دار الثقافة لبومرداس في الموعد

كورونا غيّرت العالم.. لكنها لم تؤجّل إحياء "باب العام"

كورونا غيّرت العالم.. لكنها  لم تؤجّل إحياء "باب العام"
  • القراءات: 706
حنان. س حنان. س

نُظم بدار الثقافة "رشيد ميموني" بمدينة بومرداس خلال الأسبوع المنصرم بمناسبة إحياء رأس السنة الأمازيغية 2971، معرض للصناعة التقليدية من تنظيم مديرية الثقافة بالتنسيق مع الغرفة الولائية للصناعة التقليدية والحرف. ولم يمنع تفشي فيروس كورونا من إحياء هذه المناسبة، للتأكيد، مرة أخرى، على عمق الهوية الوطنية بهدف تواصل الأجيال؛ كرسالة راسخة وأصيلة.

شهد بهو دار الثقافة لمدينة بومرداس طيلة الأسبوع المنصرم، تنظيم طبعة متجددة لصالون الصناعة التقليدية بمشاركة عدة حرفيين، عرضوا بأجنحتهم قطعا فنية مختلفة من صنع أيديهم. ورغم تفشي فيروس "كوفيد19" إلا أن الجهات المنظمة أبت إلا أن تخلّد مناسبة رأس السنة الأمازيغية، الذي لم يكن ليمر هذه السنة مرور الكرام بسبب فيروس لعين، هدفه التفرقة، وكسر كل لمة عزيزة. والملاحَظ هو المحافظة على التباعد بين عارض وآخر، واستغلال الفضاء الخارجي والداخلي؛ للسماح لأكبر عدد من الحرفيين بالمشاركة في هذه المناسبة، التي يتم انتظارها من سنة لأخرى لتؤكد مدى التناسق الكبير بين ما تطرحه الأرض من خيرات، وبين ما أحسن الإنسان صقله من إبداع؛ حيث عُرضت مختلف الأواني الفخارية التي استُعملت منذ الأزل ومازالت، حسبما تؤكد الحرفية جوهر نايت عمارة ابنة ولاية تيزي وزو، التي أشارت إلى البركة الكبيرة التي يطرحها استعمال الأواني الفخارية التي ربطتها بالأصالة، مثل الجفنة والشموخ والقدر، وغيرها من القطع التي تُستعمل في الأكل أو الزينة على حد سواء.

أما عن يناير فقالت جوهر إنه احتفال عظيم، يذكّرنا بتاريخنا الأصيل وهويتنا الوطنية، متحدثة عن "أمنسي يناير"، الذي هو عبارة عن كسكسي بسبعة أنواع من الحبوب؛ كتعبير خالص عن تمنيات الناس بأن يكون عاما جديدا مليئا بالخيرات بدون أن تغفل عن التأكيد على أهمية اللمة، ليكتمل المغزى الحقيقي من الاحتفال، ولكنها سريعا ما انتبهت إلى أن "مشكلة كورونا تريد تفرقتنا، ولكننا سنكون في الموعد حتى وإن اقتصرت اللمة هذه السنة، على أفراد الأسرة الواحدة"، تضيف محدثتنا.

وضمن ذات الفعالية تحدثت "المساء" إلى مشاركين من ولاية تمنراست "عاصمة الأهقار"، الذين أبدعوا في إظهار الموروث الثقافي لهذه الولاية بالجنوب الكبير، ومنه الحرفي مصطفى ألازاوي من جمعية "تادوكلت" الثقافية والشبانية والصناعة التقليدية، الذي عرض بجناحه بعض القطع والحلي الفضية المصنّعة بأشكال مختلفة، بعضها لها مدلول اجتماعي مثل "مفتاح الأهقار"، الذي قال عنه محدثنا إنه رمز من رموز تمنراست؛ إذ إن شكله هو إسقاط للرجل التارقي؛ "إنه تجسيد لشموخ الرجل التارقي بلباسه التقليدي الذي يسمى البازان، والشاش الذي يوضع على الرأس"، قال مصطفى، الذي أكد في معرض حديثه، مدى أهمية الاحتفال بيناير في الثقافة المحلية، موضحا أن جائحة كورونا التي أثرت على كامل العالم، لم تكن سببا في تأجيل إحياء باب العام؛ فهو مناسبة سنوية ذات رمزية كبيرة، يُحتفى بها في مثل هذه الفترة من كل سنة، لتبقى راسخة في ذهن الأجيال الصاعدة.

ومن نفس الولاية عاصمة الأهقار، شاركت فرقة "اثنهقار" الثقافية بنفس الفعالية؛ من خلال أدائها أغنية تارقية تحت اسم "اميدون وينكالهقار"، التي لقيت تجاوبا كبيرا من طرف زائري المعرض. وحسب رئيس الفرقة دشي تلوهاوين، فإن الأغنية تتحدث عن ناس الأهقار، ومدى أهمية أن يتحابوا بينهم وألا يتركوا أحدا يفرق بينهم، قائلا: "في الحقيقة، هي عبارة عن دعوى موجهة لكل الجزائريين حتى لا يتركوا مجالا لأي كان، ليفرق بينهم في وطنهم الواحد". محدثنا قال إن فرقته التي تأسست في 2011، أخذت على عاتقها مهمة التعريف بالثقافة التارقية؛ من خلال مشاركتها في العديد من الفعاليات والتظاهرات المقامة بعدد من الولايات، متحدثا في السياق، عن مناسبة اناير، المعبّرة عن أصالة الهوية الوطنية.