طباعة هذه الصفحة

كيف أجعل ابني يطيعني؟

كيف أجعل ابني يطيعني؟
  • القراءات: 1303

الأبناء قرة عين الإنسان وبهجته التي ينتظرها في هذه الحياة، فهم مصدر السعادة والهناء، والمؤنس في هذه الدنيا؛ بهم تحلو الحياة، وعليهم تعلق الآمال، إلا أن كل هذا مرهون بحسن تربيتهم تربية صحيحة، وتنشئتهم على الإسلام وطاعة الله عز وجل، وحب الآخرين؛ فإذا أحسن الإنسان ذلك كانوا زينة الحياة الدنيا، وفي هذا الصدد قال تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)، أما إذا لم يوفق الإنسان في تربية الأبناء بالطرق السليمة، ولم يجهد نفسه في ذلك، ولم يتبع ما يعود عليهم بالخير، أصبحوا بلاء عليه، ومصدرا من مصادر العناء والشقاء في الدنيا، ويكون موضع مساءلة أمام الله عز وجل حول الإفراط في تربيتهم في الآخرة. مع مرور الأيام، ازدادت التربية صعوبة، وأصبحت أكثر تعقيدا عما كانت سابقا، نظرا لِما طرأ على هذا الزمان من تغيرات ومؤثرات خارجية على جميع المستويات الثقافية والاقتصادية والإعلامية والتكنولوجية؛ فكل ذلك يكسب الأبناء أنماطا سلوكية مختلفة تكون عبئا ثقيلا على الآباء، وتشكل عائقا كبيرا في مشوار التنشئة الصالحة.

- مهارات تعين الطفل على الطاعة: إن الوعي الأسري وتوفر المسكن الذي يسوده الهدوء والسكينة، من العوامل المهمة التي تساهم في اتباع الوسائل التربوية السليمة في تربية الأبناء، وجعل الطفل مطيعا لوالديه، ولن يكون ذلك فجأة أو تلقائيا؛ إنما هو عملية تربوية تكون باتباع مجموعة من الأساليب، منها:

القدوة الحسنة: للقدوة الحسنة أثر كبير وفعال في نفس الطفل، فهو يقلد والديه في كل صغيرة وكبيرة، لذلك عليهما أن يتخلقا بالأخلاق الإسلامية الرفيعة، ويتجنبا كل تصرف سيء، ويكون الصدق منهجهما في أبسط أنواع المعاملات، والطفل يرى ذلك من خلال الأفعال وليس الأقوال، فالعديد من الآباء يحاولون تعليم الطفل الصدق، إلا أنه يلمس من تصرفات أبويه عكس ذلك، فينغرس في ذهنه ما وجده من الآباء من أفعال، لا أقوال، وكذلك الطاعة، فإن أبدى الوالدان الطاعة لآبائهما أو من هم أكبر سنا منهما، نشأ الطفل على طاعتهما.

الابتعاد عن اللوم الكثير والعتاب المتواصل: فلا يوبخ الطفل على كل تصرف يصدر منه، لأن كثرة التأنيب والتوبيخ تخرج الطفل من دائرة الحرص إلى دائرة اللامبالاة.

الدعاء للطفل: الدعاء من الأمور المهمة التي يجب على الوالدين الالتزام بها تجاه أولادهم، ليعينهما المولى جل ذكره على تربية أبنائهما، ويعين أبناءهما على طاعتهما، ويتخيران في ذلك أوقات استجابة الدعاء، فيرق القلب، وتنتشر الرحمة والألفة بين الطرفين، وفي المقابل، نهى القدير جل شأنه الوالدين أن يدعوا على أولادهما، لأنه أمر ينافي الأخلاق الإسلامية والرحمة التي زرعها الله في قلوب عباده.

إعطاء الطفل حقوقه وتنفيذ رغباته واحتياجاته: العدل والمساواة في المعاملة بين الأبناء وعدم التفريق بينهم، ذلك التفرقة تولد الكراهية والعدوانية بينهم، ومن الصعب أن تجد طفلا يشعر بالنقص والظلم مطيعا لفترة طويلة، فقد تكون طاعته مؤقتة ولا يلبث عن إعلان عصيانه وتمرده على المحيطين به. على الوالدين، إذا أرادا من الطفل إظهار الطاعة والالتزام بما يريدان أن يظهرا الاحترام له والتقدير لأي عمل يقوم به، والثناء عليه ومدح تصرفاته ومهاراته، وإِشعاره بأنه ذو مكانة ومنزلة عالية عند والديه، أنه إنسان فعال مهم لهما، وأنهما بحاجة دائمة له ولمساعدته؛ فيشعر الطفل بقيمته واحترام الآخرين له، بالتالي يطيع والديه ويقدر اهتمامهما به.

إقناع الطفل فن للفوز بما تريد: الإقناع مهارة غاية في الدقة، لا يتقنها أي شخص، وهو عملية تغيير للمواقف أو تعزيز لها، وقد يكون تغييرا في فعل أو سلوك يصدر من الطفل، يسعى الوالدان إلى ردعه عن فعله، والابتعاد عن مثل هذا السلوك أو الخلق (الكذب مثلا)، فاستخدام أسلوب الإقناع يُشعر الطفل بأن والديه يحترمان عقله وتفكيره، وأنه صاحب الرأي الأول والأخير في هذا الموقف، وأن في يده وحده القرار، وليس السلوك فرضا يفرضه والداه عليه. إن الإقناع إذا نفذ بشكل صحيح، تم الوصول إلى الهدف المرجو منه، وهناك تشابه كبير بين الإقناع والتلاعب؛ فكثير من الناس يصعب عليهم التمييز بينهما، إلا أن الفرق بينهما يكمن في نية الشخص المقنع، وعندما تصل العلاقة بين الوالدين والطفل إلى درجة الإقناع، هذا يعني أنهما فهما احتِياجاته ورغباته وأحلامه وأهدافه، وارتقت العلاقة بينهم لتصل إلى درجة الإقناع، وعلى الوالدين معرفة أن الإقناع فن يتقن بالممارسة الدائمة، وأن من أتقنه حصل على ما يريد بأقل الأضرار، وأبسط الطرق، فهو مهارة من مهارات التواصل الممتازة، وهو الذي يوصل الأشخاص إلى أرضية مشتركة، يمكنهم التلاقي عليها في الأفكار والمعتقدات والأهداف.