يوم تحسيسي احتضنته ساحة البريد المركزي بالعاصمة

"كلنا في الاستماع لأولياء التوحد"

"كلنا في الاستماع لأولياء التوحد"
  • القراءات: 1633
 ق.م ق.م

 استقطب اليوم التحسيسي الذي نظم تحت شعار "كلنا في الاستماع لأولياء التوحد" مؤخرا، بساحة البريد المركزي في الجزائر العاصمة، فضول المواطنين والعائلات، حيث اطلعوا على شروحات من طرف الطاقم الطبي والنفساني لمختلف الجمعيات المشاركة حول مرض التوحد وتشخيصه وكيفية التكفل المبكر لتفادي المضاعفات، ومرافقة أولياء المصابين للتخفيف من معاناتهم. 

أكدت رئيسة "الجمعية الوطنية لاضطراب التوحد بالجزائر"، السيدة والي، على هامش اليوم التحسيسي المنظم، بالتنسيق مع مصالح بلدية الجزائر الوسطى، أن الهدف من التظاهرة هو الإجابة على انشغالات الأولياء، سواء ممن لديهم أطفال مصابين بالتوحد أو ممن يريدون الغوص أكثر في أسباب وأعراض الإصابة، خاصة أن التوحد مرض نادر ناتج عن خلل عصبي وظيفي وليس مرضا نفسيا. 

أوضحت المتحدثة أن طاقما يتكون من 120 طالبا في الطب العام قدم شروحات حول المرض وكيفية التعامل الجيد بالمصابين، في إطار الشراكة بين الجمعية والجامعة. وسيشارك الطاقم الطبي في مختلف الحملات التحسيسية على المستوى الوطني للتعريف بالمرض بهدف مساعدة المصابين ومرافقة الأولياء بكيفيات وطرائق التكفل الناجح. مضيفة أن اليوم التحسيسي الذي شهد مشاركة العديد من الجمعيات على المستوى الوطني سيبحث عن حلول وآليات للتكفل الأنجع بالمرضى،  بسبب الضغوط النفسية والاجتماعية التي يعاني منها الأولياء. وأبرزت الدور الجوهري الذي يلعبه الأولياء في عميلة التكفل الأولي بعد تشخيص الحالة من أجل تجاوز الاختلال وتسهيل عملية الإدماج الاجتماعي، وطالبت بالمناسبة برفع عدد الأقسام الخاصة بالإدماج المدرسي لهذه الفئة من أجل توفير ظروف أحسن عبر مختلف المؤسسات التربوية. 

كما أشارت إلى أن الدولة سخرت كل الوسائل من أجل تحسين ظروف التكفل بالأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد، من خلال افتتاح العديد من الهياكل والفضاءات التي تم تجهيزها بيداغوجيا وتدعيمها بطاقم من المختصين النفسيين والأرطفونيين، آخرها مركز بن عكنون الذي يعد نموذجا بمعايير دولية، لكن في المقابل تبقى غير كافية لاستيعاب العدد الكبير من حالات الإصابة التي ترتفع سنويا. 

بالمناسبة، دعت المتحدثة إلى استحداث مراكز نفسية بيداغوجية عبر مختلف مناطق  الجزائر، خاصة بالمناطق الداخلية لتعزيز عملية التكفل بالأطفال المصابين ومنح أوليائهم فسحة من الأمل. 

يعتبر الإدماج الاجتماعي للمصابين من بين أولويات مخطط عمل الجمعية التي  تسخر - تبرز المتحدثة- بمجموعة من المختصين النفسانيين والأرطفونيين، مؤكدة أن المريض بالتوحد ليس معاقا وليس مريضا عقليا، بل هو نقص في القدرات الفكرية  والبدنية يتم اكتشافه بعد ملاحظة الاضطرابات في التواصل والتفاعل والسلوك. 

وأشارت إلى أن الجمعية تتكفل بأزيد من 200 طفل مصاب بالتوحد، تحت إشراف مجموعة من الأطباء النفسانيين والمختصين في النطق، تسهر على التكفل بهم طيلة السنة  قائلة: "نركز من خلال تكثيف الحملات التحسيسية من أجل توعية الأولياء ممن يجهلون إصابة أبنائهم". 

من جهتها، أوضحت رئيسة جمعية التوحد على مستوى ولاية برج بوعريريج، سعاد خليف، أن الوسط العائلي هو أول فضاء للتكفل بالمصاب، بالتالي يتم العمل طيلة السنة وفق "الإمكانيات" على مرافقة الأولياء ومنحهم الدعم النفسي، آملة أن يفتتح مركز مختص على مستوى الولاية يتجاوز عدد حالات الإصابة بالتوحد لدى الأطفال 1000 حالة، فيما تتكفل الجمعية بـ77 طفلا نظرا لشح الإمكانيات. 

وفي نفس الشأن، دعا من جهته رئيس جمعية "الأطفال مرضى التوحد" بولاية بجاية، التي تشرف على أزيد من 50 طفلا مصابا بالتوحد، إلى ضرورة فتح مركز بالمنطقة للتكفل بالمصابين ومساعدة أوليائهم على تكفل أحسن فيما يخص التمدرس،  حيث يوجد 20 طفلا مصابا بالتوحد فقط يتمدرسون على مستوى الولاية، وهو عدد قليل. 

وخصصت خلال اليوم التحسيسي ورشات عديدة موزعة على فضاءات شهدت إقبالا كثيفا من طرف المواطنين، منها ورشة للرسم وورشة لاستقبال الأولياء، حيث قدموا شهادات حول إصابة أبنائهم بالتوحد وخصوصية الحالات ونظرة المجتمع للمصاب وكيفية التكفل بتربيتهم الخاصة، كما تم توزيع مطويات. 

بالمناسبة، تم عرض أدوات التربية الخاصة بفئة الأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد، وهي أدوات بيداغوجية وألعاب تساعد على التشخيص واكتشاف المهارات  الكامنة لدى المصاب، حيث تساعدهم على ترصد مختلف مهاراتهم وتطويرها.