مرضى السرطان والحجر الصحي

كتاب تنصح بالبقاء بعيدا عن مخالب الفيروس القاتل

كتاب تنصح بالبقاء بعيدا عن مخالب الفيروس القاتل
مرضى السرطان والحجر الصحي
  • القراءات: 1106
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يتساءل العديد من مرضى السرطان وأقاربهم عن مصيرهم في زمن انتشار فيروس كورونا المستجد، خاصة أنهم يعانون من ضعف مناعتهم مقارنة بمرضى آخرين نظرا للعلاج الكيمائي الذي يتلقونه ويؤثر على النخاع العظمي المسؤول عن إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تضمن عمل الجهاز المناعي، ما يجعلهم يعانون، ومعرَّضين للفيروس أكثر من غيرهم.. وعن هذا الموضوع كان لـ "المساء" لقاء مع رئيسة جمعية أمل لمرضى السرطان حميدة كتاب، لرؤية أوضح عن طرق وقاية هؤلاء المرضى لحمايتهم أكثر من الإصابة بكوفيد19".

أشارت المتحدثة إلى أن العلاج الذي يتلقاه مرضى السرطان بأنواعه المختلفة، يؤثر بشكل كبير على جهازهم المناعي؛ ما يجعله يضعف، ويعرضهم أكثر للإصابة بالفيروسات المختلفة؛ الأمر الذي يضعهم في خانة الأشخاص الأكثر  هشاشة أمام فيروس كورونا؛ فتلك العلاجات الكيماوية التي تستهدف الخلايا السرطانية، لا يمكنها أن تفرق بين تلك الضارة والخلايا السليمة، الأمر الذي يجعل الجسم يفقد جزءا كبيرا من مناعته.

وعلى هذا الأساس، قالت كتاب إن العديد من إجراءات الوقاية اتُّخذت في إطار حماية مرضى السرطان، أهمها كانت في مرحلة أولى، تأجيل العلاجات الخاصة بهم لتفادي تنقلهم إلى المستشفيات والإصابة بالعدوى، ليتم التعامل مع كل مريض وفق حالته واستعجالية علاجه وفق بروتوكول علاجي تم وضعه بناء على الحالة الراهنة؛ بتعقيم المصلحة يوميا، واتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع إصابتهم بالفيروس، مشيرة إلى أن إصابة مريض السرطان بكورونا أخطر من تأجيل علاجه الكيماوي، لكن وفق ما يحدده طبيبه المعالج.

وعلى صعيد ثان، أوضحت المتحدثة أن انتشار الفيروس أثر على نفسية العالم أجمع، وحتى السليم لم يتحمل تلك الضغوط، التي دفعته إلى تبني سياسة العزلة والتقيد بأحكامها، وفقا للإجراءات الوقائية التي فُرضت في مرحلة ما وأصبحت تمنع الخروج إلا للضرورة المصرح بها، لاسيما بعد ساعات حظر التجوال، فما بالك بتأثير ذلك على المرضى، الذين يتخبطون دون ذلك، في معاناة مع أزمتهم الصحية، ومنهم مرضى السرطان، الذين، هم بالأساس، يصعب الرفع من معنوياتهم، فما أدراك قول لهم "لا تخرجوا من المنزل وطبقوا العزل الصحي"! وهذا ما زاد من معاناتهم.

وفي هذا الخصوص قالت رئيسة الجمعية يمكن لهؤلاء المرضى محاولة القيام بأشياء يستمتعون بها، مثل الطبخ أو القراءة أو الرسم، أو غيرها من الأنشطة التي تبقيهم بعيدا عن الشارع من أجل سلامتهم، وتجعلهم لا يشعرون بالوقت من جهة أخرى، حتى لا يبحروا في تفكيرهم لاسيما المرضى؛ ما يزيد من إضعاف مناعتهم. كما حذرت المتحدثة من خطر الوقوع ضحية الأكل غير الصحي. ونصحت بالالتزام بالنظام الغذائي الصحي والسليم، وممارسة نشاط رياضي يتناسب مع حالتهم في حدود إمكانياتهم.

وفي الأخير، دعت حميدة كتاب عائلة وأصدقاء وأقارب المصابين، إلى البقاء على تواصل مستمر مع المصاب، لمحاولة الرفع من معنوياته لمساعدته في تخطي مرحلة العزل المنزلي، وعدم دخوله في مرحلة الاكتئاب التي تعقّد حالته النفسية، وبالتالي جهازه المناعي ومحاربته المرض.