محمد حشفة نائب رئيس الجمعية الرياضية للإعاقة الذهنية:

لأطفال "التريزوميا" مستقبل واعد في الرياضة

لأطفال "التريزوميا" مستقبل واعد في الرياضة
  • القراءات: 1259
رشيدة بلال رشيدة بلال

يحدثنا محمد حشفة، نائب رئيس الجمعية الوطنية الرياضية للإعاقة الذهنية المسماة "الأولمبياد الخاص بالجزائر"، عن المجهودات التي تبذلها الجمعية في سبيل ترقية الرياضة الخاصة بذوي الإعاقة، والتي خصصت جانبا كبيرا من الاهتمام لفائدة المصابين بالتريزوميا من الذين يمتلكون إمكانيات كبيرة في العديد من الرياضات، مثل الجيدو، السباحة والهوكي الأرضي.

 يقول السيد حشفة: "الجمعية الوطنية الرياضية فتية، لا يزيد عمرها عن السنة، حيث كانت في أول الأمر تنشط تحت غطاء الاتحادية الرياضية، وبعد أن تبين لنا أن المعاقين ذهنيا لم يحصلوا على الاهتمام والمرافقة الجيدة حتى وإن قدموا نتائج إيجابية في مختلف البطولات التي يشاركون فيها، ارتأينا التأسيس لجمعية مستقلة، وهي في الأصل تعنى بكل الإعاقات الذهنية، غير أننا اعتمدنا فيما بعد على توجه خاص نحو الأطفال المصابين بمتلازمة داون من الذين نعتقد أنهم يملكون إمكانيات كبيرة ويعول عليهم ليكونوا أبطالا في بعض الرياضات ويحوزوا على العديد من الميداليات".

ويضيف المتحدث قائلا: "إعادة الاعتبار للأطفال المصابين بالتريزوميا، والكشف عن قدراتهم الشخصية في المجال الرياضي من أهم الأهداف التي نسعى إلى تحقيقيها منذ التأسيس للجمعية، لأن المجتمع لا يزال ينظر إلى هذه الشريحة بالتهميش، ولعل من الأسباب التي جعلتنا نولي أهمية للرياضة بالنسبة لهذه الفئة، هو السعي لإخراجهم من محيطهم الأسري وتمكينهم من القيام ببعض الأنشطة كسائر الأطفال بعد إقناع الأولياء بضرورة السماح لأبنائهم بالتفتح على المحيط الخارجي، فضلا عن أن الرياضة جد مهمة بالنسبة لهم، لأن أغلبهم مصابون بالبدانة، وكما هو معروف علميا، يملكون شهية كبيرة للطعام.

وما يفتقر له أطفال التريزوميا هو الاهتمام المجتمعي والمتابعة والمرافقة، من أجل هذا قمنا مؤخرا بتنظيم ماراطون ببلدية دالي إبراهيم حمل شعار "مدرستي مستقبلي" والذي طرحنا من خلاله الانشغال حول أهمية إدماج هذه الفئة في الأقسام العادية، ويعتبر واحدا من أهم المشاكل التي تعاني منها هذه الشريحة والتي تحرم فئة كبيرة من التمدرس بحجة غياب الأقسام في المدارس العادية، وفي المجال الرياضي تبين لنا أيضا أن الأنشطة الرياضة منحت هؤلاء الأطفال حيوية كبيرة وعلمتهم معنى الشعور بنشوة الفرحة بعد تحقيق الفوز، والشعور بالحزن بعد الهزيمة، وهي آليات ساهمت الرياضة في تدريبهم، مما يعني أن للرياضة أبعاد علاجية وتربوية".

وحول أهم الرياضات التي يمكن لأطفال التريزوميا ممارستها، أكد محمد حشفة، بأن هذه الفئة تستطيع القيام ببعض الرياضات التي يجهلها الكثير من عامة الناس، مثل رياضة الهوكي الأرضي التي نملك اليوم فريقا خاصا بها أبطالها أطفال تريزوميا، إلى جانب قدرتهم على تعلم رياضة الجيدو والسباحة، حيث تمكنا من تعليم شاب تريزوميا السباحة ليصبح اليوم مدربا نعول عليه لتعليم باقي الأطفال.

ومن جملة الانشغالات التي تواجهها الجمعية، حسب السيد حشفة؛ انقسام الأولياء بين مؤيد ومشجع لفكرة ممارسة الرياضة والمشاركة في مختلف البطولات الوطنية المحلية والدولية، وهو رافض لفكرة انخراط الأطفال بالجمعية والاستفادة من مختلف النشاطات الرياضة التي يجري تعليمها بدافع الخوف، لاعتقادهم أن هذه الفئة لا يمكنها الاعتماد على نفسها، وهو المفهوم الخاطئ الذي نسعى إلى محاربته، لأن حرمانهم من الرياضة قد يعني حرمانهم مما قد يكون هو مستقبلهم، ولمواجهة هذا، أرفقنا بعض العائلات في الخرجات الرياضية التي قمنا بها لنطلعهم على طريقة التكفل الشامل التي نحيطهم بها، وكيف أنهم قادرون على العناية بأنفسهم بعيدا عن ذويهم، ومنه تمكينهم من الاندماج في المجتمع.

يقول محدثنا؛ نأمل أن يقتنع كل الأولياء بأهمية ممارسة أبنائهم المصابين بالتريزوميا للرياضة، ونتمنى كجمعية أن يلتحق بنا متطوعون ليتسنى لنا العمل ومرافقة هذه الفئة في مختلف الخرجات الرياضية التي نقوم بها،  ونتطلع في سياسة برنامجنا المستقبلية إلى القيام بألعاب وطنية لفئة أطفال التريزوميا تتحول بعدها إلى تقليد يكون الغرض منه مرافقة هذه الفئة في المجال الرياضي.