جذبها الزجاج وألوانه فخاضت التجربة

كلثوم تبدع في حرفة الزجاج المعشق

كلثوم تبدع في حرفة الزجاج المعشق
  • القراءات: 2723
حنان. س حنان. س
لقي جناح الحرفية "حاج علي كلثوم" في صالون الصناعة التقليدية بالمركز الثقافي مصطفى كاتب بالعاصمة، إقبالا ملحوظا من طرف الزائرين، كون الحرفية عرضت قطعا ديكورية جميلة اعتمدت في صنعها على تقنية الزجاج المعشق، التي قالت بأنها أتقنتها بصفة فردية قبل أن تلتحق بدار الحرف لوادي قريش، حيث أتقنت فنونها أكثر وأصبحت تبدع فيها، مما سمح لها بأن تصبح معلمة مكونة.
أصبح الزجاج الملون أو المعشّق يخضع اليوم لخطوات أكثر ابتكارا، إما باستغلال التقنيات الحديثة أو بفضل الفكر الإبداعي والهندسي للحرفيين أنفسهم، وهو ما حدث مع الحرفية كلثوم حاج علي من العاصمة التي اختارت لنفسها تعلم فنون الزجاج المعشق. وتقول بأن الحرفة نفسها اختارتها وليس العكس، بحيث جذبتها الألوان الجميلة المستعملة في هذه الحرفة من أجل الخروج في النهاية بأشكال هندسية متقنة الصنع والألوان. مضيفة أنها انجذبت نحو هذه الحرفة عن غيرها من الحرف بعد زيارتها لدار الحرف بوادي قريش ووقفت على القطع الجميلة التي صنعتها الحرفية المتمرسة في هذه الحرفة، السيدة نادية (رحمها الله)، التي تقول عنها كلثوم بأنها لم تدخر جهدا في تلقين الفتيات فنون تقنية الزجاج المعشق، فما كان على كلثوم إلا أن اجتهدت في تلقي فنون هذه الحرفة والاعتماد على خيالها الخصب في الإبداع.
تعرض الحرفية في جناحها بمعرض الصناعة التقليدية المقام حاليا بمركز ‘مصطفى كاتب’ بالعاصمة، أشكالا ديكورية جميلة ومختلفة الأحجام، منها ما هو موجه لتزيين غرف المعيشة، ومنها الخاص بالردهات، ومنها ما هو موجه لغرف النوم، مثل الأباجورات الجميلة بألوانها البهية، ومنها أيضا قطع يمكن إهداؤها في مناسبات مختلفة.
تقول الحرفية لـ"المساء" عن الزجاج بأن بريقه يخطف الأبصار أينما وجد، ولا يخلو منه منزل أو بيت، أشكاله وألوانه كثيرة ومتنوعة بتنوع خيال الإنسان، واستخداماته اليوم لا تحصى، إذ تمتد من الأدوات المنزلية البسيطة إلى قطع الديكور المميزة.
إلا أنها تشكو من غلاء المادة الأولية، خاصة أنها مستوردة كلية، وتدعو الجهات المعنية إلى العمل على توفير هذه المواد للحرفيين النظاميين، أي أصحاب البطاقات المعتمدة، بأسعار تمكنهم من اقتنائها، بالتالي العمل على الحفاظ على الصناعات اليدوية. أما عن المعرض، فتؤكد كلثوم أنها شاركت في كل المعارض التي أقامتها مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر، وتعتبرها فرصة ثمينة للتعريف بنفسها وبحرفتها التي لقيت -حسبها- إقبالا واسعا واستحسانا كبيرا، خاصة من طرف المهاجرين وبعض السياح الذين اندهشوا لوجود مثل هذه الحرفة في الجزائر.
وتوجه الحرفية نصيحة لكل فتاة وامرأة ماكثة في البيت وحتى العاملات والطالبات، لتلقي فنون حرف معينة لأن الحرفة ،حسبها، عالم جميل بفضلها لا وجود لكلمة "وقت فارغ".