معرض الصناعات التقليدية بالبليدة

كسر الجمود وجمع الحرفيين بعشاق "الصنعة"

كسر الجمود وجمع الحرفيين بعشاق "الصنعة"
  • القراءات: 608
رشيدة بلال رشيدة بلال

أعرب الحرفيون المشاركون في فعاليات المعرض الذي أقيم، مؤخرا، بدار الصناعة التقليدية بأولاد يعيش، ولاية البليدة، إحياء لليوم العالمي للسياحة، عن استحسانهم للتظاهرة بعد غياب دام لأشهر، بسبب جائحة "كورونا" التي تسببت، حسبهم، في إيقاف كل النشطات والمعارض والمتلقيات التي كانت تجمعهم وتساهم في الترويج لحرفهم.

أوضح مدير غرفة الحرف لولاية البليدة، محمد رابح، أن المعرض جاء بعد تسجيل تراجع في الأرقام المسجلة واستقرار الحالة الوبائية، حيث تم تنظيمه احتفالا باليوم العالمي للسياحة، وفق ما يتطلبه البروتوكول الصحي من تدابير التزم بها الحرفيون المشاركون، كوضع الكمامة، وحسبه، "فإن المعرض كان مناسبة لكسر الجمود الذي فرضه الوباء، وإعطاء نفس جديد للحرفيين ليلتقوا في فضاء العرض ويكشفوا عن إبداعاتهم ومنتجاتهم الحرفية، التي ظلت بفعل الوباء بعيدة على الجمهور".

تباينت واختلفت منتوجات الحرفيين المشاركين في المعرض، حيث جمعت بين الخياطة التقليدية التي أبدعت فيها الحرفيات، من خلال إبراز ما تزخر به الولاية من تنوع في مجال اللباس التقليدي الذي تشتهر به المرأة البليدية، والذي غلب عليه التطريز التقليدي اليدوي، كما كانت المشغولات المصنوعة من الخيط على اختلاف أنواعها حاضرة، سواء الصوفية في مجال حياكة الألبسة، أو تلك التي تعد بها قطع التزيين بخيط "الكروشي"  و"الماكرمي" و"المسلول" و"الشبيكة" حاضرة بقوة، كما أبدعت المرأة الريفية في إبراز أهم الأكلات التقليدية والمعجنات التي تعرف بها المنطقة، للتعريف بها والترويج لها، فضلا على بعض المعروضات الخاصة بصناعة المواد التجميلية التي أبدعت فيها المشاركات، وهو ما يعكسه المنتج المعروض بطريقة تراعي كل شروط التسويق.

عرف المعرض أيضا، مشاركة بعض أجهزة الدعم لفتح المجال للحرفيين المشاركين بالتقرب منها، والتعرف على العروض المقدمة في مجال الدعم، لإنشاء مؤسسات مصغرة، أو لتمويل المشاريع المصغرة والمساعدة على الدفع بالمرأة الريفية إلى إنشاء مؤسسات منتجة منزلية. بالمناسبة، أوضح مدير السياحة والصناعة التقليدية عبد السلام منصور، بأن كل الحرفيين مدعوين للتقرب من الغرفة، أو الاطلاع على الموقع الإلكتروني لمديرية السياحة، من أجل الاطلاع على كل المستجدات في مجال الدعم أو التكفل بالحرفي، خاصة أن البعض لا يعلم بتنظيم دورات تكوينية لدعمهم ومساعدتهم على ترقية حرفهم، وولوج عالم التسويق وحتى التصدير.

لدى احتكاك "المساء" ببعض الحرفيين المشاركين، عبر عدد منهم عن سعادته بالمشاركة في المعرض بعد غياب دام لأشهر، حيث سمح لهم الفضاء بالاحتكاك بزوار المعرض الذين اشتاقوا لمثل هذه النشاطات، وحسبهم "فإن مثل هذه المعارض تعبر من أهم الفضاءات التي تسمح للحرفي بالتعريف بحرفته والتسويق لمنتجه"، وحسب ما جاء على لسان سامية عمارة، حرفية مختصة في صناعة أكسسوارات العرائس، "فإن الوباء دفع بهم إلى الانتقال لمنصات التواصل الاجتماعي بهدف الترويج لمنتجهم، غير أن هذه المعارض لا يمكنها أن تكون بديلا على المعارض التي تجعل الحرفي على اتصال مباشر بزواره"، وهو ذات الانطباع الذي سجلته "المساء"، لدى احتكاكها ببعض الزوار من الذين أعربوا على استحسانهم للتظاهرة، وفي انتظار العودة إلى الحياة العادية، يبقى الالتزام ـ حسبهم ـ بتدابير الوقاية غاية في الأهمية، لمنع تفشي الوباء الذي لا يزال موجودا.