الحرفية المتميزة لبنى بولغلم لـ"المساء":

كل إبداعاتي مستمدة من عمق تراثنا الثقافي المتنوع

كل إبداعاتي مستمدة من عمق تراثنا الثقافي المتنوع
  • القراءات: 769
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب
تعد الحرفية لبني بولغلم ابنة مدينة سكيكدة، واحدة من الوجوه النسائية التي دخلت عالم صناعة الحلي التقليدية من بابه الواسع، وتحضر لعرض أعمالها بمعارض دولية للتعريف بالحلي الجزائر، كما تتمنى أن تعلم الشباب من الجنسين هذه الحرفة الرائعة.
عشق الإبداع سكن ذاتها مند الصغر، وعن سره قالت لـ"المساء": "منذ صغر سني حلمت بأن أكون حرفية متخصصة في صناعة الحلي التقليدية، وما زادني رغبة في تحقيق ذلك الحلم الجميل، أنني ولدت وترعرعت وسط عائلة حرفيين، من والدي، أمي وكل أخواتي. وبمرور الزمن، أصبحت أكثر انجذابا لصناعة حلي تقليدية ذات بصمة خاصة بي، خصوصا بعدما اكتشفت موهبتي في تشكيل موديلات تميزني، وفي بداية سنة 2010 تقريبا، أصبح لي اسم في عالم صناعة الحلي التقليدية ذات نماذج مستوحاة من عمق الثقافة الجزائرية، لكن انطلاقتي الحقيقية كمحترفة كانت من خلال مشاركتي في أول صالون بسكيكدة سنة 2012 بمناسبة عيد المرأة، وقد فتحت لي هذه المشاركة الباب على مصراعيه، خاصة بعد التشجيعات التي تلقيتها من وسطي العائلي، ومن قبل مواطنين جذبتهم أعمالي".
وحول النماذج التي تعتمدها في عملها، قالت: "ليس لدي نموذج معين، فكل إبداعاتي مستمدة من موروثنا الثقافي المتنوع الموزع عبر 48 ولاية، لذا أصنع الحلي التقليدية التي تعبر عن كل ولايات الوطن، لكن ما يشدني أكثر؛ حلي الغرب نظرا لسمعتها وشهرتها وطبيعة تشكيلاتها، علما أنني أقتني المادة الأولية من تركيا والهند".
وفيما يخص الأهداف التي سطرتها في حرفتها، قالت: "أسعى إلى ترقية النشاط الحرفي، خاصة صناعة الحلي التقليدية التي لها علاقة وطيدة بالتراث الجزائري الزاخر، الذي يحتم علينا كأجيال جديدة المحافظة عليه لأنه يعبر عن هويتنا الوطنية التي نبقى متشبثين بها، فبعد مشاركتي الأخيرة في كل التظاهرات والصالونات المنظمة، بالخصوص، على مستوى العاصمة ووهران، لدي عروض للمشاركة في صالونات دولية، على غرار تونس ودبي مع بداية العام الجديد 2015".
وفيما يتعلق بالمشاكل التي تعترضها كمتخصصة في صناعة الحلي التقليدية، قالت محدثتنا: "أول مشكل يعترضني يتمثل في نقص المادة الأولية، خاصة اللؤلؤ، الكريستال، البرونز، الفضة والمرجان، إضافة إلى عدم توفر مقر لممارسة النشاط فيه بأريحية، ومنه إنشاء مؤسسة مصغرة في صناعة الحلي التقليدية وورشة لتكوين الفتيات في هذا النوع من النشاط الذي يتطلب الدقة والصبر والإتقان، خاصة أن مركز التكوين المهني وغرفة الصناعة التقليدية عرضا علي تكوين عدد من الشباب من الجنسين في هذا النوع من النشاط، لأنني متفائلة بأن الأجيال القادمة ستحرص على الحفاظ على كل ما له علاقة بموروثنا الثقافي، كما استطاع جيلي الحفاظ على هذا الموروث الذي يعد جزءا من الشخصية الجزائرية".