البروفيسور يعقوبي يرد:
كل المشروبات المسوّقة حلوى سائلة
- 688
رشيدة بلال
كل الامتيازات التي حاول السيد علي حماني، كمنتج ورئيس للمنتجين الجزائريين للمشروبات، الدفاع عنها بالتأكيد على نوعية المشروبات المحلية الموجودة في السوق، فندها البروفيسور مصطفى يعقوبي أستاذ محاضر في العلوم الطبية، بقوله إنها عبارة عن ماء وسكر وشبهها بالحلوى السائلة، في ظل غياب كلي لأي نوع من الأملاح المعدنية بها وكذا الفيتامينات، بالإضافة إلى ارتفاع كمية السكر فيها.
ويضيف المختص قائلا: "يعني أن المشروبات التي ندمن عليها والتي تحولت إلى عادة وحلت محل الماء لا تجلب لجسم الفرد أية فائدة صحية، بل على العكس، تجلب أضرارا كبيرة وتؤثر في المقام الأول على البنكرياس المسؤول عن إنتاج الأنسولين، ويشرح؛ "كما هو معروف من الناحية العلمية، فإن البنكرياس عندما يتلقى كميات كبيرة من السكر ينتج الأنسولين بصورة تفوق حاجة الجسم، ومن هنا يظهر داء السكري من النوع الثاني، هذا من ناحية، ومن جملة المشاكل الصحية الأخرى التي تطرحها المشروبات المحلاة؛ الزيادة في معدل الشحوم وهشاشة العظام وبعض أنواع السرطانات والبدانة التي تحولت إلى ظاهرة خاصة عند الأطفال الذين أدمنوا كل أنواع المشروبات واستغنوا عن الماء في سن صغيرة، بالتالي "في اعتقادي أن السكر الموجود بكل المشروبات أيا كان نوعها، يطرح اليوم مشكل الصحة العمومية"، مشيرا إلى أنه يجري اليوم على مستوى وزارة الصحة وتحت إشراف البروفيسور مصباح، مناقشة مسألة نسبة السكر في المشروبات للوصول إلى طريقة تمكن من ضبط الأطر المتعلقة بالسكر والمشروبات، مما يعني وجود نوع من الوعي حول هذا المشكل، وهو ما نعول عليه لحماية المستهلك.
انتقد البروفيسور يعقوبي من جهة أخرى، المستهلك الذي نسي الماء في ظل توفر هذه العصائر، رغم أن جسمه يحتاج يوميا إلى لتر ونصف لتر من الماء، مؤكدا أن ثقافة المواطن الاستهلاكية لا تزال ضعيفة عندما يتعلق الأمر بما يجري استهلاكه، بالتالي المشكل المطروح؛ كيف نتمكن من تربية المواطن ليستهلك أقل المواد التي تحتوي على نسبة عالية من السكر؟ استعرض المختص في الصحة جملة من التوجيهات المهمة التي يراها تقيد المستهلك، من شأنها أن تقلل من أضرار هذه المشروبات بحكم أنها تحولت إلى عادة سيئة لا يمكن التخلص منها، إذ يقول؛ حبذا أن يشرب الفرد معدل قارورة واحدة في الأسبوع من المشروبات المحلاة ويدمن في المقابل على ممارسة رياضة المشي بمعدل على الأقل نصف ساعة في اليوم، ولا يستغني مطلقا عن شرب الماء، ويعتمد أيضا على شرب الشاي الأخضر المفيد للصحة، وبهذه الطريقة حتى وإن كان المشروب يحوي على كمية عالية من السكر فلا يؤثر ذلك على صحته، إن تم طبعا مراقبة نوعية باقي الأغذية التي يجري تناولها، وتحديدا الأكل السريع، منبها إلى أنه فيما يتعلق بالأطفال ينبغي حرمانهم كليا من كل المشروبات المحلاة، بالنظر إلى ما تسببه لهم من مشاكل صحية مستعصية.