بعدما أبانت خلايا الإصغاء الجوارية عن أسباب الخلافات الزوجية

"كفاف" مشروع تفاعلي يرافق المرأة ويمكّنها اقتصادياً

"كفاف" مشروع تفاعلي يرافق المرأة ويمكّنها اقتصادياً
  • 154
رشيدة بلال رشيدة بلال

تحوّلت مراكز الإصغاء الجوارية التي تم تنصيبها منذ سنوات من قِبل وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة عبر مختلف دُور الشباب والمراكز إلى جانب تلك التي استحدثتها الجمعيات، إلى نقطة محورية في معالجة القضايا الأسرية والاجتماعية، من خلال تقديم مقترحات عملية، تساهم في استقرار الأسر، خصوصا على المستوى الاقتصادي. "المساء" سلطت الضوء على واحد من أهم المشاريع التي انبثقت عن خلايا الإصغاء. ويتعلق الأمر بمشروع "كفاف"، الذي أكد، من خلال نتائجه، أن 60 ٪ من الخلافات الزوجية والمشاكل الأسرية، تعود إلى أسباب اقتصادية.

انطلقت فكرة مشروع "كفاف" من الواقع، وتحديدا من خلايا الإصغاء التابعة لجمعية نور للمرأة والأسرة والطفل. فعلى مدار خمس سنوات من 2019 إلى 2024، قدّمت الجمعية حوالي 2563 استشارة في مجالات متنوعة أسرية، ونفسية، وقانونية، وتربوية. وكانت النتيجة المستخلصة أن 60% من المشكلات الأسرية، أي ما يعادل 1538 حالة، كانت ناتجة عن أوضاع اقتصادية متدهورة. وقالت الأستاذة دليلية حسين، رئيسة الجمعية وصاحبة فكرة مشروع كفاف، " هذه الأرقام دفعتنا للتفكير بجدية في حلول اقتصادية عملية للحد من التفكك الأسري، ودعم استقرار الأسرة الجزائرية".

ومع بروز أزمة جائحة كورونا، اضطرت العديد من النساء الماكثات في البيوت للبحث عن مصادر دخل بديلة؛ فلجأن إلى وسائط التواصل الاجتماعي للتواصل مع الجمعية، وطلب الدعم أو الانخراط في المبادرات القائمة آنذاك، وعلى رأسها صناعة الكمامات، وتحضير الطعام للمعوزين، توضح رئيسة الجمعية: "وهكذا، تحوّلت الأزمة إلى فرصة. وأصبحت هذه الأنشطة مصدر دخل لعدد كبير من النساء، ما أظهر بوضوح، حاجتهن إلى من يرافقهم نحو التمكين الحقيقي والمستدام".

وفي 8 مارس 2022، وبالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، أُطلقت النسخة الجديدة من مشروع "كفاف" برؤية أوسع ومنهجية مدروسة، تستهدف تمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا، وتحويل المشروع إلى استراتيجية تنموية واجتماعية شاملة. ووفقا لرئيسة الجمعية، فإن المشروع يسعى إلى فتح آفاق جديدة أمام المرأة والأسرة، وخاصة المرأة المعيلة والماكثة في البيت، وتحويلها من مستهلكة إلى منتجة، ومن محتاجة إلى مكتفية.

ومن جملة الأهداف المسطّرة للمشروع، حسب الأستاذة دليلية حسين، توعية المرأة والأسرة بأهمية العمل، والمساهمة في التنمية الاقتصادية، وتكوين ومرافقة المرأة الحرفية والمنتجة، ودمجها في الحياة الاقتصادية، والبحث عن مصادر دعم مالي لتعلم الحرف وإنشاء مشاريع مصغّرة، تكمّل جهود الدولة، وتعزيز عفّة المرأة، والحدّ من طلب الإعانات عبر برامج تنموية مستدامة، والتركيز على النساء ذوات الموهبة والإرادة، ومساعدتهم في اكتساب مهارات تؤهلهم للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

وتطمح جمعية نور من خلال "كفاف"، إلى إحداث تحول نوعي في حياة المرأة والأسرة الجزائرية، والوصول إلى بناء نموذج اقتصادي واجتماعي مستدام، يمكن من خلاله الانتقال من الحاجة إلى المبادرة، ومن التبعية إلى الاحترافية بما يعزز من دور المرأة في تنمية مجتمعها واستقراره.