عرض أقدم نموذج للجبة الشاوية بحليها الفضية

كميل يدعو إلى البحث في دلالات اللباس الجزائري

كميل يدعو إلى البحث في دلالات اللباس الجزائري
  • القراءات: 2257
رشيدة بلال رشيدة بلال
عرض كميل بلمريجة، مصمم أزياء من ولاية باتنة، أقدم ثوب تقليدي لبسته المرأة الشاوية في منطقة الأوراس، وحاول أن يبرز أهم التفاصيل التي تتميز بها الجبة الشاوية بعد بحث مضن في تراث المنطقة وقال: «رغم قدم بعض التصاميم إلا أن المقبلات على الزواج يحبذن فكرة ارتداء الجبة الأوراسية ليعكسن المنطقة التي ينتمين إليها، مما يعني أن الألبسة التقليدية لا تزال مطلوبة، وهو مؤشر إيجابي كونه يساهم في الحفاظ على هذا الموروث التقليدي».
يقول المصمم كميل؛ قادنا بحثنا في اللباس التقليدي الباتني إلى اكتشاف بعض الحقائق التي كان لها دور في إعطاء الشكل النهائي للثوب الشاوي، ولعل من بين هذه الحقائق أن سكان المنطقة كانوا يعتمدون على القماش الذي يحوي الكثير من الألوان القاتمة، وهذا راجع إلى ارتباطهم بالطبيعة، حيث وجدنا أن أغلب الألوان الظاهرة في الجبة الشاوية القديمة هي البني نسبة للجبال، والأخضر للعشب والأشجار والأزهار مختلفة الألوان نسبة لما تحويه الحقول، وهي عموما ألوان حية ومتحركة.
ويضيف محدثنا: «تبين لنا أيضا أن الحلي التي كانت ترافق اللباس تأخذ عادة الشكل الدائري في مجملها، وعندما بحثنا في السبب اكتشفنا بأن النساء كن يعشقن جمال القمر وبهاء لونه في عمق الليل، لذا كن يفضلن أن تكون حليهم فضية دائرية شبيهة بالقمر، بينما كن يتجنبن الذهب الأصفر من منطلق أن الشمس الحارقة كانت تضر بجمالهن».
وفي رده عن سؤالنا حول صعوبة البحث في بعض الحقائق التاريخية المرتبطة باللباس التقليدي الشاوي، قال المتحدث بأنه لم يكن من السهل إيجاد بعض الدلالات الخاصة بالثوب الشاوي لقلة المصادر، حيث اعتمدنا على ما جاء في بعض الملتقيات الخاصة بالتراث الأمازيغي، كما اقتربنا من النساء المسنات في المداشر والقرى، ومن بين الحقائق التي تأكدنا منها فيما يخص الحلي أنها كانت أيضا تأخذ شكل الهلال الفضي الذي كان يرمز به الحرفيون إلى انتمائهم العربي الإسلامي.
وعدد لنا المصمم كميل القطعة التي تتكون منها الجبة الشاوية قائلا: «عادة ما تكون مفصلة من قماش مزهر، ترافقها الملحفة التي تسمى (تاشليط)، حيث تغطي به المرأة جسدها كنوع من السترة، إلى جانب الحزام والشدة التي تشبه الشاش والجبين، ومن ثمة تتزين المرأة بمختلف الحلي الفضية التي تكون في مجلها بأحجام مختلفة».
ويختم المصمم كميل حديثه بأن إعادة الاعتبار للباس التقليدي يكون بالتشهير له عن طريق إنجاز أفلام وثائقية تعكس جمال هذه الألبسة لتظل حاضرة في الذاكرة، إلى جانب تشجيع المهتمين بالتراث على بذل المزيد من الجهد للوصول إلى معرفة مختلف الدلالات الاجتماعية لألبستنا التقليدية.