله وأصالة هذه الحلي الفضية. كما أن تنوع الموديلات يواكب التطور الحاصل في التكنولوجيا، التي ساهمت من جهتها، في انجذاب هؤلاء نحو الحلي الفضية كالخواتم والإسوارات التي يحبّذ الكثيرون طبع وكتابة أسمائهم عليها أو اسم شخص يحبونه كثيرا، تكون أسعارها في متناول أيديهم؛ عكس الحلي الذهبية التي تبقى حكرا على النساء دون الشباب المتأثرين بالعديد من الثقافات خاصة الفنية أو الموسيقية وحتى الزخرفة التي تتعدد أشكالها وأنواعها، بينما نجدها غائبة في مادة الذهب.

❊ على ذكر الأسعار، هل لنا أن نعرف أسعار هذه الحلي؟ وهل تباع بالغرام كما هي حال معدن الذهب، أم بالقطعة؟

❊❊ بطبيعة الحال السعر يضبطه سعر الغرام الواحد من الفضة ولكن ليس كالذهب؛ أي إن السعر موحد، لكن على حسب نوعية الفضة التي تكون بين جزائرية وأجنبية؛ أي التي تصنَع في المدن القبائلية وتلك التي تُستورد سواء من تركيا أو تايلاندا، فمثلا التي تصنع بالجزائر ليست من النوعية الثمينة جدا؛ بحيث لا يتعدى سعر الغرام الواحد منها 400دج أو 500دج، لكن تبقى دوما في الطلب. أما التي نستوردها من تايلاندا فيتعدى سعر الغرام الواحد منها 700 أو 800 دج، وحسب الموديلات التي قد يتجاوز سعر بعضها 30 ألف دينار كالطقم الكامل للنساء، وخاصة العرائس والمقبلين على الزواج. ويوجد من الفضة ما يكتسي اللون الذهبي، وأخرى مزيّنة بالياقوت والمرجان، وهذه لا يمكن جلبها نظرا لأسعارها التي قد تكون أغلى حتى من طاقم الذهب بسبب قيمتها الثمينة التي تتزين باللؤلؤ والمرجان الأحمر، والتي قد تقدَّر بالملايين، فهذه لا استطيع شخصيا كتاجر شاب، اقتناءها، فنكتفي غالبا بالمنتج المحلي الذي بدأ مؤخرا يتطور بشكل كبير.

❊ ما هي الأوقات التي تنتعش فيها هذه التجارة؟

❊❊ بطبيعة الحال مع موسم الأعراس خاصة في السنوات الأخيرة، وبعض الأحيان خلال موسم الصيف مع عودة الجالية الجزائرية التي تفضل اقتناء مثل هذه الحلي، ودائما نسعى لتوفير طلباتهم وطلبات من يريدون إهداءهم هذه الحلي كهدايا، والبعض يقتنيها لنفسه ولعائلته، ومنهم من يقتنع بالفضة ولا يرغب في الذهب، ومع مناسبات عيد الميلاد والنجاح في الدراسة بالنسبة لطلبة الجامعات، والذين يفضلون نقش وكتابة أسماء أصدقائهم، هذا لأنني في نفس الوقت أجيد النقش والكتابة على الفضة وإصلاح وصيانة الحلي، الذي يتطلب عناية وذوقا من طرف صاحب المهنة.

❊ خاتم الملكة هيام المشهور، هل هو متوفر عندكم؟

❊❊ بالطبع يوجد مادام الطلب عليه كبيرا ومتزايدا، وقد اقترن هذا الخاتم بأطوار المسلسل التركي الذي يجري بث حلقاته يوميا في عدد من القنوات الفضائية، وهو "حريم السلطان" الذي نال إعجاب الكثير من الفتيات والنساء، والأغرب حتى بعض الشباب من الذكور، الذين أصبحوا دوما يسألون عن أنواع الخواتم والحلي التركية التي أصبحت هي الأخرى تشهد رواجا في الآونة الأخيرة والخاتم الذي تحمله الملكة هيام، ونظرا لجماله ولونه الأخضر الذي تَزيّن به الحجر الكريم شد انتباه عدد من زبائننا.